25-01-2003, 02:39 AM
|
#2
|
عـضو أسـاسـي
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2160
|
تاريخ التسجيل : 08 2002
|
أخر زيارة : 26-11-2007 (11:33 AM)
|
المشاركات :
1,193 [
+
] |
التقييم : 38
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
أختي الفاضلة روز …
سلام الله عليك ورحمته وبركاته …
أختي إن شعورك بالضيق ، والملل ، والفتور الذي حدث منذُ أسابيع ، ووصل إلى درجـة أشعرتك بهمة منخفضة ، وإنهاك ، وإجهاد ، وبعض مخاوف وتلك حالة متوقعـة ضمن سياق واقعك الأسري بكل ما فيه من توتر ، تعرفين يا أختي ، وأعرف أن واقعك لم يتغيّر ، ولم تنتهي الضغوط التي فيه لكنك استطعتِ التوافق مع جزء منه كما هي ( يدك اليمنى ) ، وأجزاء أخرى استطعتِ التغيير فيها ( يدك اليسرى ) ، بل استبدال بعضها ، وتطوير ها ( كما حال أخوتك بعض صديقاتك ) وأضيفي عليها دراستك ، وضغوط البعد المادي !! إذن لماذا شعرت بالإنهاك ، والفتور ؟! أعيدي هذا السؤال في داخلك ، وتسائلي مرة أخرى ، لم يستجد شيء غريب ، أو أحدث مفاجئة !! ما حدث أن الوضع كله تفاقم ، ودرجة الضغوط فيه ارتفعـة ، فتشكلت صورة في ذهنك أن قدرت ، وطاقتك عاجزة على التواصل ، ومحاولة التغيير ، وما لا تقدري عليه تتعاملي معه كواقع ، كجزء ، كقدر .. عليّ القبول به ، ليس استسلاما .. أو خنوعاً ، وإنما مهارة وبراعة في التوفيق بين ذاتك ، ومصادر توتر لا نحسن التنصل منها لأنها جزء منا ، شيء من جيناتها في جيناتنا ( اليد اليمنى ، واليسرى ) .
* من الصعب تفسير شعورك المنهك ، والملل الذي أنتابك ، لأن المتغيرات كثيرة ، ولا يمكن تحديد ألمؤثر أو الأقوى .. ورغم أني كتبت لكِ وطرحت أسوء وضع تصورتكِ فيه أو ممكن حدوثه لكِ فيما بعد .. كل هذا من أجل أن أمنحك تقبل توقع مثل هذا الاحتمال في أشد حالاته ، قصدتُ ذلك ، وتوقعك منكِ أن تكون استجابتك ما كتبتيها .. نعم انزعجتِ .. توترتِ .. شعرت بالملل ، والفتور .. ووصلت إلى شبه قناعة أن ما حدث لا يعدُ أن يكون إلا توتر جاوز درجته ، لتدركِ إذن أنه شعور مؤقت .. قد يطول في أيامه ، وألمه .. لكن وعيك بتفاصيله ، وما تزامن معه .. سيمنحك القدرة على التعامل معه لتكوني كما عرفتكِ .. لا يزيدك الألم إلا عطاء ، وإصرارا على المحاولة ، وتبديل أسلوبك ، وطريقة مواجهة ضغوطك الجديدة أو القديمة التي تتلون بأشكال مختلفة .
* إحساسك أن تتعثري ، وتضعفي ، وتستسلمي هو الشعور الذي أخافكِ
.. فأدرك أننا جميعاً في لحظات الإحباط ، والشعور بالانكسار ، ينتابنا الفتور ، والشعور بالعجز فينعكس ذلك على حالتنا الجسدية ، فنكون كحال المجهد تماماً، وذوي المزاج المنخفض في أقل درجاته لكل شيء .. المهم يا أختي روز .. أن تتذكري المكاسب ، والإيجابيات التي موجودة في رصيدك ، أن لا تسمحي بالحوار الذاتي السلبي مع ذاتكِ .. وعليه أوضحت لك بعض النشاطات ، والممارسات العادية التي أردت منها أن تمارسيها ، وإليك شيء أخر منها .. قائم على أننا في حالة تزاحم الأفكار المحبطة ، والمزعجة نحتاج إلى خطوة أخرى في التغيير سلوكنا ، وبالتالي ، وتبعاً يتغير شعورنا ، ومع المجاهدة نغيّر في أفكارنا بطريقة مغايرة لأن الدائرة هي ( فكرة – شعور – سلوك أو تصرفات ) وما يحدث في أي من تلك الأبعاد الثلاثة ينعكس على البعدين الآخرين .. وعليه يكون من السهل التغيير في بعد سلوكنا من خلال نشاطات وأداء أعمال تحتاج استجابة سريعة ، وفورية ..
• إذا مررت بمثل تلك الشعور المنهك ، والممل … استيقظي بعد نومك ، وكأنك انهيتي رحلة في صحوتك مضنية ومنهك ، ونومكِ حد فاصل ليوم جديد .. لرحلة أخرى .. يوم جديد تصوريه كلحظة الولادة لكن في كامل وظائف جسدك .. ولادة لإنسانة متكاملة في نموها ، وما حدث قبل النوم مرحلة من مراحل نمونا ، والنوم مرحلة أخرى ، والاستيقاظ مرحلة نهائية .. تتطلب الإفاقة فسرعـة ، وفورية دون تكاسل أو تثاقل أو تقلب في فراشك ..اقفزي قفزا من فراشك ، وأرمي لحافك بكل قوة من فوق جسدكِ .. وتوجهي إلى أخذ حمام دافيء ، وردد ما تحبيه من الأهازيج ، والكلمات التي تحبينها ، ثم تناول فنجال قهوتكِ ، واسمع شيء من المذياع يريحك ..إياك تعودي إلى فراشكِ .. فمفارقتكِ الصباح لمهجعكِ يعني ولادة جديدة ، حياة أخرى لساعات آتية لا نعرف ما تحمله إلا أنها ستكون جميلة ، وتحمل لنا الخير .. وإن واجهتنا ضغوط فسنكون قادرين على التعامل معها ، وتحمل وخزها حتى موعد حاجتنا إلى النوم الذي سيكون فاصلا لبتر ما مررنا به خلف ظهرنا لذاكرتنا للأمس الذي نرمي فيه جزء من عمرنا بحلاوته ومرة .. أعرف أنك تتساءلي كيف أقفز من نومي ، والأفكار منذُ أفيق تبدأ في حركتها ، وتجسدها في داخلي .. وأكون في حالة خمول ، وشبه خدر يحتاج إلى أن أتقلب ساعات ، وأكون بين التردد والخمول .. لا تسمحي بتلك المشاعر والأفكار تعيقك وتبقيك في فراشك .. تحركي اقفزي من فراشك وتأكدي أن تلك المشاعر والشعور بأن جسدك يكون معطلا لحظة الإفاقة سيعمل بكل قوته ، وطاقته بعيد مفارقتك الفراش .. فقط عشر دقائق تحتاج منك مجاهدة بعدها تشعري أنك واجهتي اكبر تحد مع أفكارك ، ومع أول عائق يمكن أن يحبطك في بداية يومك الجديد .( نفذي ما أقوله .. افعلي .. اقفزي من فراشك لحظة استيقاظك ) .
• كل التحايا ، والدعاء لكِ .
|
|
|