[.. حـَيْـرَةُ اِشْـتِـيَـاقْ ..]
؛
؛
تَنَفُّسٌ بِعُمْقُ ؛ وَ هُدُوءْ .. وَ إِطْبَاقٌ لِلْجَفْنَيْنِ ؛ وَ ظَلَامْ .. وَ أَحْلَامٌ سَابِحَةٌ فِي زِئْبَقٍ أُلَاحِقُهَا وَ أَقْبِضُ عَلَيْهَا بِيَدِيَّ وَ تُفْلِتُ .. وَ تَرْحَلُ نَحْوَ القُرْبِ حَيْثُ أَشْمَئِزُ مِنَ اِقْتِرَابِ الحُلُمِ وَ تَبَاعُدِ المَسَافَةِ .. وَ شَتَاتِي صَارَ يُدْرِكُ أَنَّ مَا حَوٍلِي مَا هُوَ فِي غَالِبِهِ غَيْرَ تَبَدّدِ سِرَابٍ وَ اِنْكِسَارِ قُلُوبْ .. فَيَا لِلِتَقَارِبِ المُفْجِعِ بَيْنَ مَا أُعَانِي وَ بَيْنَ مَا أَعْنِي فَبَيْنَ المُعَانِةِ وَ المَعْنَى تَجِدُنِي نَفْسًـا تَتَصَّعَدُ أَنْفَاسُهَا .. وَ تَتَلَاشَى لَدْيهَا القُدْرَةُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بَتَدَرّجٍ يَقْتُلُ الثّوَانِي .. وَ يَتْرُكُهَا تَنْزِفُ حَتَى تَسْتَسْلِمَ لِسُنَّةِ النِّسْيَانِ أَوْ مَرَارَةِ التَّنَاسِي ..
؛
؛
فَاتِنَةُ تَلْكَ الأَمَانِي التِّي تَلُوحُ فِي وَجْهِ القَدَرِ .. مُخْتَصّةُ بِاغْرَائِنَا وَ إِرْوَائِنَا مِنْ كَأْسِ الأَيَامِ حَتَى تُسْكِرُنَا النَّشْوَةُ .. أَوَ إِنَّهَا يَا فَارِسُ تُسْقِيكَ جُرْعَةَ عَلْقَمٍ تَلُوكُكَ أَنَتَ وَ أَحْلَامَكَ بِلَا رَحْمَةٍ أَوْ أَدْنَى شَفَقَةٍ .. الأُمْنِيَةُ كَانَتْ وَ مَا زَالَتْ أَدَاة ً لِلِحُصُولِ عَلَى عَالَم ٍ أَفْضَلَ أَوْ تَشَاؤُم ٍ أَكْبَرَ .. وَ رَغْمَ ذَلَكَ سَـ نُمَنِّي النَّفْسَ بِالأَمَانِي وَ نَبْتَهِلُ إِلَى اللهِ ..
؛
؛
صَغِيَرتِي .. تَعْلَمِينَ كَمْ فِي قَلْبِي مِنْ قُوَّةٍ وَ بَأْسٍ .. وَ تَعْلَمِينَ جَيِّدًا أَنَّهُ لَمْ يَنْسَى المَوَّدَةَ وَ الرَّحْمَةَ .. وَ لَكِنَّكِ لَا تَعْلَمِينَ أَنَّ الحُـــبَّ لُغَةٌ مُقَدَّسَةٌ حَرَمْتُهَا عَلَى قَلْبِي إِلَى أَجَلٍ .. البَعْضُ يَعْرِفُونَ السَّبَبَ لَكِنْ لَا تَسْأَلِي أَحَدًا .. أُقْسِمُ أَنَّكِ لَنْ تَفْهَمِيهُمْ .. كُونِي هَكَذَا .. فَالجَهْلُ نِعْمَةٌ !!
؛
؛
حَبِيبَتَي الَّتِي مَا زِلْتُ أَبْكِيهَا حَتَى اللَّحْظَةَ بِدُمُوع ٍ مِنْ دَم ٍ.. وَ أَتَنَّهَدُ عَلَى صَدْرِهَا وَ قَسَاوَةُ الأَيَامِ تَصْفَعُنِي .. وَ كُلِي مَا زَالَ يَتَجَرّعُ الحُزْنَ بَعْدَ فَقْدِهَا .. وَ مَا زِلْتُ يَا حَبِيبَتَي أَشْعُرُ بِالإِنْهِزَامِ أَمَامَ صُورَتَكِ الَّتِي تُمّثِلُ شَفَة ً بَارِدَةً وَ وَجْهــًا يَطْفَحُ فِيهِ البـُؤْسُ .. وَ عَيْنَيْنِ تَمْلَأُهُمَا أَشْبَاحُ المَوْتِ .. صُورَتُكِ تُجَسِّدُ أَقْسَى مَا رُؤِيَ مِنَ الشَّقَاءِ وَ المُعَانَاةِ .. حَبِيبَتِي .. دَمُكِ الَّذِي اِنْسَكَبَ مِنْ قَلْبِكِ لِــ يَسْقِي ضُلُوعِي وَ يَمُدُّنِي بِالحَيَاةِ .. رُوحُكِ الَّتِي ضَحَّتْ بِابْتِسَامَتِهَا لِــ أَحَيَا بِكَرَامَةٍ .. مَشَاعِرُكِ الَّتِي أُزْهِقَتِ فِي عُرْسِ الشَّيْطَانِ .. كُلُّهَا أَطْلَالٌ فِي عَيْنَيَّ تَبْدُو وَ أَسْرَارٌ مِنَ القَدَاسِةِ تَلُّفُاهَا .. وَ أَسْوَارٌ مِنُ الغُمُوضِ تَحْرُسُهَا .. حَبِيبَتِي كُونِي فِي لَحْدِكِ تِلَكَ العَرُوسَ العَذْرَاءَ الَّتِي مَا سَمَحَتْ لـِ غَيْرِ يَدِ أَبِيهَا أَنْ تَمْتَّدَ إِلَيْهَا .. وَ لَوْ مُدَّتْ يَدٌ عَابِثَة ٌ لـِـ قَبْرِكِ لَنْ تَرْجِعَ .. حَبِيبَتِي .. طِفْلُكِ المُدَلَّلُ يَحْيَى وَ لَا حَيَاةَ .. وَ يَدُهُ إِنْ لَامَسَتْ قَلَمَهُ سَابَقَتْه ُ الدُّمُوعُ .. لَكِنْ لَوْ رَأَيْتِ مِنْهُ الوَجْهَ فِبِهِ أُحْجِيَةُ الحَيَاةِ .. وَ بِهِ الكِتْمَانْ !
؛
؛
يَا أَنْتُمْ .. لَا تَحْثُوا النِّسْيَانَ عَلَى جُثَّةِ الطُهْرِ .. وَ لَا تَقْطُنُوا العُبُوسَ فِي مُدُنِكُمْ .. وَ كُونُوا عُيُونــًا عَمْيَاءَ لِلِشَّيْطَانِ .. وَ أَعْوَانــًا مُخْلِصِينَ لِلِحَّقِ .. وَ لَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قِوَّةٍ أَنْكَاثــًا .. وَ كُونُوا كَـمَـا يُرِيدُ الرَّبُ .. وَ لْيَمْنَحْكُمْ الإِلَهُ الأَوْحَدُ أَمَانِيكُمْ !
؛
؛
سُـمُـوُّ الـغَـامِــض ِ
؛
؛
5 / 8 / 2010