عرض مشاركة واحدة
قديم 22-09-2010, 10:56 PM   #9995
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية اسامه السيد
اسامه السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19648
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 10-11-2020 (02:43 AM)
 المشاركات : 12,794 [ + ]
 التقييم :  94
لوني المفضل : Cadetblue


مساء الخير قارئى العزيز ....

" من غشَّنا ؛؛ فليس منَّا "

حديث نبوى شهير ؛ يعلمه الصغير والكبير ؛ ويتردد على الألسنه

بقصد وبدون قصد ؛ يترنم به خطباء المساجد وعظاً وإرشاداً ؛؛ ويستظهره طلاب

العلم حفظا وفهماً؛؛

حتى العامه ؛ ربما كتبوه بخط حسن ؛ وعلقوه فى أماكن بارزة للناظرين ...

لكن هل مقتضاه مطبق فى واقعنا ؟

طبعا المناسبه التى قيل فيها الحديث معروفه ومعلومه للجميع ؛؛ لكن نظراً

لشمول المعنى ؛ سحبه العلماء من كونه ( واقعة عين) الى كونه ( على العموم)

فالغش فى الكيل والميزان ؛ بسرقة جرامات قليله ؛ مثله مثل الغش فى حياكة

ثوب ؛ بعدم إتقان الصنعه ؛؛ كذلك يتشابه مع غش الطالب فى الإمتحان للحصول

على درجات لايستحقها ... الكل فى كونه خطأً مؤثماً سواء ..

لكن تتفاوت درجة الخطوره بين هذه الأشكال والأنواع ؛ إختلافات بينه ...

ولعل أخطرها فيما أرى على الإطلاق ؛ والذى دفعنى للخوض فى هذا الموضوع

هو الغش فى صناعة الأدويه !!!!!!

سواء كان ذلك بإستبدال الماده الفعاله بأخرى اقل فعاليه ؛ توفيراً للنفقات؛

أو باللعب فى تاريخ الصلاحيه ليمتد زمنا أطول ؛ على غير الحقيقه؛ أو بتصنيع

بدائل ؛ يعلم صانعوها أنها غير مجديه ولا نافعه؛ من أجل إيهام المريض

والإيحاء له بأن مايتناوله غلاج لمرضه ؛ وهو ليس كذلك ...

هذا الأمر إخوانى الكرام خرج من كونه إنقاص ( ثمره) فاكهة من الميزان ؛ أو

انتقاص بعض الحبيبات من الكيل ؛ الى ( جريمة قتل) !!!!!!!!

لاتفزعنكم الكلمه ؛ فهى التسميه الحقيقية لتلك الفعله الشنعاء ؛ واقصد بها

غش الدواء .....

فمن المعلوم أن الجسم فى حالة المرض والضعف والوهن ؛ تكون قدرته على

مقاومة المواد الضارة اقل بكثير منها فى حالة الصحة والإعتدال ..

وهذا الغش الدوائى ؛ إما بإدخال مواد غير فعاله ؛ تسمح للمرض بأن يستشرى

ويستفحل ؛ ويفتك بالمريض؛ أو بإدخال مواد ضاره ؛ لايستطيع الجسم التخلص

من ضررها وهو فى حاله تلك ..

اليس هذا قتلاً بطيئاً ؟؟

طبعا كلنا مسلِّمون ؛ وموقنون بأن الأعمار بيد الله ؛ وأن لكل أجل كتاب ؛ ولن

ترحل نفس عن دنيانا حتى تستوفى آخر جرعة ماء ؛ وآخر نسمة هواء مقدوره لها

منذ الأزل ..

لكننا نتحدث عن خطأ ( إرادى) يفعله اصحابه ( آثمون) بإختيارهم وإرادتهم ؛ بهدف

التربح والكسب الغير مشروع ؛ ضاربين بأرواح البشر ؛ التى هى أعز عند الله

من كعبته وبيته المعظم ( كما ورد فى بعض حديث المصطفى صلى الله عليه

وسلم) عرض الحائط...

ومن عجيب الأمر أن هؤلاء الغاشون ليسو بنجوه عن تجرع نفس الكأس

التى يذيقونها لضحاياهم ؛ فهم ايضا عرضه لأن يمرضوا ؛ ويحتاجو لتناول جرعات

علاجيه ؛ قد يعاقبهم الله بأن يوصلها لهم من يد غاش مثلهم ..

لكنها النفس البشريه التى ( فى الأغلب الأعم) لا تشعر بالنار إلا عندما

تكتوى بلهيبها ...

وقانا الله وإياكم الغش فى كافة صوره وأشكاله؛ وحفظنا من الغاشين والمخادعين..

تقبلوا تحيتى ..


 

رد مع اقتباس