سئل الشيخ السؤال التالي : هل صوت المرأة عورة ؟؟؟
فأجاب - على مسامعهم ، بعكس العلماء والدعاة الذين يقومون بإلقاء تلك الدروس على مسامع النساء دون أن يكون أدنى حرج في ذلك 0
حفظه الله - : ( الحمد لله ، نعم ؛ المرأة مأمورة بتجنب الفتنة ، فإذا كان يترتب على سماع صوتها افتتان الرجال بها ؛ فإنها تخفيه :ولذلك فإنها لا ترفع صوتها بالتلبية، وإنما تلبي سرًّا 0
وإذا كانت تصلي خلف الرجال وناب الإمام شيء في الصلوات ؛ فإنها تصفق لتنبيهه ؛ قال صلى الله عليه وسلم : " إذا نابكم شيء في صلاتكم فلتسبح الرجال ، ولتصفق النساء " ( رواه أبو داود في " سننه " ( 1 / 246 ) ، وانظر : " صحيح البخاري " (1 / ص167 ) ، وكذلك ( 2 / 60 ) من نفس الصحيح ؛ رواه مسلم في "صحيحه - 1 / 318 ، ورواه الإمام أحمد في مسنده - 5 / 330 بنحوه ، ورواه غيرهما ) 0
وهي منهية من باب أولى عن ترخيم صوتها وتحسينه عند مخاطبتها الرجال لحاجة ؛ قال تعالى : ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ) ( سورة الأحزاب الآية 32 ) 0
قال الإمام ابن كثير رحمه الله : " ومعنى هذا أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم ؛ أي : لا تخاطب المرأة الأجانب كما تخاطب زوجها " ( انظر " تفسير القرآن العظيم " لابن كثير - 3 / 464) ( صالح بن فوزان الفوزان - فتوى رقم 17069 ) 0
والذي أراه في المسألة أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تعرض المرأة نفسها لمثل تلك الفتنة ومعلوم ضعفها وقلة حيلتها 0 والذي نعرفه ونعلمه من علماء الأمة أنه لا يجوز للمرأة أن تلقي الدروس والمحاضرات أمام الرجال أو
5- سهولة انسياق المرأة وراء الجن والشياطين ووقوعها في الكفر أو الشرك أو المحاذير الشرعية ، وهذه جبلة المرأة فالضعف هو الصفة الملازمة لها ولن تستطيع بأي حال أن تقف وتواجه الشيطان وتنتصر عليه 0
6- ضعف المرأة وتعرضها لما تتعرض له النساء من أحكام الحيض والنفاس ، وهذا يجعلها عرضة لتسلط الشيطان وإيذائه ، وقد يقود ذلك لتعرضها لإيذاء شديد تكون له عواقب وخيمة لا تستطيع الصبر عليها أو تحملها ، ولا يخفى علينا الحديث الثابت عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما رأيت من ناقصات عقل ولا دين أغلب لذي لب منكن ، أما نقصان العقل فشهادة امرأتين بشهادة رجل ، وأما نقصان الدين ، فإن إحداكن تفطر رمضان ، وتقيم أياما لا تصلي ) ( متفق عليه ) 0
قال المباركفوري : ( قوله :" خطب الناس " وفي حديث أبي سعيد عند الشيخين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى ، فمر على النساء فقال : يا معشر النساء تصدقن الخ " ثم قال يا معشر النساء " أي جماعتهن والخطاب عام غلبت لا الحاضرات على الغيب قال أهل اللغة : المعشر هم الجماعة الذين أمرهم واحد ، أي مشتركون ، وهو اسم يتناولهم كالإنس معشر والجن معشر والأنبياء معشر والنساء معشر ونحو ذلك وجمعه معاشر" تصدقن " أمر لهن أي أعطين الصدقة " ولم ذاك " فقالت : كيف يكون ذاك ولأي شيء نكون أكثر أهل النار " لكثرة لعنكن " اللعن هو الدعاء بالابعاد من رحمة الله تعالى " يعني وكفركن العشير " هذا قول بعض الرواة ، وفي حديث أبي سعيد "تكثرن اللعن وتكفرن العشير" 0 قال النووي : العشير بفتح العين وكسر الشين وهو في الأصل المعاشر مطلقا والمراد الزوج انتهى 0 وكفران العشير جحد نعمته وإنكارها أو سترها بترك شكرها ، واستعمال الكفران في النعمة والكفر في الدين أكثر " من ناقصات عقل ودين " أي ما رأيت أحدا من ناقصات " أغلب لذوي الألباب " أي لذوي العقول والألباب جمع اللب ، وهو العقل الخالص من شوب الهوى ، وفيه مبالغة لأنه إذا كان ذو اللب والرأي مغلوبا فغيره أولى " منكن " متعلق بأغلب " وما نقصان عقلها ودينها " كأنه خفي عليها ذلك حتى سألت عنه " قال شهادة امرأتين منكن بشهادة رجل " وفي حديث أبي سعيد : اليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟ قال الحافظ : أشار بقوله مثل نصف شهادة الرجل إلى قوله تعالى : ( فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ ) ( سورة البقرة – الآية 282 ) لأن الاستظهار بأخرى مؤذن بقلة ضبطها وهو مشعر بنقص عقلها " ونقصان دينكن الحيضة " بفتح الحاء " فتمكث إحداكن الثلاث والأربع " أي ثلاث ليال مع أيامها وأربع ليال مع أيامها " لا تصلي " ولا تصوم وفي حديث أبي سعيد أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم قلن بلى قال : فذلك من نقصان دينها 0 قال النووي : وأما وصفه صلى الله عليه وسلم النساء بنقصان الدين لتركهن الصلاة والصوم في زمن الحيض فقد يستشكل معناه وليس بمشكل بل هو ظاهر ، فإن الدين والإيمان والإسلام مشتركة في معنى واحد كما قدمنا في مواضع 0 وقد قدمنا أيضا في مواضع أن الطاعات تسمى إيمانا ودينا 0 وإذا اثبت هذا علمنا أن من كثرت عبادته زاد إيمانه ودينه ، ومن نقصت عبادته نقص دينه انتهى ) ( تحفة الأحوذي – 7 / 300 ، 301 ) 0
وبعد هذه العجالة فالأولى عدم تعرض المرأة لمثل هذا الموقف بسبب الاعتبارات التي كنت قد ذكرتها آنفا ، وتنصح بعدم رقية النساء إلا في حالات الضرورة التي يحتم فيها الواجب الشرعي التدخل وإعانة المظلوم ، وتكتفي بفعل ذلك مع أهل بيتها ومحارمها دون التوسع والتفصيل ، وأتوجه بالنصح لكل من تفكر بهذا الأمر لأن تتوجه باستشارة أهل العلم والعلماء لتوجيهها الوجهة الصحيحة وفق ما تمليه المصلحة الشرعية ، دون أن تقدم على هذا الأمر بشكل اجتهادي ، والله تعالى أعلم 0
قصة واقعية : وهذه القصة لامرأة طيبة صالحة أحسبها كذلك والله حسيبها ، قررت الدخول في هذا الأمر الشائك الصعب ، وبدأت تمارس الرقية مع بنات جنسها ، إلى أن جاء اليوم الذي دفعت فيه ثمن ذلك غاليا ، وكان الأولى لها أن تستشير أهل العلم والعلماء ليرشدوها إلى ما فيه خيرها ، وبدأت رحلة العلاج ، ولم يقتصر الإيذاء عليها فحسب بل تعدى ذلك إلى زوجها وأولادها ، وبقيت فترة طويلة تحت معاناة ذلك الأمر وتبعاته ، ولا أدري بعد ذلك ما آلت إليه حالتها ، والله تعالى أعلم 0
هذا ما تيسر لي بخصوص هذه المسألة ، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا لما فيه خيرنا في الدنيا والآخرة ، والله تعالى أعلم 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0
منقول