عرض مشاركة واحدة
قديم 16-08-2010, 07:04 AM   #6
noooor
V I P


الصورة الرمزية noooor
noooor غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5696
 تاريخ التسجيل :  02 2004
 أخر زيارة : 15-11-2010 (09:06 PM)
 المشاركات : 8,386 [ + ]
 التقييم :  87
لوني المفضل : Cadetblue




الناس يكرهون من يتسرع في التوبيخ والتأنيب:

الناس يكرهون من يؤنب ويوبخ في غير محل التأنيب، ومن غير تأنٍّ ودون السؤال والاستفسار، وقد يكتشف بعد السؤال والاستفسار أن هناك اجتهاداً صحيحاً، وهناك ظاهرة اجتماعية غير حسنة، وهي أن بعض الناس يظن الصواب في أن يقابل من يعده مقصراً باللوم الشديد بقوله: لماذا لا نراك؟ طالت المدة! سنتان لا نراك!
وإذا اعتذر الشخص المُعاتَب فإن صاحبنا يستمر في اللوم والتأنيب، وينسى أن اللوم يمكن أن يوجه إليه أيضاً، وهذا يتأتى من شخص قد تدرب على مثل هذه الطريقة.


وهذا الرجل يفعل ذلك وهو يظن أن ذلك من حسن العلاقة على الرغم من أن هذه القضية ليست صحيحة في نفسها، فمن طبيعة البشر أنهم يجتمعون ويتفرقون، والود ليس بالضرورة مقصوراً على من تكثر رؤيته، وقد يضيق الإنسان بتكرار رؤية الذي لا يحبه؛ فقد تتكرر الرؤية لمن لا نحب:

ومن نَكَد الدنيا على الحُرِّ أن يرىعـدواً له مـا مِن صَدَاقتـه بُدُّ


وقد يكون الأمر أخف إذا كان الذي يلوم أكبر سناً من المُلام، أما إن كانا قرينين، أو كان الذي يلوم هو الأصغر فتلك كبيرة، ومن عواقب ذلك أن يخسر الشخص الناس فيتجنبوه، ويبتعدوا عنه، وهناك من يلوم بأسلوب لاذع، فيكون أشد من ذلك كأن يقول: "خّربَ بابُنا من كثرة دقك عليه، أو خرب هاتفنا من كثرة سؤالك".

وفي القصة الآتية تجلية لذلك الأمر: "ذهب أبو عبيد بن سلام لأحمد بن حنبل، فقال: يا أبا عبد الله، لو كنت آتيك على نحو ما تستحق لأتيتك كل يوم، فقال أحمد بن حنبل: لا تقل هذا، إن لي إخواناً لا ألقاهم إلا كل سنة مرة أنا أوثق بمودتهم ممن ألقى كل يوم".

فليس معنى المودة أن نلتقي كل يوم، وليس عدم اللقاء هو عدم المحبة، ولو تفرغ الإنسان لزيارات الأصدقاء لما وجد وقتاً لأداء واجبات أخرى، مثل: طلب العلم أو تربية الأبناء.

ولقد أجرى مهندس سويسري دراسة على عدد كبير من العمال فوجد أن عدداً كبيراً من هؤلاء يعدون أن التأنيب بدون ذنب أمام الأصدقاء أصعب ما يلاقون من متاعب، وهذه الأمور هامة جداً للذين يتعاملون مع البشر في أي مجال: مجال الدعوة، مجال العمل، ولذلك فقد عُمِلَت دراسات إدارية خلصت إلى أن هناك شيئاً هاماً جداً،هو:الارتياح الوظيفي، فزيادة على توافر الاحتياجات الغريزية من طعام وشراب ومسكن، والتي قد تحقق شيئاً من الاطمئنان، إلا أنه لا بد للإنسان أن يكون مرتاحاً في وظيفته، ويشعر بأن له دوراً يرضى عنه، وقد يترك الشخص عملاً إلى آخر أقل راتباً بسبب ذلك الارتياح الذي افتقده في الوظيفة الأولى.


 

رد مع اقتباس