تااااااابع فن النوم والإستيقاظ
الجزء الثانى :
متى ينبغى ان ننام ؟؟
دراسات غربية..
قام أحد الباحثين الأمريكان بدراسة الليل والنهار من أجل زيادة الإنتاجية.. وبعد الدراسة المعمقة لمن ورديتهم في الليل.. تبين معه ما يصيبهم من حوادث في النهار من تحطيم الجهاز العصبي أو حوادث السير.. وقد توصل هذا الباحث –مبالغا- أن كل ساعة نوم قبل منتصف الليل تعادل من حيث فائدتها عشر أضعاف ساعة النوم بعد منتصف الليل!! وبالتأكيد هذا كلام مردود ومبالغ فيه..
جاءت باحثة أخرى واسمها (فيريس دي).. أمريكية أيضا، ردت وقالت بأن ذلك فيه الكثير من المبالغات وليست الدراسة بالدقة المطلوبة، وبعد أن درست هذا الموضوع بشكل دقيق، ووضعت أقطابا كهرطيسية (إلفا وبيتا..) فوجدت أن كل ساعة نوم قبل منتصف الليل تعادل ثلاثة أضعاف مما بعد منتصف الليل،
:arrow: يعني.. أن الذي ينام الساعة الحادية عشرة يكون وكأنه نام ثلاث ساعات حتى الثانية عشرة، مدلول كلامها أن الإنسان بإمكانه زيادة فاعلية ساعات يومه، وهذه هي البركة في الوقت.
إن متوسط ساعات نوم الإنسان اليافع تتراوح بين ست إلى سبع ساعات، لا أقل من ذلك، ولا أكثر..، وذلك حسب أحدث الدراسات.
وجدت الدراسات أن الناس الذين ينامون أقل –وهم مرتاحين- أنهم أناس أكثر ذكاء، وأكثر اجتماعية، وأكثر ثقة بالنفس، وأكثر قدرة على الإنجاز، وفي تواصل سوي وصحيح مع المجتمع؛
أما الذين يتجاوز نومهم العشر ساعات فهم عادة أقل ثقة بالنفس، بطء في الحركة ، زيادة في الوزن، تشوش في الذهن، أضعف تواصلا مع البشر.
:idea: لنعلم أن كل ما زاد عن حده.. انقلب إلى ضده.
إن استطعت أن تبرمج نفسك بما يتوافق مع الساعة البيولوجية.. فستحصل على خير كثير. إن ما تقدم يعني أنك إذا نمت قبل منتصف الليل.. فتكون وكأنك كسبت ساعات إضافية في يومك.
*الأسباب التي تدعونا للنوم قبل منتصف الليل:
بداية.. اعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها –البخاري-، (فكيف بالسهر على اللهو وما لا يرضي الله تعالى! .
1) إن 70% من النوم العميق موجودة –كما تبين من تتبع الساعة البيولوجية- في الثلث الأول من الليل، فالذي سينام قبل منتصف الليل سيضمن قسطا وافرا من النوم العميق، الذي تحدثنا عنه أنه زبدة النوم.. فهنيئا للذين اعتادوا أن يناموا بعد العشاء وقبل منتصف الليل،
وبالتالي من ينام عند الصباح فإنه لم ينم شيئا –وهذا ما نراه- تراه ينام وينام وبالكاد حتى يستيقظ.. هل ارتحت ؟ كلا.. ثم يعاود النوم ولا يكتفي.. وهكذا..
2) الغدة الدرقية -التي أحد مهامها إفراز حاثة النمو- هذه الغدة تعمل يوميا ضمن الساعة البيولوجية من الساعة الثامنة وحتى الثانية عشرة والغـدة الدرقية –من عنده مشكلة في هذه الغدة.. فلينتبه- هذه الغدة إما أن تفرز زيادة أو نقصانا، فإذا أفرزت زيادة فلها مشاكلها وكذلك إن أقل فلها مشاكلها، بعض وظائفها إفراز هرمون مولد الحرارة يمد أعضاء الجسم بالسعرات الحرارية، يساعد على استقلاب الكربوهيدرات وصنع البروتين، ويتم نمو الجسم وعظامه وجهازه التناسلي، والعقل. ويسبب نقص هذا الهرمون.. بلادة في الفكر، وقلة في النشاط، وزيادة في الوزن، وتضخما في عضلة القلب.
حتى تعمل هذه الغدة بشكل منتظم فإن شرطها السكون، أي لا طعام ولا كلام.. هذا السبب الأخير –الغدة الدرقية- من الأسباب الرئيسية التي تؤكد علينا أن ينام أطفالنا باكرا فهم في مرحلة النمو، وأيضا يهم من هم في الشيخوخة كذلك أكثر ممن هم في السن المتوسط، أما مادام الطفل ساهرا أو يأكل وهو ليس في النوم في هذه الفترة فإن نموه سيكون ربما غير متزن.. فيا من ابنه عنده مشكلة في هذا الجانب فإنك أنت يا أب أو أنت يا أم أحد أسباب عدم اكتمال نموه. لذلك.. نحن أعداء لأنفسنا وأعداء لأبنائنا من قبيل جهلنا، فما لم تستطع تحقيقه لنفسك لم لا تحققه لولدك ؟!
