الناس يكرهون من لا ينسى الزلات:
الناس يبغضون من لا ينسى زلاتهم ولا يزال يُذكِّر بها ويَمُنّ على من عفا عنه؛ فالناس يكرهون ذلك الإنسان الذي يذكِّر الناس بأخطائهم، ويعيدها عليهم مرة بعد مرة، والله يقول: "وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ" (آل عمران: من الآية134) إنه _سبحانه_ يمتدح الذين يعفون عن الناس وينسون أخطاءهم والذي أُسْدِيَ إليه المعروف لا ينساه، والعافي عن الناس يستر من يعفو عنه.
ويقول الرسول _صلى الله عليه وسلم_: "من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة"(7)، وهذا حديث صحيح.
وهناك مثل أضربه لكم: في مجلس لحاكم قديم شم الحاكم ريحاً من أحد الجالسين، فقال: عزمت عليك أن تخرج – يقصد من أخرج الريح وهو لا يعرفه – وتتوضأ، فقال رجل عالم فاضل: بل اعزم علينا جميعاً فنقوم ونتوضأ، فعزم عليهم وقاموا، وانتهت القضية. إن هذا الموقف الحكيم معروف كبير وإحسان تجاه الشخص الذي أخرج الريح، فقد انتشله من موقف صعب.