الموضوع: كل يوم صفحه ,,,
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-10-2010, 10:04 AM   #796
ظل امرأة
المشرف العام
﴿وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا﴾


الصورة الرمزية ظل امرأة
ظل امرأة متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28828
 تاريخ التسجيل :  09 2009
 أخر زيارة : اليوم (08:04 AM)
 المشاركات : 31,969 [ + ]
 التقييم :  357
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Black


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمو الغامض مشاهدة المشاركة

كثيرًا ما تحملني ذاكرتي إلى ذلكَ اليوم الذي شكلّ فيصلا ً في حياتي .. ليس بين خيار و آخر مما يمرّ في أيامنا المعتادة .. بل كان يومــًا فيصلا ً بين الحياة و الموت .. كنت حينها في شهري الثامن لم أكمل بعد سنةً واحدة ً في الحياة .. أصابني اسهال شديد ثم أتبعه جفاف .. و من ثمّ بدأت كريات الدمّ الحمراء في جسدي تتلاشى و تموت .. كنت وقتها في حاجةٍ ماسة إلى الدواء .. لكن أبي كان فقيرًا لا يملك ثمن الدواء .. و في نفس تلكَ الأيام التي كنت فيها أتقلب على فراش الموت .. كانت الملايين تعرض على أبي بحكم وظيفتهِ الحساسة في المجال الزراعي في البلد .. لكنه كان يرفض بشدّة .. كان أبي يعمل في الصباح و يأتي ليزروني في المشفى مساءً و هو ينتظر خبر وفاتي .. كان أبي ينظر لي و هو يتحسر .. لم يكن الدواءُ غاليــًا لكنه لم يكن يملك المال .. و بعد اليأس الشديد أخبره الطبيب أن هناكَ دواء بثمن بخس ٍ جدًا .. اشتراه أبي على الفور .. و تبرّع لي بالدم .. كمحاولةٍ يائسة أخيرة لانقاذ فلذة كبده و طفله الأول و الوحيد آن ذاك .. غادر المشفى في اليوم التالي .. و ذهب إلى عمله .. و الملايين تعرض عليه .. و هو يرفض .. و كعادت أبي أتى لزيارتي في المشفى مساءً و كان مؤمنـًا بشدّة أنّه سيستلمني ميتــًا .. ققد كنت في تلكَ المرحلة التي يسميها الأطباء ( هنا يعجز الطبّ أن يقدّم أي شيءٍ للمريض .. نوكّل أمره لرب السماء ) .. لكن أتى أبي الخبر الذي لم يكن في الحسبان ! الطبيب يقول له : ابنكَ سيدي في تحسن .. جسده بدأ يقاوم .. كان الطبيب يقولها وهو مندهشٌ مما يحصل .. فقد كان شفائي أمرًا معلقــًا بيد المولى عزّ و جلّ .. في أيام قلائل .. عدت إلى صحتي .. و تشافيت .. و إلى الآن أنا أحمد ربي على إمتنانه عليّ بالشفاء ..

كانت طفولة مؤلمة ..ولكن رحمة الله واسعة
اراد لك الحياة بعد عذاب وعناء وشبه موت
بفضل الله تعالى انت على قيد الحياة
وبفضل دعوات الاهل المتذللة الى الله لما فيها رجاء واعتصار ألم
فالله يسمع دعوة الداعي اذا دعاه بقلب خاشع ومؤمن..
هنيئاً لأهلك على سلامتك..وعلى ما انت عليه الآن وعلى عزمك وقوة ارادتك التي لولا انها مولودة فيك ومعك ..لما قاومت محنتك وانت صغير وقاومت مرضك...ومن شب على شيئ شاب عليه...فالأمل والايمان بالله والقوة هي سلاح تقاوم فيه ابواب يمكن ان تكون طريق فشل لا سمح الله..فكما عهدناك مثابراً ومجتهداً ولا تعرف طريق لليأس ولا للآستسلام...
شكراً لانك شاركتنا طفولتك بتلك القصة المؤثرة
وهنيئاً لنا بمعرفة امثالك سمو!
:smile:


 

رد مع اقتباس