عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2003, 12:49 PM   #3
تابط شرا
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية تابط شرا
تابط شرا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2650
 تاريخ التسجيل :  09 2002
 أخر زيارة : 05-08-2003 (05:32 PM)
 المشاركات : 701 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


يتبع/

الأصل السابع :

قطعية النتائج ونسبيَّتها فلا يجوز لنا التشدد لرأي وأعتباره الصواب دون غيره:

من المهم في هذا الأصل إدراك أن الرأي الفكري نسبيُّ الدلالة على الصواب

أو الخطأ ، والذي لا يجوز عليهم الخطأ هم الأنبياء عليهم السلام فيما يبلغون عن

ربهم سبحانه وتعالى . وما عدا ذلك فيندرج تحت المقولة المشهورة ( رأيي صواب

يحتمل الخطأ ، ورأي الآخر خطأ يحتمل الصواب ) .

وبناء عليه ؛ فليس من شروط الحوار الناجح أن ينتهي أحد الطرفين إلى قول الطرف

الآخر . فإن تحقق هذا واتفقنا على رأي واحد فنعم المقصود ، وهو منتهى الغاية

. وإن لم يكن فالحوار ناجح . إذا توصل المتحاوران بقناعة إلى قبول كلٍ من

منهجيهما ؛ يسوغ لكل واحد منهما التمسك به ما دام أنه في دائرة الخلاف

السائغ . وما تقدم من حديث عن غاية الحوار يزيد هذا الأصل إيضاحاً .

وفي تقرير ذلك يقول ابن تيمية رحمه الله : ( وكان بعضهم يعذر كل من خالفه في

مسائل الاجتهادية ، ولا يكلفه أن يوافقه فهمه ) ا هـ . من المغني .

ولكن يكون الحوار فاشلاً إذا انتهى إلى نزاع وقطيعة ، وتدابر ومكايدة وتجهيل وتخطئة .

الأصل الثامن :

الرضا والقبول بالنتائج التي يتوصل إليها المتحاورون ، والالتزام الجادّ بها ، وبما يترتب عليها .

وإذا لم يتحقق هذا الأصل كانت المناظرة ضرباً من العبث الذي يتنزه عنه العقلاء .

يقول ابن عقيل : ( وليقبل كل واحد منهما من صاحبه الحجة ؛ فإنه أنبل لقدره ، وأعون

على إدراك الحق وسلوك سبيل الصدق .

قال الشافعي رضي الله عنه : ما ناظرت أحداً فقبل مني الحجَّة إلا عظم في عيني ،

ولا ردَّها إلا سقط في عيني ) ( 8 ) .


اللمسة العاشرة : أخطاء يكثر وقوعها في الحوارات الأسرية:

1- الحوار في ظروف غير مناسبة:

لكي يكون الحوار مؤثراً في النفوس، ومحققاً للأهداف التي يراد الوصول إليها،

لا بد أن يتحين المرء الأوقات الملائمة، والأمكنة المناسبة، فلكل مقام مقال .. وعلى سبيل المثال:

ü تخطئ الزوجة التي تفتح باب الحوار (بل باب المشاجرة) مع زوجها وهو غضبان؛

ولذلك قال أحد الرجال قديما يوصي زوجته:

ü تخطئ الزوجة التي تفتح مع زوجها حواراً تطلب منه أشياء تريدها عند دخوله للبيت

بعد فترة غياب في العمل لا تدري كيف قضاها الزوج!

ü يخطئ الزوج الذي فتح باب الحوار لتقويم زوجته أمام الأهل والأولاد والأقرباء.

2- الاستئثار بالكلام:

هناك بعض الأزواج لا يدع مجالاً للمحاورة داخل الأسرة، سواء كانت زوجة أو

بنتاً أو أختاً إما لعرف خاطئ أو لتكبر في نفسه واعتداد بذاته وغرور برأيه.

وإما لاحتقار واستصغار للمقابل..

