01-10-2010, 08:25 PM
|
#1
|
عـضو أسـاسـي
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 25163
|
تاريخ التسجيل : 07 2008
|
أخر زيارة : 24-10-2018 (09:42 AM)
|
المشاركات :
1,144 [
+
] |
التقييم : 36
|
الدولهـ
|
|
لوني المفضل : Blue
|
|
الشخصيه المزاجيه2 ( الحديه )
د. ابراهيم بن حسن الخضير
اضطراب الشخصية الحدية هو واحد من أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً حيث يصل نسبته بين عام الناس حوالي 2% وكذلك يشكل المصابون بهذا الاضطراب 20% من المرضى الذين يتنومون في المستشفيات والأقسام النفسية في المستشفيات العامة. هذا الاضطراب للاسف الشديد مزعج لجميع من يحيط بهذا المريض سواءً كانوا من الأهل أوالأصدقاء، بل ويلحق ذلك الإزعاج المجتمع بشكل عام.
ماهو اضطراب الشخصية الحدية (Borderline Personaliy Disorder)؟
السمات الأساسية لهذه الشخصية هي المشاكل الشخصية الداخلية، أي مشكلة الشخص مع نفسه، نظرته المرضية إلى نفسه، وتذبذب مزاجه بشكل مزعج والإندفاعية الخطرة التي قد تقوده إلى أفعال وسلوكيات خطيرة قد يتندم عليها فيما بعد..!
الشخص الذي يعاني من اضطراب الشخصية هذه، كثيراً ما يستطيع أن يتجنب إيقاع نفسه في مشاكل لكن ذلك لا يستمر طويلاً نظراً لسلوكياته، وكذلك قد يبدأ علاقات صداقة ويكون مندفعاً في علاقاته سواءً كانت علاقات عاطفية أو علاقات مع أصدقاء وزملاء، حيث إنه في أكثر الأحيان يكون شخصية محبوبة في البداية ولكن نظراً لتقلب مزاجه وعدم ثباته فإنه قد يتحول إلى شخص صعب التعامل معه وتحمله في أي علاقة.
ماهي الظروف الثقافية والاجتماعية والعمر والجنس لهذا الاضطراب؟
وجدت الدراسات بأن اضطراب الشخصية الحدية يبدأ في سن مبكرة نسبياً في فترة المراهقة وبداية سن الشباب، ويكون هؤلاء الأشخاص لديهم مشاكل هوية (خاصة إذا كان مصاحباً لاستخدام المخدرات)، وقد يشخص الشاب أو الفتاة على أنها تعاني من اضطراب الشخصية هذه نظراً لأن كثيراً من الشباب قد يتصرفون بسلوكيات قريبة من الخصائص التي يقوم بها الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب.
اضطراب الشخصية الحدية يشخص أكثر بين النساء حيث تصل نسبة الإناث الذين يعانون من هذا الاضطراب في الشخصية حوالي 75%، وهذه نسبة عالية. والفتاة أو السيدة التي تعاني من هذا الاضطراب تسبب مشاكل صعبة لنفسها ولأهلها وللمجتمع الذي تعيش فيه. فالفتاة التي تعاني من هذا الاضطراب تكون كثيرة المشاكل، تعاني من مشاكل كثيرة في علاقاتها العاطفية، والتذبذب في المزاج وهذا يجعلها تتنقل بين رجل وآخر في فترات قصيرة.
في بداية العلاقة تكون الفتاة شخصية لطيفة مندفعة في العلاقات العاطفية، متعلقة بالشاب أو الرجل الذي ترتبط معه، ولكن هذا الحب والعاطفة الجياشة سرعان ما تنقلب إلى إهمال واحياناً الى جلب مشاكل للرجل الذي ترتبط به. بل إنها أحياناً تكون عدوانية وتؤذي الشخص الذي ترتبط به، وقد تصل المشاكل الى الإيذاء البدني العنيف لدرجة القتل..!
واضطراب الشخصية الحدية ليس قليلاً بين الناس، حيث كما ذكرنا فهي 2% من عامة الناس و10% ممن يراجعون العيادات النفسية الخارجية، و20% من المرضى النفسيين الذين يتنومون في المصحات النفسية وأقسام الطب النفسي في المستشفيات العامة، و30% إلى 60% من الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات الشخصية.
ماهي خصائص هذه الشخصية؟
الشخصية الحدية تتميز بعدم الاستقرار الداخلي بشكل متفاقم، أي أن الشخص الذي يعاني من هذه الشخصية (وكما ذكرنا معظمهن من النساء)، ليس على سلام ووئام مع ذاته، وهذا من اصعب المشاكل للشخص، كذلك تضارب نظرته إلى نفسه وتذبذب المزاج وإندفاعية مرضية بشكل خطير..! ويبدأ هذا التغير في الشخص أثناء سن المراهقة ويتطور مع التقدم في العمر. وأشهر الخصائص حسب ما ذكر في كتاب الجمعية الأمريكية للأطباء النفسانيين الطبعة الرابعة المعدلة (DSMIV-R) والذي طبع عام 2004أي أنه آخر طبعة لهذه الجمعية. الخصائص هي:
1- جهد كبير يبذله صاحب هذه الشخصية لتجنب المواقف الحقيقية أو المتخيلة التي يظن الشخص فيها بأنه مرفوض من الآخرين.
2- عدم الاستقرار النفسي وعدم المصالحة مع الذات وعدم الاستقرار في العلاقات، حيث يتأرجح الشخص بين التطرف في السلوك المثالي وفي المقابل التطرف في السلوك المشين أو غير المقبول اجتماعياً.
