نفساني - عرض مشاركة واحدة

06-01-2003, 09:06 PM

ورقة قديمة كانت على مكتبي ، وشعرت يقينا أنني بحاجة الآن وقبل غدا أن أقرأها ويقرأها غيري ..
أحمد

تذهلك النوائب ..
تستوحش من كل ماحولك ..
كم تمنيت الهروب من أمر ما .. ولكن إلى أين ؟
وإلى متى ؟
أنت هكذا يا أبا مروان؟؟
في لحظة ضعف ..
في لحظة أسى ..
قررت أن أهرب إلى منطقة طالما عشقتها ..
ألى زاوية ، الجميع يعلم عني أنني بها ..
و لمدة لاتتجاوز سويعات عدّة .. حاولت ولم أقدر ..
لعل الخلوة تعيد لي توازني الذي فقدت في لحظة ضعف قديمة ..
لعلي ابتعد ولو قليلاً عن كل مايذكرني بآلامي أو بالأشهر التي كنت أشعر أنني شيئا مهما عند من أحببتهم ...
كل ماحولي كان ممتعاً أسماؤهم رموزهم تواقيعهم ..
حتى برائتهم اللطيفة التي كانت ولازالت دافئة صادقة ..
سكون مطبق ساعدني على أن أشعر بكل حواسي التي طالما حجبني عن الإحساس بها ..
ضجيج حروف البعض منهم كانت مؤلمة لتفكيري لأنني تربيت على النقاء والوضوح وتقدير الأشخاص وأحترامهم حتى لو كانوا ظلا لاأرى منهم سوى حروفهم أو أجناس أسماؤهم ..
أخير وفي ساعاتي الأخيرة أصبح لملامسة الكيبورد لأصابعي طعم آخر لم اعهده من قبل وتيقنت أنها ساعة الغرغرة ..
أصبحت استمتع بالنظر الى شاشة مظلمة لاأرى فيها سوى وجهي وشعيرات قصيرة سوداء في لحيتي ..
شعرت بأنني أود معانقة هذه الشاشة لأنها صافية وتعرف شخصيتي جيدا ولاتسيء الظن بي لأنني حقيقة ولست غامضا أو مبهم ..
أنها منطقة اللانهاية المنتهية عندي . ..
شوق عظيم ساقني إلى هذه المنطقة بالذات وأبحرت بها ..
فهي تحمل أجمل الذكريات ..
ذكريات الأماني الطافية وذكريات الدوسري والمطيري ولاري والأستاذة الخلوقة نوال الموسى وأم مشعل وغادة وجوري وليانة وخالد 2000 وأصدق الشوق والعربي بل حتى شراني الذي كان له طعما جميلا في خلافه معي وأحببته بعدها ، وغيرهم ممن لاتحضرني أسماءهم وتلك الطائفة التي كانت على قلب رجل واحد وأنت السلالة من تلك الشجرة الطيبة ..
وفي خضم هذه النشوة والسعادة التي غمرتني بها معانقة الذكريات ..
بدأ شريط الذكريات يعيد لذاكرتي مراحل من حياتي عشتها هنا في هذه الصفحات..
لم يتغير شيئ في هذه المنطقة سوى خلوها من ساكنيها القدامى فقط . ..
عرض علي أكثر من مرة الإشراف والمراقبة ورفضت لأنني أعلم نفسي من غيري ولو كنت أريد شيئا لأخذته من زمان وتشثبت به وأعلم مسؤلية ذلك جيدا ..
شعور داخلي وقوي قال لي :
الجميع هنا مشرف ومراقب لافرق بين هذا وهذه ..
وفجأة سرت في جسدي قشعريرة غريبة أثارتها فكرة أغرب ..
فقد تردد في داخلي نداء أبا العلاء بأن :
أخفف الوطء فماهذا الأديم
سوى أجساد الذاهبينا ..
وقفت أستمع لهذا النداء الداخلي ..
وإذا به يصرخ بي :
ياغافلاً وله في الدهر موعظةً ..
إن كنت في سنة فالدهر يقظان ..
ترى كم من البشر طوى ذكراهم هذا المنتدى؟
الذين غادروا المنتدى هل هم أحياءا بيننا ؟
أتراهم حقاً يودون أن اتعظ بما آل إليه حالهم ؟
أتراهم ينادونني من تحت قدمي :
أبو مروان أنت اليوم في عمل أما نحن ففي حساب وجزاء ..
أشهر طويلة طوتها الساعات والدقائق والعيون شاخصة ..
وقد نخرت أصابعنا أزرة الكيبورد ..
وهذا يستهزيء ، وذاك يشتم ، وآخر يسفه بالحروف ، وآخر يتمنى رحيلك ، وآخر يدعوا عليك بظهر الغيب ، وآخر الله أعلم ماذا ينظر لك ويشك في نواياك منما كتبت ..!!..
لوكان أبن تيمة أو أبن القيم أو أبن حزم والشوكاني وأبن حجر بيننا في هذه المنتديات لبصقوا على وجوهنا وكبروا علينا أربعا ..!!!!
لو كان طه حسين أو العقاد أو الرافعي أو هيكل بيننا الآن وقرأوا مانكتب لأرضعونا الحليب وأمرونا بالنوم قبل غروب الشمس
عذرا للجميع وشكرا للجميع وبياتا شتويا لمن وعوا حروفي ..
/ عبياني /صوت الشباب / البتار/ تأبط شرا/ النشمي/ خالد الحربي / شراني/ هدهد سليمان/أنا السيف/ نفساني / ..
هؤلاء من أحببتهم في الله ودعوت لهم يعلم الله في ظهر الغيب في أوقات متفرقة ..
وجميع الأخوات بلا إستثناء ..
وليعلم الجميع أن الحروف قد تكون حتوف أحيانا .
والمولى عزوجل جعل باب التوبة مفتوحا لعباده ..
وقد أخطأنا بغير قصد على البعض وأستشرانا الشيطان على ذلك ..
فها نحن نرفع يد الضراعة للمولى أن يتوب علينا ، ونرجوا ممن أخطئنا عليه أن يسامحنا ..
وممن أخطأ علينا فأنا قد سامحناه لوجه تعالى وقلوبنا صافية للجميع .
سفينة كانت مبحرة على شاطيء الحياة فأنزلت بضاعتها للناس فمنهم من أشترى ومنهم من أبتاع ..
وغادرت تلك السفينة ذلك الشاطيء بكل هدوء وأنسياب وقد رفعت أشرعتها عالية وهي بلا شك قد ربحت ولم تخسر .
كان هذا نداء الفكر والضمير ..
وأعتذار العبد الفقير ..
لكل صغير هنا أو كبير
وكلكم كبارا ..
//////////////////
وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين
أحمد العيسى / أبو مروان
الدمام
باحث أجتماعي في وزارة العمل
المملكة العربية السعودية
3/11/1423

السفينة غادرت طواعيا وليست قسرا وحكمة قبطانها من ذلك حتى تدع سفنا أخرى في مكانها الدافيء

المصدر: نفساني