بسم الله ..
مساء وصباح الخير أخت / لولو 2 ..
خبر سيْ هو : أن لديكي " شعور سلبي " مُكتسب ..
الخبر الجيـــــد : " كل ما هو مُكتسب يُفقد بنفس الطريقة التي اكتسب بها " !..
أنتي شجاعة وجريئة إلى ما قبل الثانوية ..
عندما وصلتي الثانوية أردتي أن تكوني ملتزمة بل الأكثر وهو أن تكوني داعية ..
فقرأتي في هذا المجال واستمتعتي بالقراءة ..
حتى استوقفتكي عبارة أوحت لكي بفكرة ..
ثم :
تحول إهتمامك من القراءة في الكتب الدينية ( عقيدة وعبادات ) إلى / حقيقة إيمانك !..
هل أنتي مؤمنة أم لا ، مؤمنة أم لا .....؟
بعد الشك في ذلك وصلتي لقناعة بأنكي/ غير مؤمنة ..
وذلك بما أنكي لم تفهمي ما هو معنى " .. ما وقر في القلب .. " ؟..
وكذلك ما قرأتيه بأنه " .. عمل بلا ايمان لا خير فيه ابدا .. ! " ..
نتيجة لذلك إنشغلتي بنفسك ونتيجة لإنشغالك بنفسك فقدتي بعضاً من مهارة التعامل مع الناس ..
وهذا شعور سلبي جديد ، وهو أيضاً مكتسب ومنطفي جداً !
وبسبب سلبية التعامل مع الناس أجلتي الدراسة وكانت المدة سنتين / وصلتي حدّك ، ما عاد فيكي تتحملين / ذهبتي لطبيب نفسي ..
قال لك : قولي آه = قلتي آه / قال عندك وسواس قهري ( وليس طوعي ) / صرف دواء ، ما عجبك وجابلك لوعة ..
ولأنك وجدتي أن الدواء كان " وردة بها شوك " ! .. تركتي الدواء والطبيب والكسل ورجعتي كملتي الثانوية ..
وتفوقتي / وفرحتي بالجامعة / والحمدلله على السلامة ..
مشيتي صح وأمورك زينة ..
بعد ما صارت أمورك زينة وتحاملتي على نفسك وحققتي حلمك بالجامعة / رجعتلك الأفكار !..
والأفكار عبارة عن نشاط عقلي تقومين به .. ( كأي عمل جسدي أو عقلي آخر ) ..
وهذا النشاط العقلي له نتيجتين لا ثالث لهما :
إما أن تكون النتيجة هي تفاعل عقلي /
ويكون بمناقشة نفس الفكرة فوق تحت يمين يسار ..
أو تكون النتيجة تفاعل سلوكي أياً كان ..
فالأفكار ما هي إلا كلام تقولينه وتناقشينه في نفسك .. ( لمدة تكون بالدقائق فأكثر )
أو يكون تمت مناقشته (أو تعلمه ) وتم تخزينة في " العقل اللاواعي " .. ( بأقل من جزء في الثانية ) ..
وكلامك هو :
1/ أي شيْ تسوينه يكون رياء ..
2/ تخافين من الرياء ..
3/ تخافين حد من اخوانك بيموت ..
4/ ................
5/ ............... إلخ !
أما التفاعل السلوكي فظهر هذا السلوك الجديد : وهو تكرار الجمل ..
هذا ما فهمته من كلامك الذي كتبتيه ..
والذي تهدفين من كتابته للحصول على الدعم من من يقرأه ..
ويتشارك معكي في فكرة " حقيقة إيمانك ! " ..
الحل في رأي :
ـ بما أنكي وصلتي لمرحلة تحولت فيها شخصيتك لشخصية أخرى أنتي بنفسك لا تعرفينها !
ولا تعرفين كيف أتت ولا كيف تتخلصين منها ..
ـ وبما أنكي قمتي بخطوة للأمام وخطوتين للخلف ..
فما رأيك بأن تجربي علاج سلوكي أقترحه عليك أنا حضرتي حفظني الله :smile: ..
وعلى فكرة العلاج السلوكي له نفس تأثير الأدوية المفيدة ..
فلا تكابري واعترفي بواقعية بأن هناك شعور سلبي وليكن أنه يُسمى وسواس قهري وهو شعور غير جيد ..