3- يعيش الشخص أزمة هوية واختلال في نظرة الشخص لنفسه وكذلك عدم تقدير للسلوكيات التي يقوم بها وليس لديه الإحساس بسلوكياته أياً كانت.
4- الاندفاعية المرضية والتي تقود لتدمير الذات (مثل تبذير المال دون حساب وصرف اموال لا يمتلكها وقد يلجأ إلى طرق غير شرعية للحصول على المال لصرفه على أشياء قد تكون تافه، كثرة العلاقات الجنسية، استخدام المخدرات، التهور في قيادة السيارات، نوبات شراهة في الأكل).
5- تكرار محاولات الانتحار، حيث يحاول المريض أو المريضة إيذاء نفسه بطرق مختلفة وقد يلقى حتفه في أحد هذه المحاولات والتي لا يكون يقصد منها الانتحار الحقيقي ولكن نظراً للاندفاعية المرضية فقد يلقى مصرعه في إحدى نوبات الاندفاعات المرضية.
6- عدم الاستقرار المزاجي والعاطفي، وذلك نتيجة المبالغة في الفرح أو الحزن وردة الفعل التي لا تتناسب مع المواقف التي يتخذها، كذلك القلق وعدم الاستقرار الحركي، حيث لا يستطيع البقاء في مكان واحد لفترة طويلة، لذلك تجده كثير الحركة، يتنقل من مكان إلى آخر فقط للتغيير والملل الذي هو سمات هذه الشخصية.
7- الشعور الدائم بالخواء الداخلي، أي ليس لديه مشاعر حقيقية داخلية، ويعتريه دائما الشعور بالفراغ من جميع النواحي والملل الشديد.
8- تصرفات غير لائقة وغضب شديد وصعوبة في السيطرة على العواطف والنفس، مثل نوبات غضب شديد بصور متكررة، غضب دائم غير مبرر، وكذلك عراك بالأيدي وخلق مشاكل قد تصل إلى القتل أحياناً.
9- نوبات من الشكوك المرضية عندما يكون تحت الضغوط النفسية، وربما يكون ذلك بصورة مؤقتة أو أحياناً نوبات أعراض فقدان الذاكرة والتصرف كما لو كان شخصاً آخر مختلفاً تماماً عن الشخص الحقيقي الذي يعرفه الآخرون.
الأعراض المصاحبة لاضطراب الشخصية الحدية:
كما ذكرنا سابقاً فإن أكثر المرضى بهذا الاضطراب هن النساء، حيث يشكلن ما يقارب 75% من أعداد المرضى ذوي الاضطرابات الشخصية الحدية. فالفتيات أو النساء اللاتي يعانين من هذا الاضطراب دائماً ما ينظرن إلى أنفسهن نظرة دونية، ويقللن من قيمة أنفسهن ويعتقدن بأنهن لا يستطعن فعل شيء.. فمثلاً تجد فتاة تسير جيداً في دراستها الجامعية ولكنها قبل التخرج بفترة وجيزة تترك الدراسة لأنها تعتقد بأنها لا تستطيع أن تتخرج من الجامعة وتنظر إلى الفتيات الأخريات على أنهن أفضل منهن في كل شيء رغم ان هذا الأمر ليس صحيحاً على الإطلاق..! فقد تكون هي من الطالبات الجيدات والتي يمكن لها أن تكمل دراستها وتتخرج بكل سهولة لكن نظرتها الدونية وتقليلها من قيمة نفسها يجعلانها تنصرف عن الدراسة، وتعتقد بأنها فاشلة.. وهكذا تبدأ مشروع ثم لا تكمله بسبب هذه النظرة الدونية لنفسها..! أيضاً تقوم الفتاة بتخريب علاقة عاطفية جميلة قد تقود إلى الزواج دون سبب واضح، ولكن هذا بسبب ما تعانيه من نظرة دونية لنفسها وبأنها لا تستحق أن تعيش حياة طبيعية مثل بقية الفتيات اللاتي هن في سنها..! بعض المريضات يتطور المرض عندهن وتظهر لديهن أعراض ذهانية مثل الهلاوس السمعية، وكذلك اختلال نظرتها إلى جسدها، فتشعر بأنها سمينة بينما تكون هي في واقع الأمر نحيفة جداً، وربما تلعب رياضة وتعمل ريجيماً قاسياً لتخفيف من وزنها بينما هي في واقع الأمر نحيفة بشكل مرضٍ..! كذلك قد تعاني من شكوك مرضية، وتظن أحياناً بأن إذا كان هناك شخصان يتكلمان فإنهما يتكلمان عنها بسوء وقد ترد بعنف دون التأكد من هذا الأمر، وتكون ردة فعلها على مثل هذه الأمور مبالغاً به وغير مبرر ويثير الشكوك حول حالتها العقلية من الأشخاص الذين لا يعرفونها تماماً..! وأحياناً تسمع أصواتاً عند تكلمها عند النوم، كما لو أن شخصاً يناديها، ولكن هذا الأمر ليس مرضياً، فكثير من الأشخاص الطبيعيين قد يتعرضون لمثل هذا الأمر وهذا النوع من الهلاوس السمعية الذي يعتبر غير مرضً في علم الأمراض النفسية (Psychopathology).
الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية هذا يشعرون بإرتياح أكثر مع الحيوانات الأليفة مثل القطط أو الكلاب، أو صديق خاص جداً، أكثر مما يشعرون به وهم لوحدهم.. فهم يعانون من مشاكل ذاتية مع أنفسهم.
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة عبد المجيد ; 30-11-2010 الساعة 01:51 PM
سبب آخر: تغيير مقاس الخط
|