عرض مشاركة واحدة
قديم 30-09-2010, 03:12 PM   #1
صاحب تجربة
مستجد


الصورة الرمزية صاحب تجربة
صاحب تجربة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 31802
 تاريخ التسجيل :  09 2010
 أخر زيارة : 04-10-2010 (11:53 PM)
 المشاركات : 2 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
تجربتي في تجاوز الرهاب الاجتماعي



بسم الله الرحمن الرحيم

حدثت لي يوم كتابة هذه السطور تجربة رائعة ، و أريد مشاركة المصابين بالرهاب الاجتماعي بها ، وقد قمت بالتسجيل في هذا المنتدى خصيصا لعرض التجربة.

أنا مصاب بالرهاب الاجتماعي ، و أشعر بخوف و قلق و تسارع في دقات القلب و عدم القدرة على الكلام حين أكون محط أنظار الناس ، حتى أني اجد صعوبة في نطق اسمي حين يطلب مني ذلك في مناسبات رسمية ، و قد كلفني ذلك كثيرا في مجال عملي ، إضافة إلى الألم الذي أشعر به بسبب ذلك.

صدمت حين طلب مني قبل أسبوع أن أقوم بتقديم أمام رئيس المنشأة التي أعمل بها ، حاولت التهرب رغم أنها فرصة رائعة ، فلم أستطع ، و ألح علي مديري بالتقديم و لم يعطني أي مجال للإعتذار ، حتى راودتني فكرة الهرب في يوم التقديم و إغلاق الجوال.

عشت واحدا من أكثر الأسابيع صعوبة و ألما في حياتي ، خاصة و أني لا أجروء على التقديم حتى أمام شخصيات عادية و عدد قليل من الأشخاص ، فما بالكم أمام أكثر من ثلاثين شخص هم أهم الشخصيات في المنشأة التي أعمل بها و باللغة الانجليزية نظرا لتواجد عدد من الأجانب في القاعة !.

لم يكن أمامي أي فرصة أخرى .. علي أن أقدم أمام هذا الحشد.

حضرت مشروعي بشكل جيد و كانت دقات قلبي تتسارع و الرجفة تسري في جسدي بين وقت و أخر لمجرد تذكر التقديم.

توكلت على الله و ألححت عليه بالدعاء أن ينزل السكينة على قلبي و يوفقني في التقديم ، و أجريت أكثر من خمسة عشر بروفة بعضها أمام زوجتي.

و قبل التقديم بأربعة ساعات تناولت حبتين من عقار الريفوتريل نصف ملجرام ، إضافة إلى حبة أنديرال 40 مليجرام قبل التقديم بساعة ، و هذه أول مرة أتناول فيها أدوية مهدئة و لا أظنها ستكون الأخيرة.

في وقت التقديم كنت هادئها ، واثقا ، حاظر الذهن ، واضح الأفكار و الجمل و الكلمات ، أجيب على الأسئلة بأريحية و هدوء حتى وجدت لذة في التقديم و تمنيت لو أن وقت التقديم أطول رغم أنه تجاوز النصف ساعة .

نال تقديمي إستحسان الجميع و أخبرني زملائي بنجاحي في عرض الفكرة بوضوح و إجابتي الوافية عن الاسئلة.

خرجت من التقديم و سعادتي لا توصف فبقدر ما كرهت مديري الذي أمرني بالتقديم قبل أسبوع بقدر ما أشعر بخالص الإمتنان له الأن.

أشعر اليوم أني شفيت من مرض الرهاب الإجتماعي و أنه لن يقف عائقا بعد اليوم في مسيرتي المهندية و لن يسبب لي مزيدا من الألم بتوفيق من الله سبحانه و تعالى و بسبب هذه الأدوية.

أهمس في أذن المعالجين النفسيين ، كلنا نعرف مالهذه الأدوية من أعراض ، و لكنها نعمة وهبها الله لنا ، فلم يخلق الله خيرا محضا كما لم يخلق شرا محضا ، فالألم النفسي يفتك في كثير من الأحيان أكثر من الاعراض التي تسببها هذه الأدوية ، ضعوا عينا على مشاعر و مستقبل المصابين بالرهاب كما تضعون عينا على الأعراض الجانبية لهذه الأدوية.

كما أهمس في أذن المصابين بالرهاب و أوصيهم بتناول هذه الأدوية عند الضرورة و قبل المواقف التي تثير الهلع لتحقق الفائدة المرجوة منها مع ضرورة الدعاء و التحظير الجيد للعرض.
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس