- دور المرأة.
المرأة ينبغي أن تكون عونا لزوجها على طاعة الله، ينبغي أن تتحول البيوت إلى قلاع يكون للمرأة فيها دورها المؤثر، ولذلك قصص مشرقة في حياة الصحابة وحياة السلف يوم كان الرجل يخرج من بيته فتصحبه المرأة إلى الباب تودعه ببسمة وكلمة طيبة.
وليس الحال الآن–الله المستعان- يودع بقائمة من الطلبات ويستقبل بمجموعة من كتب الحسابات.
لا تودعه وهي توصيه بتقوى الله وتقول :
يا عبد الله اتقي الله فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على الحرام فلا تطعمنا إلا حلالا.
المرأة التي تكون عونا للزوج على طاعة الله كما كانت أم سليم لأبي طلحة يوم مرض أبنها أبي عمير ...
أيها الأخت المسلمة:
هل تفقدتي زوجك في عمله لله ؟
هل كنتيِ عونا له على طاعة الله؟
هل سائلتيه قبل أن تسأليه عن طلبات المنزل وحاجات البيت عن عمله لله وماذا عمل؟
فكنتي عونا له على ذلك.
أيها الأحباب هذه نماذج وغيرها كثير، وكما قلت فهي بعدد أنفاسنا.
ومن العمل للدين أن تجلس تفكر ماذا أعمل للدين ؟
وتذهب وتسأل كيف أعمل للدين ؟
وتستشير ماذا تعمل للدين ؟ فهذا من العمل للدين.
أيها الأحباب:
إذا لم تستنفرنا هذه النماذج المشرقة من سير النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه وهم خير من قدم وأعطى، فخير من قدم وأعطى لمبدئه شباب محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأصحابه وأتباعه.
فينبغي أن يستثيرنا نفرت أهل الباطل إلى باطلهم، وحماس أهل الباطل لباطلهم.
اقرأ قصة لينين ودوره في إنشاء الجمهورية الشيوعية والكيان السوفيتي، عجب من العجب.
تعجب كيف عمل أهل الباطل لباطلهم.
انظر إلى عمل اليهود وتعصبهم وتكاتفهم، كل عملهم يصب في مصب واحد لإقامة دولة إسرائيل.
انظر إلى طلائع حزب البعث العربي الاشتراكي وكيف تربي طلائعها، حتى اللذة المحرمة التي هي جائزة عندهم لا يستطيعون الوصول إليها لأن الإنسان منهم مستغرق الوقت ومستنفذ الجهد للعمل للحزب وهو مبدأ أرضي لا ينتظر عليه جزاء يوم يلقى الله.
ألا يستنفرنا هذا لأن نعمل ونحن نجد اللذة في عملنا وننتظر الجزاء الأوفى يوم نلقى الله.
ألا يستنفرنا عمل أهل الدنيا لدنياهم، عمل أهل الملك لملكهم، أهل المال لمالهم، أهل الجاه لجاههم.
هذا العمل الذي جسده أبو الطيب يوم قال:
أُطاعن خيلا من فوارسها الدهر………..وحيدا وما قولي كذا ومعي الصبر
وأشجع مني كل يومٍ سلامتي……..وما ثبتت إلا وفي نفسها أمرُ
تمرست بالآفات حتى تركتها……….تقول أمات الموت أم ذعر الذعرُ
وأقدمت إقدام الأتي كأن لي…………..سوى مهجتي أو كان لي عندها وترُ
فتى لا يضم القلب همّات قلبه..….ولو ضمه قلب لما ضمه صدر
همات، لماذا ؟ لملك أو جاه أو مأرب دنيوي.
هذا العمل ينبغي أيها الأحباب أن يستثيرنا، ويستثيرنا معه أيضا استشعارنا حاجة الأمة للعمل للدين.
إن الدعاة والعلماء اليوم أصبحوا في وضع من المتأكد إن لم يكن من المتعين عليهم أن ينفروا إلى أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) يبثون فيها ميراثه، ولا يسع أحدا عالما أو داعية أو أي مسلما كائنا من كان أن يتذرع بعذر أو يتحجج بحجة، ليتحلل من العهد الذي أخذه الله على أهل العلم، والمسلمين أن يبينونه للناس ولا يكتمونه.
ولا يملك أحدا ولا يسعه أن يحول بين عالم أو داعية وبين بلاغات رسالات الله.
بل لا يسع داعية أن يقدم قول أحد أو أمره على أمر محمد (صلى الله عليه وسلم). يوم قال:
(بلغوا غني ولو آية ).
إن العمل للدين ليس وظيفة تصدر برقم وتاريخ ولكنه صدرت بمرسوم رباني كريم برقم 125 من سورة النحل. (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظةِ الحسنةِ وجادلهم بالتي هي أحسن ).
إن العمل للدين ينبغي أن يبقى ظاهرا في حياتنا تراه:
في شاب يوزع شريطا أو كتابا.
تراه في شاب يبلغ كلمة.
تراه في موقف يعلن إنكار منكر.
تراه هنا وهنا وهناك.
إن العمل للدين أمر لا نستخفي به ولا نتستر عليه، بل ينبغي أن تبقى ساحتنا ساحة فوارة بالعمل الضخم للدين تراه في كل فلته وفي كل لفتة.
تراه في برنامج كل شاب.
تراه في برنامج كل مسلم.
أقول قولي هذا وأسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه هل طاعته حتى لا يكون حد أعزا منهم.
ويذل فيه أهل معصيته حتى لا يكون أحد أذل منهم.
وترفع فيه كلمة الحق حتى لا تكون كلمة أعلى منها، وتقهر فيه كلمة الباطل حتى يخزى بها أهلها وتبقى حبيسة في صدور أصحابه، وحتى تقال كلمة الحق في كل مجمع وفي كل محفل وعى كل منبر وفي كل منتدى لا يخشى قائلها في الله لومة لائم.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم وصلى الله وسلم وبارك على النبي وآله وسلم تسليما كثيرا.
الشيخ عبدالوهاب الطريري
منقول بإختصار .