صَوتٌ قادمٌ مِن البُعد .. يَتداخَلُ و نَسيمُ الهواءْ .. فيغدو نغمــًا عُـلويــًا ينتاب الأفئدةْ .. و يُحلق بها بعيدًا بعيدًا بين أجنحة الملائكةْ .. ذاك صوتٌ يتلو رسالتي .. فأرعوهُ أسماعكم و أنصتوا ..
الرِّسَالة ْ /
رَمشٌ ناعسٌ / غافٍ / حالمٌ / وضاءْ .. لمحته العينُ و القلب و الأهواءْ .. النفسُ حَيرى ؛ مَنْهُوكَة بِالشوقِ ؛ و القربِ و الإغفاءْ ..
يا سيّدة ً نَفَثَتْ في البصيرة عُقْدَتَهَا .. بِسحر ٍ لمْ يشهدْه الشَيطَانْ .. فأصابت مُشَتَهَى النفس ؛ و مُنْتَهَى المُنَى ؛ و تَنهّداتِ مَساءْ ..
حيرة ٌ تَنتابُني ؛ و لذّة تفجّرها شهقة ُ إشتهاءْ .. و [ ذِكْرَى ] حـُفرتْ في الذاكرة تتجدد مع كل لقاءْ ..
أَرْكُنُ نفسي و أُسْنِدُها إلى عرشكِ .. أغمِضُ عينيّ و أُسْلِمُ نفسي لفطرتها ؛ و انقيادها خلف صبابةٍ عمياءَ عن غيركِ جَهلاءْ ..
مسكونة ٌ أبجديّتي بكِ .. دمكِ يَمدّها بالدِّفئ .. و أنوار روحكِ توقد مِشعل البَصيرة .. و كلي يا ذاتي ينبضكِ بكبرياءْ
نَاسكةٌ فِي مِحْرابِ الحُبِّ .. مَصلوبة ٌ في شمس اِشتياق .. تنهال عليها لهفة ٌ تزيدها غِواية ً و انصهار ... عِطرُها يَنْسابُ في ثنايا ما يحيط بي .. يثير في النفس كوامنها .. يجعل النور يَدفق في الغَريزة وهاجــًا ذو سنى .. و كل ما لاح طيفها .. وجدتُ المكان يعبق بها .. المساءُ أضحى لها سكنــًا و جنونــًا و هدوءًا و هذيانْ .. في طياتهِ تلكَ اللُعْبَةُ الكبرى حَـاءْ بـَاءْ تغلبنا دومــًا .. و ترمينا ثَكالى على قارعةِ حلم ٍ أسكرنا في جلبةِ نقاءٍ و طهرِ و بقايا أنبياءْ
سـُمُـوّ الغَامِضِ
20 / 9 / 2010