ويتولد عن هذا الخطأ: البغض أو الكره للزوج أو العزلة عنه أو عدم القناعة

بما يمليه عليهم، فإذا حضر الزوج التزم أهل البيت – على مضض- بما يريد وإذا

خرج عادوا إلى ما يريدون بعد أن يحمدوا الله على خروجه!!

أخي الحبيب:

دع أهل بيتك يعبرون عن آرائهم بصراحة في حواراتهم معك، وأحط هذه الصراحة بسور

من أدب الحديث الذي أجبنا به الإسلام، وها هو سيد البشر صلى الله عليه وسلم يسمح

لزوجاته أن يراجعنه في القول فتدلي كل واحدة منهن برأيها وتعبر عما في صدرها

بل وتدافع عن نفسها، فليس هو وحده الذي يتكلم في البيت.

قالت زوجة عمر، وقد أنكر عليها عمر رضي الله عنه وعنها مراجعتها له

بالحديث "إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه".

3- عدم ضبط النفس عند الحوار:

وله مظاهر عديدة وصورة كثيرة منها:

ü بعض الأزواج ما إن تحاوره زوجته حتى يحمر وجهه وتنتفخ أوداجه، ويعلو

صوته حتى يسمعه الجيران فضلاً عن الأولاد، فصدره ضيق لا يتسع لأحد ولو كان أقرب

الناس إليه .. ، فما أعظمها من وصية تلك التي أوصى لقمان بها ابنه

وهو يقول: (واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير). لقمان،الآية : 19

ü الكلمات الجارحة والعبارات البذيئة:

ü الأحكام القاسية والعقوبات الجائرة:

بعض الرجال ينهي حواره – أحياناً – بأحكام قاسية على زوجته وأبنائه، بل

قد يصل به الحوار إلى الطلاق فيعض أصابع الندم حسرة على استعجاله

بعد أن يرى بيته وقد تهدم بناؤه، وقوضت أركانه ... الأطفال مع أمهم أو عند

جدتهم أو عند الخادمة!!..

4- عدم الاعتراف بالخطأ:

الإنسان بشر يخطئ ويصيب، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "كل ابن آدم خطاء،

وخير الخطائين التوابون"، وقد يعمل المرء عملاً يرى صوابه ثم يحاوره آخر فيتبين له

خطأ ما فعل والمسلم أواب تواب، يرى أن الرجوع إلى الحق خير له من التمادي في

الباطل، فلا تتحرج إذا حاورتك زوجتك في قضية ترى أن الحق لم يحالفك فيها أن

تقول لها: لقد أخطأت!!

فقد قالها عمر رضي الله عنه – إن صحت الرواية- : أصابت امرأة ، وأخطأ عمر.


اللمسة الحادية عشر : الخاتمة

1. إن الأسرة المسلمة يمكن أن تجني من الحوار منافع عظيمة وفوائد عديدة نظرا لتعدد الأراء وأختيار الأصح والأنفع.
2. بالحوار يمكن أن نغرس الإيمان بالله عز وجل، وصحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3. بالحوار يمكن أن نحل خلافاتنا ونتغلب على مشكلاتنا.
4. بالحوار يمكن أن نعلم أولادنا الصدق في القول والأمانة في العمل.
5. بالحوار يمكن أن نقوم الأخطاء ونصحح المسار.
6. بالحوار يمكن أن ندعو لكل خير وننهى عن كل شر.


قال تعالى: " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ

مِنَ الْحَقِّ (الحديد: من الآية16 )" وقال تعالى " سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى

وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا

يَحْيَى "(الأعلى:13) " صدق الله العظيم اللهم أهدنا وتقبل منا واغفر

زلاتنا انك أنت الغفور الرحيم وصلى اللهم وبارك على حبيبنا محمد خير المرسلين القائل:

" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل

وشاب نشأ في عبادة ربه ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان

تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل طلبته امرأة ذات منصب

وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما

تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ".

نــايف أحمـد - الأردن

جزاه الله خيرا

اليكم الرابط

وتقبلو تحياتي


 

رد مع اقتباس