3) الغدة الصنوبرية: تعمل حسب غياب الشمس وغروبها وحسب تعاقب الليل والنهار، فساعتنا البيولوجية منضبطة على ذلك، حتى لو نمت في أي مكان ولو في غرفة مظلمة أو تحت الأرض أو في كهف فإن هذه الغدة تعمل بتقدير من الله تعالى في هذا الوقت. تفرز هذه الغدة حاثة –هرمونا- مهمة اسمها الميلاتونين وفي بعض الأدبيات تسمى هذه الحاثة بحاثة النوم، لا تفرز إلا في الليل وشرط عملها السكون والعتمة، فإن لم يتوفر لها هذان الشرطان فإنها لن تعمل عملها، وهنا يذكر إلى جانب السهر عادة أخرى تحرم الجسم من هذا الهرمون هي التدخين.
هذه الحاثة (الميلاتونين) التي اكتشفت عام 1957 تعمل وفق نظام واحد في الإفراز ينتج في الليل ويختفي في النهار، وإفرازه يلعب دورا أساسيا على مستوى كل الكائنات الحية من إنسان وحيوان ونبات أيضا، فالميلاتونين الذي يسير في أوعيتنا هو ذاته الموجود عند النبات والأسماك والضفادع والحشرات، والحقيقة أن هذا التماثل أمر غريب ونادر الحدوث في عالم الأحياء، فهناك عدد ضئيل من المواد التي توجد بنفس التركيب عند كل الكائنات الحية، يقول البروفيسور رايتر الأستاذ في جامعة تكساس: (والميلاتونين مادة من أكثر المواد فاعلية في جسم الإنسان، وإنها تلعب دورا مهما في الحفاظ على صحة الجسم في حربه ضد الجراثيم والفيروسات،
وتشير دراسات أنه يحسن نوعية النوم، ويخفض من متاعب الأرق التي تنتاب الكثيرين، وربما يلعب دورا في الوقاية من السرطان والحفاظ على حياة صحية مديدة). يُذكر أن قمة إفرازه تكون في الساعة الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل، وتشير العديد من الدراسات على دوره في تدعيم المناعة في الجسم. أيضا فإن الميلاتونين يلعب دورا هاما كمضاد للأكسدة، ومضادات الأكسدة هي التي تقوم بتثبيط الجذور الحرة التي تهدم أنسجة الجسم وتخرب الخلايا. وينصح بتدفئة الأطراف، إذ يساعد ذلك على جريان الدم وبالتالي إفراز هرمون النوم.
4) الغدة الصعترية: وهذه الغدة تعمل بعد الساعة الثانية عشر حتى حوالي الثالثة قبل الفجر، ولكي تعمل يشترط لها العتامة والسكون أي النوم. ومن وظائفها تجديد خلايا الجسم التي تستهلك خلال يوم الإنسان، فإن لم تعمل فالنتيجة استمرار تحطم خلايا الجسم دون تجديد.
5) الكبد: ويعمل يوميا حسب الساعة البيولوجية بين الساعة الثانية عشر ليلا والساعة الثانية (وعندما نقول الثانية عشرة فالمقصود منتصف الليل، ويحتسب بقسمة ما بين غروب الشمس وطلوع الفجر على اثنين)، وشرط عملها خلاء المعدة من الطعام قبل ذلك بساعتين كأقل تقدير.
وهكذا.. نكون قد انتهينا من استعراض الأسباب التي توجب علينا أن يكون نصيبنا من النوم قبل منتصف الليل.
وتذكر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها.
وآخر نقطة بشأن توقيت النوم هي أنه.. عموما يجب على المرء –قدر الإمكان- أن يضبط يومه ويربطه بأوقات الصلوات، وهنا علينا أن نتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلاة على وقتها)-البخاري- ، وعليه فأفضل من أن تجعل لك عادة أن تنام الساعة العاشرة مثلا..
فالأفضل أن تجعل عادتك أن تنام بعد صلاة العشاء بكذا، بنصف ساعة.. بساعة.. وهكذا. فإن نظام التوقيت السائد هو أكبر عدو لساعة جسمك البيولوجية.. فجأة يجب على الجسم أن يعتاد على الاستيقاظ أبكر بساعة والذهاب إلى العمل أبكر بساعة، أو العكس (وذلك عند تغيير نظام التوقيت بين الصيف والشتاء)، أما تصور لو أن الجسم اعتاد أن يربط استيقاظه بصلاة الفجر ونومه كذلك بصلاة العشاء فالنتيجة عندها أن الجسم بالتدريج سيعتاد ولن يجبر على التأقلم بشكل مفاجئ ودفعة واحدة!! فكما هو معروف فإن تغير أوقات الصلاة يوما عن يوم يكون بالتدرج الشديد دقيقة دقيقة أو دقيقتين وهكذا، فيتأقلم الجسم عندها دون اضطراب في ساعته البيولوجية.
|