الناس يكرهون من يتمادى في الخطأ رغم وضوح الخطأ:
الناس يكرهون الذي إن أخطأ تمادى في الخطأ، والذي لا يعترف بخطئه برغم وضوح الخطأ، والشخص الذي لا يعترف بالخطأ ويبادر إلى الرجوع عنه بسرعة ليس شجاعاً، وكلما ارتقى الشخص في تربيته وفي علمه اعترف بالخطأ وانسحب بسرعة، فلا يطيل الذيل في الحديث بغية التسويغ، ومن الملاحظ أن كبار العلماء كالشيخ ابن باز لا يتحرج من قول: "سأنظر، سأبحث المسألة" ولا يحط ذلك من قدره، وقد يتسرع من هو دونه بالفتيا والحديث، وليس من العيب أن يقال: لا أدْري، أو يقال: أخْطَأْتُ.
الناس يكرهون من ينسب الفضل لنفسه:
الناس يكرهون دائماً من ينسب الفضل لنفسه، وإذا حدث إخفاق أو خطأ ألقى بالتبعة على الآخرين، وإذا حدث نجاح نسبه إلى نفسه؛ فكل الناس يبغضون ذلك الإنسان ويكون منبوذاً، يكون زوجاً منبوذاً، رئيساً منبوذاً، صديقاً منبوذاً.
والرئيس بحق هو الذي يسأل عند الإخفاق، وليس الذي ينسب النجاح لنفسه، فإذا أردت أن تعرف من هو الرئيس في أي مؤسسة اقتصادية، أو تجارية، أو دعوية فاسأل: من الذي يكون مسؤولاً عند الإخفاق؟ والإنسان السوي يسعد إن أخذ الناس أفكاره، ويعمل دون الحديث عن ذاته. يقول سيد قطب – رحمه الله – في كتيب هو عبارة عن رسالة أرسلها إلى أخته: "التجار وحدهم هم الذين يحرصون على العلاقات التجارية لبضائعهم حينما يستغلها الآخرون ويسلبونهم حقهم من الربح، أما المفكرون وأصحاب العقائد فكل سعادتهم أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها إلى حد أن ينسبوها إلى أنفسهم لا إلى أصحابها الأولين، ولذلك يجب على المرء أن يحرص على أن يدع الناس يشعرون أن الفكرة فكرتهم ويتبنونها هم كي يتحمسوا لها ويعملوا بها".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
الهوامش:
(1) رواه أحمد في مسنده، من حديث المنذر بن جرير عن أبيه.
(2) رواه مسلم في صحيحه، من حديث المنذر بن جرير عن أبيه.
(3) متفق عليه من حديث سلمة بن الأكوع.
(4) رواه مسلم من حديث أبي ذر الغفاري – رضي الله عنه -.
(5) رواه مسلم من حديث أبي هريرة.
(6) رواه البخاري من حديث أنس بن مالك.
(7) رواه مسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه -.
للدكتور : عبد الله الخاطر رحمه الله .
نقلاً عن موقع المسلم .