ظاهرة الجيوش التى توغلت فى شوارع مصر هذه الأيام
دعونى احدثكم عن ظاهرة التسول فى رمضان حيث توغلت جيوش من المتسولين جميع ميادين وشوارع وحوارى مصر وخصوصاً هذه الأيام وذلك مع بداية شهر رمضان الكريم وبدلاً من أن يكون هذا الشهر الفضيل شهر الصوم والغفران تحول عند هؤلاء الى شهر التسول والنفاق ، حيث ينتظره الكثيرين من العام إلى العام لممارسة هوايتهم فى التسول وخداع الناس فلا تكاد تذهب إلى أى مكان أو تمشى فى أى شارع أو رصيف إلا وتجد هؤلاء المتسولين حيث يستجدى كل منهم عطف الناس ويتوسل رحمتهم ويستنزف نقودهم ، فمنهم من يظهر عاهته ومنهم من تجلس بطفلها فى لهيب حرارة الشمس ومنهم من يتجول فى موقف الأتوبيسات بين العربات ومنهم من يصعد الأتوبيس ومنهم من يسترزق بمترو الأنفاق ومنهم من يمسك بمقشة وكأنه عامل نظافة غلبان ومنهم من يوزع آيات قرآنيه ، وأصبحت ظاهرة التسول فى رمضان من أهم العادات المترسخة فى مصر بهذا الشهر الفضيل وعلى الرغم أننى على قناعة بأن أغلب هؤلاء المتسولين غلابة اضطرتهم الظروف المعيشية أن يعيشوا فى فقر الا أن طريقتهم فى التسول أصبحت مستفزة وتجعلك لا تستطيع التفرقة بين المتسول الغلبان الفقير المحتاج والمتسول المحتال الذى يستطيع أن يعمل فى كفاح بكرامة من أجل الرزق ولقمة العيش دون الحاجه الى مد اليد واستعطاف قلوب الناس وانتهاز فرصة انهم يودون التقرب الى الله عن طريق الصدقات فى هذا الشهر الفضيل.
لن أطيل فى هذا الموضوع كثيراً لكن حقيقى أن الظاهرة تفشت واستفزتنى أن أكرر الكتابه عنها وكل ما أستطيع أن أقوله هو أن الإسلام عالج هذا الداء بدعوة الناس القادرين على العمل للكفاح من أجل الرزق ,والكسب الحلال ونبذ الكسل والتواكل والبطالة ، حيث أن النبى صلى الله عليه وسلم قد أوضح خطورة سؤال الناس أموالهم من غير ضرورة فى اكثر من حديث حين قال ( من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو يستكثر )
وأطالب كل من يدفع الصدقة أن يدفعها الى مستحقيها وأن نأخذ بقول الرسول عندما أشار الى أن المسألة لا تحل الا لثلاثة لذى فقر مدقع أو لذى غرم مفظع أو لذى دم موجع
والفقر المدقع هو الفقر الشديد وهو الفقر الذى يفضى به الى التراب ( الدقعاء هو التراب )وهو أسوأ حالات احتمال الفقر
والغرم المفظع أن تلزم صاحبه الدية الفظيعة الفادحة فتحل له الصدقة ويعطى من سهم الغارمين
والدم الموجع هو أن يتحمل صاحبه دية، فيسعى فيها حتى يؤديها إلى أولياء المقتول وإن لم يؤديها قتل المتحمل فترهقه وتوجعه فتحل له المسأله فيها
وكل عام وأنتم بخير
منقوووووول