[.. اليَوْمٌ الخَامِسً ..]
عند الفجر تصلني رسالة رقيقة تقول : [ سموّ! هذا يومٌ تاريخيّ بالنسبة لك ..ثلاثة ُ أعيادٍ في نفس اليوم .. الفطر و الجمعة و يوم ميلادك ]
يَتدفّقُ النُّور في العروق .. و تمتلئ بِـ الحياة .. يخفق القلب بِــ لهفة .. و تبتسم الشفاه .. جالس إلى نفسي .. متكئٌ على ذكريات عام ٍ منصرم .. أقلّبُ صفحاته بِـ حنين تكتنفه دهشة .. أرجعُ إلى تلكَ الوجوه التي صحبتني لأعوام .. أتلمّس تفاصيلَ ملامحهم .. أقبّل أناملي ثم أعود أحضن وجوههم بين يديّ .. وجهــًا وجهــًا أجمعها بين كفيّ كَـ ورودٍ جريحه .. و أشتمّ منها آثار عبق ٍ طالما تنفّسته .. أغلق عينيّ و أتنهّد الكون .. و ببطئ شديد أطوي صفحّات العام مودّعــًا و متمنيــًا لهم أطيب المنى .. و تُختم الصفحات بِـ : سموّ هذهِ الليلة أمضى ثمانية عشر عامــًا في الحياةِ !
تتسلّلُ لوامسي نحو أوّل صفحاتِ عامي الجديد .. فَـ أستقرئ فيها البهجة فقد اُسْتُهلّتْ بِـ الفطر و الجمعة .. عامٌ يحمل تجربة ً جديدة .. و خبراتٍ جديدة .. و تطلّعاتٍ جديدة .. و مجتمعــًا جديدًا .. و مكانــًا جديدًا .. و فِكرًا جديدًا .. و أسلوبَ معيشةٍ مختلفٍ تمامــًا عمّا تعوّدته .. عامٌ أرى فيهِ القداسة و الطهر .. و التفاؤل و الإشراق .. و المحبّة و الوئام .. عامٌ سيمتصّ من نفسي الرحيق .. ليعطيني في عام ٍ آخر عسلا ً .. و ربما لنْ ..
لم أخبر أحدًا من قبل أني أخافُ نفسي حين ما تكون هادئة ً و المشاعر فيها صامتة .. فأنا أعلم جيدًا في تلكَ اللحظة أنها غاضبة عليّ .. و لن ترضى بسهولة .. الآن أشعرُ بِــ ذلكَ الهدوء ! لكنّه الآن هدوءٌ غريبٌ لم أحسّ بمثيل ٍ له من قبل ! هدوءٌ يُمسكُ يدَ التمرّد و يشدّ عليها مُعلنــًا صُمودًا أمام هوجاء ! لا أدري من أي صلصال ٍ تكوّنت تلكَ النفس ! لكني أدركُ تمامــًا أن هناكَ كثيرٌ من المشاعر تجيشُ في صدورنا .. و لا نجد لها مرادفة ً في القاموس .. و هنا تكمن مهارة ُ الكاتب بايصال إحساس ٍ لا يعرفُ اسمه !
10 / 9 / 2010
أشكركم جزيل الشكر لأنكم اِستجبتم لـ رغبتي و لم يقم أحدٌ منكم بالتعقيب .. الآن أتركُ المجال لكم لِـ تعقّبوا كيفما تشاؤون ..