هذه الوسوسة لها قوة .. ومن الأفضل لكي أن تكون لكي أنتي قوة أيضاً حتى تتم المواجهة ..
وتكون هذه المواجهة متكافئة ومتماثلة القدرة !
إما كذلك وإما التجنب .. والتجنب هو تقليل الإهتمام مؤقتاً وليس بحل مطلقاً ..
البعض ينصح بقوله " كن شجاع " ، " كن قوي " ، " خلك بطل " ، " صير عاقل " ..
وغيرها من العبارات ، ثم يتركون الشخص بدون توجيه !
وهناك من يقول ردد داخل نفسك بأن هذه وسوسة وأنا لا مش كذا وأنا وأنا ..
وهذا خطأ إذ ما يحدث هو العكس وذلك يقوي التفكير السلبي ويرسخه أكثر !
وهذا بسبب أنهم " لا يعلمون " ..
وإنما هو الله سبحانه وتعالى وله المثل الأعلى إذا أراد شيئاً إنما يقول له " كن " ؛ فيكون ..
أنا أطلب منكي المواجهة ! أم لم تدركي بعد أنه يكفي " خضوع " !..
وبعد إعترافك أخيراً :) بأن هناك مشكلة وتسمى الأخ/ وسواس قهري ..
ومشكلة أخرى وتسمى الأخت / رهاب ..
وبعد معرفتك كيفية المواجهة وما تحتاجينه من قوة ..
فلتبدأ المعركة .. وبعون الله ..
وهذه المعركة أنتي من تخططين لها ومن ينفذها ومن يبارك لنفسه بالإنتصار القريب بها ..
معركة مع الأفكار !
تذكري قوة الأفكار / لها قوة كافية لتشويش الذهن وعدم إستعماله في الأعمال العقلية المفيدة كالتركيز في القراءة ، لها قوة كافية لتنبيه الأحاسيس ولها قوة كافية لتحريك التفاعل الجسدي كسرعة دقات القلب والتعرق وغيرها ..
هنا يتضح بأنه ليس من الأفضل أن تكون لكي قوة .. بل يجب ويجب تماماً ولا يوجد غير يجب .. بأن تكون لكي قوة ..
المعركة لا تحتاج لخمس دقائق وتنتهي .. بل تحتاج منكي لواقعية في التفكير أكثر ..
تحتاج منكي لتقبل نفسك والسعي لتطويرها .. وتطويرها أمر بديهي أنتي تعرفين كيفيته في أي مجال ..
قوة خصمك هي مجرد فكرة / ولكن تحتاج منكي لتقييم وغالبا 99% غير واقعي ثم استغراق في المناقشة / فيتزايد القلق = طقوس وانفعالات غير مرغوبة نهائي والكل يعرفها إذ أنها تتشابه عند الجميع ..
أترككي الآن في المعركة ولكن إليكي نصيحة حربية " فالحرب خدعة " ..
جربي بأن تضعي في معصمك رباط مطاطي " مغاط " الذي تربط به الفلوس ..
وعندما تفكرين بفكرة مزعجة قوية لا تحتمل شدي الرباط وافلتيه ليسبب ألم متوسط ..
وذلك لربط الفكرة بشعور الألم .. وبعد مدة العقل اللاواعي يلغي الفكرة لأنها تعني الألم ولا يتقبلها ..
اهتمي بنفسك فأنتي تعرفين ما تحتاجين وكيف تصلين له وإن لم يكن تعرفين ما يسعدك فعودي للدراسة بالصف الأول إبتدائي/ب :smile: فربما يأتي يوم وتعرفين ما يسعدك !
هيا قومي بأي عمل /
يمتعك الآن أو يتسبب بمتعتك غداً أو نفذي جزء منه على الأقل وعلى أقل القليل ..
والفائدة من القيام بجزء ولو بسيط من أي عمل لا تجدين الحماس في القيام به وعندما تبحثين في خيالك تجدين أعذاراً كثيرة لعدم القيام به هي أن ذلك :
1/ يلغي الحوار الداخلي ..
2/ يعطيك إحساس بالسيطرة ..
3/ يخالف الكثير من الأفكار المشوهة التي عطلتكي ..
ثم ..
