الشرق الأوسط ... 16/1/2003
سعت دمشق امس الى نفي الانباء التي ترددت عن ان «تباينا» في الموقفين السوري والايراني من المسألة العراقية ادى الى الغاء زيارة الرئيس بشار الاسد الى ايران، فيما اعلن الرئيس الايراني محمد خاتمي، ان الزيارة «لم تكن مؤكدة» اصلا وتحدث ناطق رسمي ايراني عن «مشاكل في تنسيقها». وقال ناطق رسمي بلسان وزارة الخارجية السورية امس «ان الزيارات بين المسؤولين في سورية والمسؤولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية قائمة على مختلف المستويات وعلى اعلاها (..) وما تناقلته بعض وسائل الاعلام اخيرا عن موعد رسمي لزيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى طهران لم يكن دقيقا». الا ان مصدرا ايرانيا متابعا للاتصالات الاخيرة بين دمشق وطهران اكد انباء التباين المستجد على موقفي طهران ودمشق من العراق، وقال انه في حين اتخذت دمشق موقفا واضحا لا لبس فيه يعارض الحرب الاميركية المحتملة على العراق ويعارض ايضا اي محاولة لتغيير النظام في بغداد، كثر الحديث في طهران عن ان ايران «لن تذرف دموعا» على تغيير النظام العراقي رغم التصعيد الاخير في لهجة المرشد الايراني الاعلى وبعض المسؤولين الايرانيين حيال الولايات المتحدة. وقد تعزز هذا الشعور «بتحول» في الموقف الايراني من المسألة العراقية في اعقاب اعلان وزير الخارجية الايراني، كمال خرازي، امس ان «ايران لا تقف الى جانب العراق ولا تقيم معه حتى علاقات طبيعية»، وملاحظته ان ايران «تسعى الى تحقيق مصالحها الخاصة». كلام خرازي سبقه تحول في لهجة «حزب الله» اللبناني حيال المسألة العراقية، عبر عنه الامين العام للحزب، الشيخ حسن نصر الله، في تأكيده بعد عودته من زيارته الاخيرة لطهران، ان الحزب لن يهاجم اسرائيل اذا تعرض العراق لعملية عسكرية. ورغم ان دمشق ساهمت في تهدئة المنطقة الحدودية اللبنانية مع اسرائيل لسحب ورقة الابتزاز الاسرائيلي في جنوب لبنان، فقد فوجئت بهذا الاعلان الذي صدر من دون معرفتها. كما يلاحظ ان طهران تستقبل اقطاب المعارضة العراقية بحفاوة غير عادية . وكانت دمشق قد اخذت على طهران محاولاتها السابقة لفتح قناة اتصال مع الاميركيين من دون معرفتها
|