السلام عليكم ورحمة الله

مرت فترة طويلة منذ ان كنت عضوة فعالة في هذا المنتدى
لكنني عدت لرغبة مني في إيجاد الحل ..حالي كحال البقية ..لم استعد تماما لكتابة هذه المشكلة
لكنني سأحاول ان اكون واضحة قدر الإمكان ..

لطالما كان الجسد واجهة الإنسان ..فالرجل الطويل وعريض المنكبين يحصل على احترام الناس وودهم
والمرأة الجميلة الطويلة والريانة تحصل على احترام الناس واعجابهم وفرق التعامل بينها وبين من هو أقل منها كبير
ففي عالمنا ..الذكاء لايكفي ..والطيبة لاتكفي ..وحتى الجمال الداخلي ليس جيداً بما فيه الكفاية
أعي أن كل هذا شعارات تطلق لتهدئ من روع الأقل حظاً في هذه الدنيا
ولدي شعور كبير بأن هذه هي الحقيقة وهذا هو العالم الحقيقي .



مواضيعي السابقة قد تشير بكل اختصار إلى حياتي مع والدي المتوفى والقسوة التي كان يعاملني بها
فبعد رحيله ..اصبحت لاشيء سوى فتاة ضعيفة خائفة وخجولة ..قد اكون امام الناس العكس تماما فأنا قوية وقيادية
ولكنني من الداخل لست فعلاً كذلك ..ثقتي بنفسي معدومة لأبعد حد ..بالرغم من براعتي في تمثيل العكس ..

كيف لا ..والفتاة عندما تكبر وتبلغ سناً معيناً ..تنتظر بكل خجل كلمات والدها الحنون بمديح جميل ..يشعرها بأنها جميلة
وأنه سيحافظ عليها ..فعلى الأقل وقتها تشعر كل فتاة أنها ابنة والدها الوحيدة..


في الحقيقة لا أذكر اني شعرت يوماً بذلك ..ولا اذكر انه شعر بسعادة عند رؤيتي متزينة لكونه لايعترف بأني فتاة أًصلاً ولا ألومه فهو معه كل الحق في ذلك ...فبالرغم من كوني قاربت بلوغ الواحد والعشرين سنة ..إلا أنني أبدو كطفلة في الخامسة عشرة وربما أقل
اعتدت من الآخرين احتقاري لكوني ابدو طفلة ..لا أكثر ولا أقل ..فمهما حاولت فأنا طفلة امام الجميع لم ولن أعامل كإمرآءة




طفلة ليست مؤهلة لإثارة الرجال كما يقال لأنني سآبدو ابنه واحدة منهم ..عاصرت أناساً يتساءلون كيف سأكون زوجة بهذا المنظر ..فلست أملك شيئاً قد يلفت إنتباه رجل ذو غريزة ...كرهت نفسي لهذا السبب ..كرهت جسدي ..أصادف اطفال العائلة وأرى نفسي أحمل أجسادهم ..فلا أنا أنثى ...ولا أنا طفلة تلعب معهم ...استمر الحال إلا ان كبر الصغار وتجاوزنني بالكثير من السانتيمترات والكثير من الكيلوجرامات أيضاً ..وأنا ارى والدي يفخر بأبنة اخيه الجميلة الممتلئة القوام أمامهم ..ويندب حظه العاثر الذي لم يعطه إلا فتاة مثلي ..

لم استطع تجاوز الأمر ...ولم استطع ان انسى ايضاً ان والدي كان يحاول جاهداً لجعلي تحفة جمالية يتطاير أمامها الرجال ...ليعيش هو دور الملك الذي لن ينتقى منهم أحد ..
كل هذا ولم أًصل لنصف ماكان يتمناه فيّ.. ولا حتى ثلت ماتمنيته لنفسي ..
دخلت الجامعة ووجدت نفسي بين آلاف الفتيات اللاتي يحملن كل ما لا أملكه ..لأواجه مصيري بألم ..
فهذه على مايبدو سأظل أنا لا أكثر ولا أٍقل ..انعزلت بأكثر قدر متخيل ..وابتعدت عن الجميع وبدأت بعادة سيئة لم أستطع الفكاك منها ..ارتديت (الكاب) او القبعة الرياضية كما يقال ..




في البداية كنت اريد معرفة كيف ابدو ...اعجبني المنظر كثيراً ...فقد أخفى ملامحي وجعلها خفية ..تماماً كما اريد ..
اصبحت ارتديه يومياً ..ولا أسمح لآي احد بأن يراني بدونه ..التفكير في خلعه يشعرني بالخوف ..
وبإرتدائه أشعر بأمان غريب ..بالرغم من أنني أصبح ملفتة للأنظار ولكن على الأقل لا أستطيع التحديد
وأٍقصد بذلك هم يرونني ولكنني لا أفعل ..لأني أسير مطأطأة ..فلا أشعر بهم ..
استمريت على هذه الحال لمدة سنتين تقريباً ..الكل يلاحقني للكف عن ارتدائه ..لكنني ولأكون صريحة اكثر
اشعر بحاجة ان يقال لي بأنني ابدو أجمل بدونه...ولكن للأسف كل من حولي يطلبون مني الكف لأنهم يشعرون بأنني ابدو غبية ..لا أكثر ولا أٍقل ..




طالتني الشائعات بسببه ..لكنني لم أستطع ...حاولت مراراً ..اشعر بدونه أنني عارية ..
وقبيحة وطفولية أكثر مما ابدو عليه ...ولكن لم استطع ان اجعلهم يفهمون أنني معه أشعر بالراحة وأنني خفية بشكل ما ..احياناً اهدئ نفسي بقول آنني اعاني من احتقارهم سواء به او بدونه ..فلماذا أهتم!!!! ..
لكنني للأسف أهتم وبشدة بما يقولونه ..خاصة بعد تشهيرهم بي واتهامي بالإرتياب والوسواس ونشر ذلك في الأرجاء كلها ..هذا جعلني أتمسك به أكثر ..رغبة في العناد ..وخوفاً من الإتهام بالقبح من بدونه ..
فأنا لا آخرج بدونه ..وأكره التجمعات العامة لخوفي أن أُشاهد بدونه ..



في كل بداية فصل دراسي ..ينتابني الرعب وأرفض الذهاب للجامعة لرغبتي في الإختفاء أكثر ..ولخوفي من حكمهم وتعليقاتهم علي ...أصبحت حالياً الفتاة التي تعاني من حالة نفسية ..وهؤلاء اللذين عاشروا سنواتي الدراسية السابقة ..في كل سنة تزيد ثقتهم بأنهم كانوا على حق ..وأنني فعلا اعاني من حالة نفسية
لتمسكي بقبعة لمدة سنتين علي التوالي ..بدون انقطاع ..

فهل مايعتقدونه صحيح ؟

المصدر: نفساني