لا تفكري بفائدة النشاط فقط اعمليه ولو جزء بسيط ودعيني أتبرع لكي بمثال :
ـ تريدين قراءة كتاب ممتع بالنسبة لكي ولكنكي لا تقدرين .. ( تريدين ولكن لا تقدرين أو لا تعرفين ) ..
الحل قراءة صفحتين وإن لم يكن ففقرة واحدة تكفي ..
هنا المهم أنكي استطعتي القراءة ثم تدريجياً ستجدين نفسك تقرئين كما تريدين ..
أعود لسبب مشكلتك أساساً وهي أنكي تحمستي وقرأتي لكن ما تهنيتي بما قرأتي للأسف ..
ونحن اتفقنا أنكي أنتي من يخطط لهذه المعركة وينفذ ولكن لكي مني مساعدة بسيطة أرجو أن تقبليها ..
وهي هذا السلاح :
ـ فقط قولي / آمنت بالله وبرسله ..
وتذكري حديث الرسول عليه الصلاة والسلام " إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ،
مالم تتكلم به أو تعمل " ..
أختي لولو 2 :
معنى تتكلم به أي تصدقه وتقتنع به وتسعى لنشره بين الناس عن طريق التكلم به أو العمل .. أما أنتي ؟
فقد كرهتيه وحاربتيه وتسعين لعلاجه .. وما وجدتيه من أفكار بداحلك إنما ذاك صريح الإيمان ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما يزعجك ليست الأفكار بل السلوك المصاحب لها ..
ما يزعجك ليس الناس بل ترغبين وتحبين مخالطة الناس ولا يوجد بشر لا يحب ذلك ولكن ما يزعجك هو السلوك المصاحب عند الإختلاط بالناس من سرعة دقات القلب وغيرها ..
وما يسهل الأمر أن السلوك المصاحب للأفكار يمكن تعديله ويمكن إلغاءه بتعديل أسلوب التفكير ..
ويمكن تعديله ويمكن إلغاءه عن طريق السلوك نفسه ..
وذلك بالتدرج بالتعرض لما يزعج قليلاً قليلاً وكل مرة يكبر إحترامك لنفسك فيتغير التفكير شيئاً قليلاً وهكذا حتى يتغير بنسبة 80% إلى 100% وهنا لم تعد هناك مشكلة .. وتصبحين شخص عادي ..
تماماً كما لو واجهتك مشكلة الجوع .. فلن تُحل المشكلة بقراءة 10 كتب عن الأكل أو بتخيل الأكل ..
أو عن طريق بعض النصائح من آخرين ..
ولكن الحل أن تأكلي وتنتهي المشكلة !
ولو قرأ رجلاً موسوعة عن الفروسية لن يصبح شجاعاً مالم يتدرب على مواقف تدريجياً .. حتى تصبح الشجاعة عنده سجيه مخزنة في العقل الباطن كأي مهارة يتعلمها ..
والميزة هنا أن العقل الباطن يمكن تعليمه في الصغير والتربية ويمكن تعليمه بعد مرحلة الطفولة عن طريق التدريب .. إذ ربما ما تعلمته في الصغر يسبب لك الإزعاج فكرةً وسلوكاً ..
وهنا يتحتم عليك إذا أردت أن تغير أي سلوك أن تبدأ بالإطلاع والمعرفة والتدريب ..
حتى تصل وحتماً ستصل إذا أحسنت عملك في الإطلاع والتدريب والله لا يضيع أجر من أحسن عملا ..
المهارة هي الأساس وأبسطها مهارة التعامل الإجتماعي مع الآخرين حسب كل شخص ..
قريب نسيب غريب صديق زوج أو جمهور ..
وكثيراً يتم تعلمها من غير تعليم !
وهي تماماً كمهارة قيادة الطائرة مالم تتعلم وتتدرب فلن تعرف قيادة الطائرة ..
وعندما توضع في موقف ويطلب منك قيادة طائرة فهل ستشعر بالقلق أم بالثقة ؟
التعامل مع الآخرين قربوا أم بعدوا تحتاجها أكثر من مهارة قيادة الطائرة !
فتعلم هذه وتدرب عليها ودع تلك لمن يهواها ..
دمتي بخير أخت لولو 2 ..
و
دمتم بخير ..
كتبه الأستاذ الأخ / عضو مخفي :smile: ..
.
.