أحد ابرع قادة المسلمين واكثرهم
حنكةً ودهاءًمعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه , الذي كان والياً لدمشق لـ 20 عاماً
قبل خلافته للمسلمين , و20 عاماً اخرى بعد خلافته , من دون أن تثور أي فتنة هناك
في دمشق وهذا بفضل ذكائه وسياسته رضي الله عنه فهو يقول " لَوْ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ
شَعْرَةٌ مَا انْقَطَعَتْ ، قِيلَ : وَكَيْفَ ؟ قَالَ : لأَنَّهُمْ إِنْ مَدُّوهَا خَلَّيْتُهَا ، وَإِنْ خَلَّوْهَا مَدَدْتُهَا "
ولذلك سُمّيت بشعرة معاوية واشتهر بها.
وكما أخذنا الحزم في الفتنة وفائدته , سنبين لكم اللين فيها وعاقبته , فهذا هو ذي النورين
عثمان بن عفان ثالث خلفاء المسلمين , أُخِذَ عليه تساهله مع أهل الفتنة في الكوفة وغيرها
حتى تجرأوا عليه وحاولوا خلعه ولما ما استطاعوا قتلوه , لتكون الأمة بعد ذلك في ضياع
وتفرق وتناحر , شيعة لعلي ( كرم الله وجهه ) وأنصار لمعاوية وخوارج ومعتزلة وغيرهم,
فكل هذه كانت تبعات لفتنة قتل عثمان , التي سببها الرئيسي تساهله رضي الله عنه مع أهل
الفتنة , وهذا كان طبعه رحمه الله وتجاوز عنه , فاللين مع اللئام مفسدة !
ولو أسقطنا هذا الكلام على واقعنا , لوجدنا الكثير من مثيري الفتن والشُبه على الناس ,
الذين ينعقون بما لا يعرفون ولا يدركون , ونرى تساهل كثير من الحكام تجاههم وعاقبة
هذا التساهل دائماً ما تكون وخيمة , فزجر السلطان يكون أقوى في أحايين كثيرة من زجر
القرآن وحسبنا قول عثمان وبه نختم :
" إن الله ينزع بالسلطان مالا ينزع بالقرآن ".
منقول من بريدي