عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-2010, 01:30 AM   #118
khmoos
عضو نشط


الصورة الرمزية khmoos
khmoos غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23614
 تاريخ التسجيل :  04 2008
 أخر زيارة : 28-07-2013 (07:29 AM)
 المشاركات : 229 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


• وهذا داود عليه السلام ارتكب الخطيئة فندم وبكى, فكانت في حقه نعمة من أجل النعم, فإنه عرف ربه معرفة العبد الطائع الذليل الخاشع المنكسر, وهذا مقصود العبودية فإن من أركان العبودية تمام الذل لله عز وجل. وفد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن قوله صلى الله عليه وسلم : "عجباً للمؤمن لا يقضي الله له شيئاً إلا كان خيراً له"(22) هل يشمل هذا قضاء المعصية على العبد, قال نعم, بشرطها من الندم والتوبة والاستغفار والانكسار. فظاهر الأمر في تقديم المعصية مكروه على العبد وباطنه محبوب إذا اقترن بشرطه.




• * وخيرة لله وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم ظاهرة باهرة, فإن كل مكروه وقع له صار محبوباً مرغوباً, فإن تكذيب قومه له ومحاربتهم إياه كان سبباً في إقامة سوق الجهاد ومناصرة الله والتضحية في سبيله, فكانت تلك الغزوات التي نصر الله فيها رسوله, وفتح عليه, واتخذ فيها من المؤمنين شهداء جعلهم من ورثة جنة النعيم, ولولا تلك المجابهة من الكفار لم يحصل هذا الخير الكبير والفوز العظيم, ولما طرد صلى الله عليه وسلم من مكة كان ظاهر الأمر مكروهاً ولكن في باطنه الخير والفلاح والمنة, فإنه بهذه الهجرة أقام صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام ووجد أنصاراً وتميز أهل الإيمان من أهل الكفر, وعرف الصادق في إيمانه وهجرته وجهاده من الكاذب. ولما غُلب عليه الصلاة والسلام وأصحابه في أحد كان الأمر مكروهاً في ظاهره شديداً على النفوس لكن ظهر له من الخير وحسن الاختيار ما يفوق الوصف, فقد ذهب من بعض النفوس العجب بانتصار يوم بدر والثقة بالنفس والاعتماد عليها, واتخذ الله من المسلمين شهداء أكرمهم بالقتل كحمزة سيد الشهداء, ومصعب سفير الإسلام, وعبدالله بن عمر والد جابر الذي كلمه الله وغيرهم, وامتاز المنافقون بغزوة أحد وفضح أمرهم وكشف الله أسرارهم وهتك أستارهم. . وقس على ذلك أحواله صلى الله عليه وسلم ومقاماته التي ظاهرها المكروه وباطنها الخير له وللمسلمين.


 

رد مع اقتباس