واجتمع اهالى الحى لكى ينسقوا فيما بينهم ما قد يستطيعوا القيام به لتعويض الخسائر ....

وفى اثناء الاجتماع ... قال احدهم ....

لا ننسى ان نضع على قائمة اعمالنا التكفل بعلاج الرجل المصاب من الحريق ......

فالتفت الاخ الكبير وقال مندهشا .... أهناك من اصيب فى الحريق ؟؟؟

من يكون ؟؟؟؟ ولماذا لم يخبرنى احد من قبل ؟؟؟؟

فرد احدهم ... هو الاّن بالمستشفى يتلقى العلاج ...

فقال الاخ الكبير ... فلنذهب اليه الاّن ....

وذهبوا جميعا للرجل ... وسألوا الاطباء الذين طمأنوهم عن احواله ........

فقال له الاخ الكبير ..... لا اعرف كيف اشكرك او بماذا اكافئك .......

ثم سكت قليلا وهو يدقق النظر للرجل ....

وهمس قائلا ....... هل انا اعرفك ؟؟؟؟ هل قابلتك من قبل ؟؟؟

فقال الرجل ... نعم تعرفنى .. انا بائع الخبز ... ابيع امام المسجد ....

فقال الاخ باستغراب ... يقولون لى انك كنت تطفىء النار كما لو كان احد اولادك بداخلها ....

فرد الرجل ... لا تتعجب ... لقد كانت حياتى مرتعا للعب واللهو .... استسلمت لشهواتى ... اركبت الكثير من المعاصى والذنوب .... غير مبالى للحساب والعقاب والاّخرة ....

حتى سمعت يوما قول الله (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )....

ما ان لامست هذه الاّية سمعى ... حتى انتفضت وعزمت وعاهدت الله على التوبه ... وتكريث ما بقى من حياتى فى سبيل الله

عله يتوب على ويغفرلى .......

فقررت ان اقتات يومى ببيع الخبز امام المسجد بانتظار اكتماله لاصبح خادمه .........

وعندما رأيت النار تشتعل ... استشعرت انه اختبار من الله .... فاصررت اما ان اطفأها ..او اموت بداخلها .......

وصمت الجميع لحظات ...

ثم قال الاخ الكبير ... يا اخى ... بعد شفاءك ان شاء الله ... ستكون معى يدا بيد حتى نكمل سويا ما قد بدأته .......