24-01-2003, 02:13 AM
|
#5
|
عـضو دائم ( لديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1463
|
تاريخ التسجيل : 04 2002
|
أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
|
المشاركات :
1,406 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
هذه مشكلة أخرى يا ابن الرياض ..
و هي التي التي تسبب لك الاكتئاب و القلق و السهر و ادمان الانترنت أليس كذلك ؟
- -
مناجاة القمر و مخاطبة النجوم و أنتَ تسير لا و أنتَ واقف قصدتُ بها أن تستهلك من وقتك ما يشغلك عن ادمان الانترنت و ينهك جسدك حتى تنام بعمق و لو استبدلتَ المشي بممارسة هواية رياضية محببة إليك فهذا جداً رائع .. و أقرب لتحقيق الهدف ..
- -
أما و مشكلتك الرئيسية هي في شعورك بحاجتك الى من يكون قريباً منك يفهمك و يشاركك أحلامك و يملي عليك وحدتك .. فهذا موضوع يختلف عن ما كتبتَه في رأس الصفحة هنا أليس كذلك ؟
عموماً يا أخي الكريم و رغم أنك قد تستاء من أن تأتيك نصيحة من طفلة مثلي لكني سأقولها على أية حال ..
أفضل صديق للانسان هو ...... نفسه
لا أقصد أن نترك الآخرين و نعيش مع أنفسنا فقط !
لا
و إنما المقصود أن نفسنا هي التي ستقدم لنا ما نريد في الوقت الذي نريد إن نحن أحسنا صحبتها ..
يعني أنتَ الآن مثلاً تشعر بالوحدة .. و لا تجد أحد قريب منك ، و هذا يملأ نفسك بمشاعر سلبية تحرق قلبك و تصيبك بالاختناق و تحرمك لذة النوم و تحاول جهدك تبديدها في الانترنت و البكاء لكن ................. دون جدوى
و تجلس حائراً أمامها لا تملك إلا أن تستسلم لها و هي تنهشُ راحتك و تستنزف أعصابك رغم أن الحل بيدك ..
كيف ؟
صحيح أن نفسك لن تقدم لك الشخص الذي تريد لكنها على الأقل ستساعدك و بفاعلية في تبديد تلك المشاعر السلبية حتى يفرجها الله عليك .. و يرزق روحك بغذائها الذي يناسبها ..
فقط صاحب نفسك و ضع يدك بيدها و قم لتبديد تلك المشاعر السلبية بأي طريقة تناسبك و سأكررها مرة أخرى مارس هواية فيها نشاط و حركة و تحفيز للعقل و الجسد معاً و استمتع بالنتائج ..
- -
شيء آخر ..
( الرومانسية ) حاجة معنوية موجودة بداخل كل إنسان و لابد أن تُشبع
هذا بكل تأكيد
لكن لماذا نحصر طرق الإشباع في طريقة واحدة يتيمة ؟
نستطيع طرق مجالات عديدة لاشباع رغباتنا التي لم نوفق في اشباعها بالطرق الاعتيادية ..
يعني على سبيل المثال ....
* هناك من يتجه للعمل في أي مجال يتعلق بالطفل ، يحب أن يُحاط بالأطفال لأنه وجد فيهم البراءة و الطيبة التي ينشد ، وجدهم قريبين منه ، يرى في بريق أعينهم أحلامه و آماله ، فأصبح يسعد بقربه منهم و احتكاكه بهم ..
* هناك من يتجه للتأليف .. ينسجُ حكاياتٍ خيالية بجدائل القمر ، يفرغ مشاعره الداخلية و آلامه و أفراحه و أحزانه و تأملاته و أحلامه على الورق ، فيصنع ابداعات تحلق به عالياً و يستشعر السعادة بصدق عندما يسمع لمؤلفاته صدى طيب عند القراء ، فيبتهج لأن هناك من يفهمه و يشاركه أفكاره و أحلامه ..
* هناك من يتجه للرياضة ، يقفُ أمام كيس الرمل يتحفز و يكور قبضتيه و ينهالُ بلكماتٍ خاطفة في قوة و سرعة و رشاقة عضلية تحصد الاعجاب ، انّ أحلامه و آماله كلها هناك داخل قبضتيه القويتين ، يصعدُ إلى الحلبة وسط هتافاتِ الجمهور التي تطربه و تبهجه لأنها مشاركة معنوية عميقة المعنى قلة من يفهمها لكن الكثير يشعر بها فيصفق بحماس لبراعة هذا الملاكم أو ذاك السباح ..
* هناك من يرى أحلامه تتراقص مع رقصاتِ الالكترونات في مداراتها فيدفعه هذا للنهل اكثر و اكثر من معين العلمِ ، يدرسُ الذرة و يتعمق فيها و يستمتع كثيراً بذلك و ان لم يفهم سبب المتعة هذه ..
* هناك من يعشق الفرشاة لأنها مكنته من رسمِ أحلامه و آماله في لوحاتٍ فنية تتمازج فيها الألوان لتصور فكرة أو معنى لا يفهمها سوى الرسام و المعجبون باللوحة ..
هل وصل إليك ما أعنيه يا ابن الرياض ؟
- -
انّ التركيبة البشرية معقدة ، تتقاطع فيها الحاجات المختلفة في نقاط عديدة نجهل معظمها لكن جهلنا هذا لا يمنعنا من الشعور بها و تذوق متعتها ..
انّ الإنسان وحدة واحدة .. سمفونية واحدة متناغمة ، من الخطأ أن نفصل بين الأمور و نجزأ هذا الإنسان إلى قطع متناثرة ، و نجتهد في اشباع كل قطعة لوحدها بشكل مستقل ، هذا خطأ كبير يقتل جمال الانسان و يطفىء حيويته
فقط صاحب نفسك و هي ستقودك للطريق الصحيح الذي سيوصلك للنقطة التي تنشدها ، النقطة التي ستروي وحدتك ، و مهما كان الطريق الذي ستسلكه نفسك غريباً لا تهتم ، توكل على الله و أكمل المسير معها و في النهاية ...... حتماً ستجد ما يسرك بإذن الله
إذن ..
صاحب نفسك ..
و فرغ مشاعرك السلبية بالطريقة التي ستدلك نفسك عليها
و هي الطريقة التي ستقودك للنقطة المنشودة إياها ..
فقط .. تخير لحظة صفاء و اخرج و تمشى في مكان هادىء
و أحسن الإصغاء إليها
إلى نفسك
و تقبل أصدق التحايـــــا
و إن كنتُ فهمتُك خطأ
أو ضايقتك في شيء
فاعذرني
|
|
|