[.. اليَوْمُ الثَالِثُ ..]
[حـُلُـمْ] : أَبِي يَرَى فِي المَنَامِ مَطَرًا يَتَسَاقَطُ عَلَيْهِ بِــ غَزَارَةْ .. وَ يَعْلَقُ عَلَى جَسَدِهِ وَ ثِيَابِهِ كَمَا حَبَّاتُ لُؤْلُؤ ٍ لَامِعَةْ .. كَانَ حُـلُمــًا مُبْهِجــًا وَ مَشَاعِرُه دَافِئَةْ .. يَحِكِيهِ لِـ جَدَّتِي فَقَطْ .. فَــ تَقُولُ لَهُ هَامِسَةْ : خَيْرٌ إِنْ شَاءَ اللهْ .. اِنْتَظِرِ البِشَارَةْ !
اِسْتَيْقَظْتُ عِنْدَ السَّادِسَةِ مَسَاءً .. اِتْصَلْتُ بِــ الشَّبَكَةِ وَ فَتَحْتُ مَوْقِعَ قُبُولِ الجَامِعَةْ .. قَلْبِي بَدَأَ يَخْفِقُ بِــ شِدَّةْ .. كُنْتُ أَسْمَعُ نَبْضَهُ عَالِيــًا يَصِلُ إِلَى أُذُنُي بِــ وُضُوحْ .. نَتَائِجُ قُبُولِي فِي الجَامِعَةِ ظَهَرَتْ ! كُنْتُ أُمَنِّي النَّفْسَ بِــ الطِّبْ .. وَ كُلَّ مَسَاءٍ أَضَعُ رَأْسِي عَلَى وِسَادَتِي وَ أَنَا أُفَكِّرُ : كَمْ مِنْ مَرِيض ٍ سَأُسَاعِدْ .. وَ كَمْ مِنْ بَحْثٍ عِلْمِيٍّ سَأُجْرِي .. وَ كَمْ سَأُقَدِّمُ لِأُمَّتِي مِنْ أَفَكَارَ عِلَاجِيَّةٍ مُسْتَحْدَثَةْ .. لَكِنْ المَوْقِعَ أَظْهَرَ لِي : لَا كَبِيرَةٍ جدًا أَمَامَ حُـلُمِي ! لَمْ يَكُنِ الطِّبُ مِنْ نَصِيبِي .. لَقْدَ كَانَ مَكْتُوبــًا وَ بـِـ الخَّطِ الأَخْضَرِ العَرِيضْ [ هَنْدَسَةٌ مَدَنِيَّةٌ - دِمَشْقْ ] .. فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ لَمْ أَشْعُرْ أَبَدًا أَنَّ أَحْلَامِي تَحَطَّمَتْ أَوْ أَنِّي خَسِرْتُ شَيَءًا ؛ بـِـ العَكْسْ .. كُنْتُ فِي غَايَةِ الـسُعْدِ وَ الهَنَاءْ .. بَشَرّْتُ أُمِي و أَبِي .. أُمِي كَانَتْ سَعِيدَةً جِدًا بِــ هَذَا القَدَرْ .. وَ أَبِي لَمْ أَلْمَحْ فِي قَسَامِتِهِ إِلَا عَلَامَاتِ الرِّضَى .. وَ [ الخِيَرةُ فِيمَا اِخْتَارَهُ اللهْ ]
تَمْلَؤُنِي الآنَ رَآحَةٌ نَفْسِيِّةٌ وَ اِسْتِقْرَارٌ دَاخِلِيٌ كَبِيَريْنِ جِدًا جِدًا .. تَحَدَدَّتْ أُوَلَى مَلَامِحِ قَدَرَي .. وَ صَارَ لَدَيَّ صُورُةٌ مُصَغَّرَةٌ عَنَ ذَلِكَ المُسْتَقْبَلِ الّذِي سَـأَعِيشُهُ .. يَنْقُصُنِي الحُبّْ .. وَ بِمَعْنَى آخَرَ تَارِيخِيّ : [ شُنٌ يَبْحَثُ عَنْ طَبَقَةْ ] .. مَا زَالَ الوَقْتُ مُبَكِرًا .. وَ لَسْتُ مُسْتَعْجِلًا عَلَى شَيْءْ فَـ كَمَا تَقُولُ أُمِي : [ أَطْيَبُ الطَعَّامِ وَ أَلَذَّهُ ذَاكَ الّذِي يُطْبَخُ عَلَى نَارٍ هَادِئَةْ ] .. أَيْضــًا يَنْقُصُنِي سَيَارَةُ فِيرَآرِي رَيَاضيّة حَمْرَاءْ .. بِــ خُطُوطَ ثَائِرَةٍ/سَاحِرَةْ .. تَقِفُ أَمَامَ قَصْرِيَّ الخَاصِ فِي [ أَبُو رُمَّانِةْ ] .. وَ هَذِهِ أَتْرُكُهَا لِلِمُسْتَقْبَلِ لَعَلَّ اللهَ يَأْتِي بِهَا .. يَا اللهُ كَمْ أَشْتَهِي الآنَ زِبْدِيَّةَ بُوظَةْ بِــ الشُوكُولَا وَالكَارَمِيلْ مِنْ [ دَامِرْ ] .. لَا بُدَّ لَكُمْ مِنْ تَذَوُّقِهَا إِنَهَا لَذِيذَةٌ جِدًا .. أُسَمِّيهَا أَطْيَبَ بُوظَةٍ فِي دِمَشْقْ !
أَحِبَّتِي .. أَحَبَبْتُ أَنَ أُغَيِّر مِنْ ذَاكَ الجَوِّ الحَزِينِ الَّذِي سَادَ صَفْحَتِي لــِ يَوْمَيْنِ مَاضِيَيْنْ .. القَادِمُ سَيَكُونُ أَكْثَرَ جَمَالا ً بِــ إِذْنِ المَوْلَى .. الآنْ ؛ وَ فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ أَشْعُرُ بِــ النُّعَاسِ يَجْتَاحُنُي .. وَ أَشْعُرُ بِـ رَغْبَةٍ كَبِيرَةٍ بِــ مُعَانَقَةِ الرَّاحِةْ .. وَ التَّدَثُرِ فِي دِفْئِ أَحْلَامِ الخَرِيفْ !
شُكْرًا بِــ حَجْمِ مَا بَنَى المُهَنْدِسُونَ المَدَنِيُّونَ أَبْعَثُهَا لِــ كُلِّ المَّارِينَ وَ المُتَابِعِينْ ..
8/ 9 / 2010