الموضوع: حكايةُ المرآة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2003, 10:04 AM   #1
mirror
عـضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية mirror
mirror غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1463
 تاريخ التسجيل :  04 2002
 أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
 المشاركات : 1,406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
حكايةُ المرآة



منذُ عرفتُ نفسي .. و أنا هكذا ..
عضلاتُ وجهي متسربلة بأعصابٍ قوية جداً
عندما ينظر أحدهم الى ........... وجهي
تشتدُ و تتحفز حتى انها لتكاد تنقطع !


يطبق فكاي بشدة على بعضهما
أصرخُ بصمت من الألم
أشعرُ بوخزاتٍ حادة
و كأن الشعيرات الدموية الرقيقة بين خلايا وجهي
قد استحالت ابراً و دبابيس !
فقط ..
عندما ينظرُ أحدهم ........ الى وجهي

يتبخرُ الماء
و تجفُّ العروق من الدم
تاركةً صفحة وجهي باهتة
شاحبة
لا حياةَ فيها
و لا أمل


لكن
بريـــقٌ
صافٍ



كمرآة !

تلتقطُ بريقَ تعابيرِ الآخرين و تعكسه

--

في داخلي ..
تموجُ المشاعر بقوة
بعنف
بحرارة

أشعرُ بها و أطربُ لها

أتتبعُ مسارها بحماسٍ شديد
و هي تتدفقُ من قلبي
و تسيرُ مع الدمِ في شراييني
لكني أصاب بخيبة أمل عميقة
عندما أشعر بها تتوقف ..
قبل ثوانٍ فقط من عضلات وجهي !

و تعودُ مع الدم المنحسر
الى قلبي مرة أخرى !


--

لم يشعر بها غيري !
انها فقط مني و الي
بيني و بين نفسي


انها كحديثٍ ممتع
أنا فيه المتحاورون جميعهم
و أنا جمهور المستمعين !


--


انها كحباتِ مطرٍ لؤلؤية
أنا الغيمةُ التي منها سقطت
و أنا أرضها التي اياها تسقي !


--


انها كضوءٍ لامع
أنا النجمةُ التي منها شع
و أنا ظلمةُ الليلِ التي اياها أضاء !


--


انها كقصيدة نُظمت بخيوط الفجر
أنا الشاعرُ العاشق
و أنا االعيونُ الناعسة !


--


انها كحكايةٍ أسطورية
أنا فيها البطل
و أنا الشرير
و أنا الأمير الوسيم
و أنا الساحرة
و أنا الفارس المغوار
و أنا الأميرة الحسناء
و أنا الحمقاء الأنانية
و أنا الفاضلة الزكية


--


انها كأمنيةٍ حالمة
كضوءٍ هادىء



انها كزمهريرِ رعدٍ غاضب
كاندفاع جريءٍ في الحق مُطالب


--

انها عتيقة ..
كقطعةٍ أثرية
كخردةٍ بالية !


--


انها ماضيي
و حاضري
و مستقبلي


--


انها حروفُ أبجديتي


--


انها تخرجُ مني لتعودَ الي
دون أن تعرّج على النقطةِ المكشوفة
( الوجه )

لـمــــاذا ؟

مالذي يخيفها أن تُرى ؟


--

انها بريئة
بريئة كابتسامةِ صدق
كقهقهةِ طفل
كهجرةِ طير

فمالذي يخيفها اذن ؟


--


تُراها براءتها ما تخافُه ؟


--


هكذا كنتُ
و لا زلت

أعيشُ داخلَ نفسي
لأن المنافذَ مسدودة
بزجاجٍ عاكس
يرون أنفسهم فيه
و لا يروني أبداً
أنا المسجونة خلفَ هذا الزجاج




أنا المرآة !

المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة mirror ; 11-01-2003 الساعة 01:07 AM

رد مع اقتباس