نفساني - عرض مشاركة واحدة

12-01-2003, 12:55 AM

هنا أنثر حروفي لتبحر نحوك علـّـها أن ترسي على مينائك وهذا ما أتمناه من كل قلبي أن ترسي على مينائك ...

ربما نحن هنا نتناجى بالضمائر ونتخاطب بالسرائر إلا أني أناجيك بخواطر قلبي وإن كان قد غاب شخصك عني حتى وإن كنتُ ( أنا ) ممن لا يَـسعدُ بلقائك فقد اشتمل عليّ الأنسُ ببقائك في هذه الحياة بقاءً يرضي الإلــه ويرضي فطرتك وضميرك وأسرتك وعالمك الصغير الذي من حولك .....

اعلم أيها الأخ الفاضل إنني أنا قد خدشتُ نفسي في يوم من الأيام يوم أن غلبني الهوى ...لكن سرعان ما أفقتُ على نزفه ...فأسعفتُه وعالجته ...ثم بدأت رحلتي في مرعاةِ جرحي وهذا أبي وأخي وأمي من حولي يطبطبون عليه حتى بدأ أخيرا في الإلتئام ...لكن ...أرجوك لا تجعل من جرحي يتنـــدّى ويعاود النزفَ ...لأنك ما أن تطلّ بخيالكَ نحوي حتى أتذكر جرحي فأتذكر ألم ما أحدثتـُـهُ لنفسي ...فأرجوك لا تحاول فتقه ...دعه يلتئم ..دع أثره يذهب ..لأني أحاول بكل وسعي أن أجثتّ آثاره ... فأنا لا أريد من أبنائي غدا أن يسألوني ماهذا الندب .......أرجوك دعني اتمتع بصفاء بشرتي

لا تكابر....أيها الأخ الفاضل ...لا تقل ماذا فعلت ...لاتجعل من ثقتكَ بنفسك أن تخونك ...لأن للثقات خيانة في كثير من الأوقات : هذه العينُ تـُـريك السـرّابَ شراباً , وهذه الأذن تُــسمعك الخطأ صواباً , فلستَ معذورا إن قلبت الموازين وجعلت من الخطأ صح ومن الصح خطأ...لأن الإنسان أحيانا يتخيل أنه يـُـقدم على أمر فضيل نبيل بينما شأن هذا الأمر سئ أو قد يرى الإنسان هدفا فيسعى لتحقيقه دون النظر في المنهج المتبع أهو منهج قويم أو العكس ...فهذا وذاك كالذي يبدأ الصـــــلاة بـلعنــة ...فأعد النظر في منهجك

أخي إنّـي أرى فيك قلب الشباب ينبض ..أرى فيك محاسن جمّة ..أرى أنك تستطيع أن تعلو القمـّة ..لكن أوووووواه أووووواه يا أخي ما أبأس الشباب ما أبأس الفتى إن ضيّع الصواب ...لأنك وإن فقدت همة الملوك وعزم الحرّ الذي يرتقي بنفسه عن سفاسف الأمور ,و يكرم نفسه عن أن يكون سجين الدنيا وأهوائها , وإن فقدت السيطرة على حفظ شخصيتك فمعت في بوتقةٍ دخيلة فضعت وضاعت هويتك فماذا ستفعل في مشيبك ...أي نوع من الهمة ستحمل ,وأي سجن انفرادي ستدخل , وإلى أي قاع ستهبط , وكيف
ستكون نظرة أبنائك ...تذّكر أن عواقب الأمور وخيمة مالم تـُـسيّر حسب الفطرة _وإن ذكرت الفطرة فأعني بها بذرة الخير التي غرسها الإله في قلب الجنين مالم تنتزعها الأيادي المحيطـه _

أخيرا تلك رجاء ونصيحة عابرة أرجو أن تكون قد رست على بر آمن و تذّكر أنه إن دعى لك بالهداية و السعادة في الدارين مليون شخص فتأكد أنني منهم وإن لم يكن هنالك إلا شخصاً واحدا يدعو لك فاعلم أنه أنا وإن لم يكن هنالك شخص يدعو لك فاعلم أنني مــــــت

((((صفحة ممزوعة من مذكرات إنسانة تسعى لتذيق العالم من طعم السعادة التي وجدتها في مبادئ الفطرة )))

المصدر: نفساني