عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2010, 04:34 PM   #16
سمو الغامض
V I P


الصورة الرمزية سمو الغامض
سمو الغامض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23056
 تاريخ التسجيل :  02 2008
 أخر زيارة : 09-04-2012 (07:12 PM)
 المشاركات : 5,013 [ + ]
 التقييم :  121
لوني المفضل : Cadetblue


في غرفة العائلة ؛ ضحكاتٌ تتوزّع هنا و هناك .. ياسر يتصنّع الإبتسام و الفرح .. قلبه يتـألّـم من الداخل .. يحسّ بــِ هَم ٍ كبير يجثمُ فوق صدره .. يضيق بهِ المكان .. يستأذن و يغادر غرفة العائلة .. إلى أبعد غرفةٍ عنها .. حيث تتلاشى أصوات الضحك و الفرح شيءًا فشيءًا ثم تختفي مع انغلاق الباب .. يرتمي على الأريكة و ترتمي فوقه الهموم .. يتـأمّل المكان .. يشعر بأنّ الأريكة تطبطب له .. و الطاولة َ ترثيه .. و المزهرية َ تبكيه .. و تلكَ الوردة الذابلة تمتص أحزانه فــ تموت .. يتحدّث مخاطبــًا نفسه : [ ضيّ تريد أن تتزوّجني .. و لكن ليس إلى ذلكَ من سبيل .. هيَ لا تناسبني لظروفٍ خارجةٍ عن إرادتي و إرادتها .. دخلتُ إلى حياتها هكذا .. ربمـا اشفاقــًا على نفسها الحزينة و أخذًا بيدها التي تخلى عن امساكها كلّ أحد .. لم أكن أريد شيءًا .. لا شيء سوى المساعدة .. هي من أوقعتني في وهم الحبّ .. و لولا الحبُّ الذي يملأ ُ قلبها .. و يغمر عينيها كل ما نظرتُ إليهما .. لـ تجاهلتُ كل مشاعرها و مضيتْ .. أقسمُ أنّ نفسي تهتزُّ حينما أشعر بمقدار حبّها .. و واللهِ ما اعتقدتُ أنّ امرأة ً بامكانها أن تعشقَ رجلا ً إلى هذا الحدّ .... ] قطعَ رنينُ هاتفه المحمول حبل أفكارهِ ؛ و حينما سمع رنّتها الخاصة همس : [ إنّها ضيّ ] يغمضُ عينيهِ .. و يطلقُ تنهيدة ً يضجُّ بها المكان .. يضغط على الزرّ الأخضر و بابتسامةٍ باهته يـحيـّها : [ أهلا ً ضيّ ] .. [ هلا حبيبي .. كيف حالكَ ؟ ] .. [ بخيّر ! و أنتِ ] .. [ الحمد لله .. الحمد لله ] .. [ ما الخطبُ يا ضيّ ؟؟ صوتكِ لا يُطمئن ؟ ] .. [ أمي يا ياسر ! أمي !! ] .. [ ما بها أمّكِ ؟؟ هل أصابها مكروه ] .. [ لا ؛ لا ؛ إنّها تشكُ بأني على علاقةٍ مع أحدهم ] .. [ لا بدّ أن تشك ؛ عاشقة ٌ مثلكِ لا تستطيعُ أن تسترَ حبـًا يتفجّر في عينيها بجنون ] .. [ أوووف ياسر .. أريد أن ينتهي كل شيء بسرعة .. تزوّجني .. قسمــًا سأجعلُ منكَ أسعدَ رجل ٍ في الكون .. سأذيقكَ سعادة ً لم تكن تحلمُ بها .. ياسر .. اجعلني خَادِمَة ً عن قدميكَ .. سأرضى والله سأرضى .. لكن فقط لا تحرمني منك .. أريدُ أن أكون بجانبكَ حبيبي .. لا أريد شيءًا سواكَ .. ياسر لي وحدي ؛ أتفهم ذلك ؟! ] .. [ ضيّ .. اُتركِ أمر زواجنا للأيام القادمة .. فستار المستقبل ِ لن يغطي أقدارنا طويلا ً ] .. [ ياسر .. تغيّرتَ علي .. لم تكن هكذا .. أين لهفتكَ ؟؟ و شوقكَ ؟؟ أما زلتَ تحبني ياسر ؟؟ ] .. [ نعم ما زلتْ أحبكِ ] .. [ لكنَ أنتَ لا تريد ضيّ .. رجوتكَ كثيرًا حتى قبلت بزواجنا و لكن حينما وافقت وضعتَ شروطــًا أعجزُ عن الوفاءِ بها ] .. [ يا ضيّ .. الظروف كلّها ضدّنا لا شيءَ معنا .. لا شيء و لا أحد ] .. [ مستعدة ٌ أن أقف ضدّ كل شيء من أجلك ] .. [ و أنا غير مُستعد ! ]




ضيّ غارقة ٌ في الحبِّ حتى منابتِ الشعر في رأسها .. و شوقها لـ ياسر يملأ ُ أصغر ذرّةٍ في كيانها .. نسيت الواقع و همّشته .. و عاشت في حلمها الورديّ .. هي تؤمنُ بالأحلام أكثر من إيمانها بالواقع .. مسكينة ٌ لا تدري .. أنّ ياسر يتعذّب من ذلكَ الحبّ .. ليس لأنّه يحبّها .. لا .. بل لأنّـهُ لا يريدُ لها أن تتعلق بهِ و بهواه ثم تصدمُ بأن لا سبيل إليهِ .. هو مشفقٌ عليها من الواقع المرّ .. و هي في أحلام ِ العُشّاق ذائبة ..






يـُتْـبَـعْ ~


 

رد مع اقتباس