عرض مشاركة واحدة
قديم 16-09-2010, 04:06 PM   #1
مطمئنة
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية مطمئنة
مطمئنة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28420
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 27-01-2012 (09:43 PM)
 المشاركات : 550 [ + ]
 التقييم :  17
لوني المفضل : Cadetblue
قراءات ووقفات ...... (درر من أعماق الكتب)



ومن عقوباتها ( أي المعصية) ما يلقيه الله سبحانه من الرعب والخوف في قلب العاصي فلا تراه الاخائفا مرعوبا فان الطاعة حصن الله الاعظم الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبات الدنيا والآخرة ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب فمن أطاع الله إنقلبت المخاوف في حقه أمانا ومن عصاه إنقلبت مأمنه مخاوف فلا تجد العاصي إلا وقلبه كانه بين جناحي طائر ان حركت الريح الباب قال جاء الطلب وان سمع وقع قدم خاف أن يكون نذيرا بالعطب يحسب كل صيحة عليه وكل مكروه قاصد اليه فمن خاف الله آمنه من كل شيء ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء
بدا قضاء الله بين الخلق مذ خلقوا * إن المخاوف والاجرام في قرن
ومن عقوباتها انها توقع الوحشة العظيمة في القلب فيجد المذنب نفسه مستوحشا قد وقعت الوحشة بينه وبين ربه وبينه وبين الخلق وبينه وبين نفسه وكلما كثرت الذنوب اشتدت الوحشة وأمر العيش عيش المستوحشين الخائفين وأطيب العيش عيش المستأنسين فلو نظر العاقل ووازن بين لذة المعصية وما تولد فيه من الخوف والوحشة لعلم سوء حاله وعظيم غبنه اذ باع أنس الطاعة وأمنها وحلاوتها بوحشة المعصية وما
توجبه من الخوف
اذا كنت قد أوحشتك الذنوب * فدعها اذا شئت واستأنس

(من كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي - لابن القيم الجوزية)

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس