عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2010, 12:32 AM   #10143
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية اسامه السيد
اسامه السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19648
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 10-11-2020 (02:43 AM)
 المشاركات : 12,794 [ + ]
 التقييم :  94
لوني المفضل : Cadetblue


مساء الخير.....

حكت ؛؛ فقالت :

رجعت يوما الى بيتى ؛ بعد انتهاء يوم عمل مشحون ؛ كيومنا هذا

منهكة القوى ؛ فاترة المزاج؛ يتوزع بالى مابين مامر بى أثناء

يومى فى العمل ؛ وبين ماأنا مقبله عليه من بيت وزوج وأولاد ..

ودعوت الله مخلصه أن يكفينا مابالبيت من طعام وخلافه ؛ فقد تأخر

صرف الراتب اليوم ؛ الخميس ؛؛ وأنظرونا ليوم الأحـــــــــــد ..

لكن تأتى الرياح بما لاتشتهيه السفن ..

فقد وجدتُ فى البيت ( مصيبه) تنتظرنى !!!!!

توجهت اليها الأعين الساهيه بإهتمام طارىء لدى سماع لفظة( مصيبه) بينما

استرسلت هى حاكيه:

نعم ؛ فقد وجدتٌ ابنى صاحب السنوات الأربع ؛ على كتف ابيه؛ يدور به

فى الصاله ؛ حائراً كيف يسكته ؛ وينتشله من لجة البكاء التى غرق فيها..

وبنظره خاطفه تبين لى السبب ...

فقد كان ( خد ) الولد الأيمن متورماً بشكل ملفت للنظر....

صرخت فى وجه ابيه :

= شايف الواد كدا وساكت؟ ماروحتش بيه لدكتور ؟

امتص الرجل غضبتى ؛ وأجابنى برفق:

= ماانتى عارفه؛ المرتب خلص؛ ومنتظرين رجوعك بمرتبك .,,

أحسست بالأرض تدور بى؛ وأنا اتصور حال ابنى الذى سيسوء

وربما قضى نحبه بسبب جنيهات تافهه ؛ وأنا وأبيه نقف كالمتفرجين ..

انبعثت بى قوه وجرأه ؛ حتى الآن لاأدرى مصدرهما ؛ واختطفتُ ابنى

من على كتف ابيه؛ وخرجتُ مسرعه ؛؛ لاألوى على شىء ؛؛ قاصدة

عيادة الدكتور ( ص ) التى لاتبعد عن بيتى مسيرة خطوات ..

صعدتُ الدرج فى قفزات متتابعه ؛ ووقفت حيال الممرضه وجها لوجه ..

سالتنى السؤال التقليدى:

= كشف ؟؟ والا استشاره يامدام ؟

هرب تفكيرى الى جيبى ؛ وحقيبة يدى الخاويتين ؛ وأحسست بقهر وانهزام

لكنى تمالكت ؛ وقلت لها برباطة جأش :

= لأ؛ انا قريبة الدكتور ؛ وداخله اقول له كلمه وطالعه على طول ..

لم تفلح محاولات المسكينه فى صدى عن باب الطبيب ...

طرقته؛ فأذن لى بالدخول ......

دخلت بإحساس محارب يسير فى حقل الغام مخفيه ؛ أتوقع طردى

من الحجره بمجرد أن افتح فمى ؛ لكنى لم افكر فى النكوص أو التراجع ..

بالعكس ؛؛ استلهمت من شدة الموقف قوة هى اشبه بقوة اليائس..

وضعت ابنى امام الطبيب على سرير الكشف قائلة:

= رجعت من شويه البيت لقيته كدا ؛ فجئتك به على جناح السرعه

جيبى خاوى؛ لاأملك مليما؛ لكنى أملك أملا عريضا فى شهامتك ومروءتك

ويبدو أن انفعالى الشديد اثر بالرجل ؛ فقد طيب خاطرى بنظره ودوده ؛ وابتسامه

مجامله قائلاً :

= مالك؟؟ فيه إيه؟ اتفضلى استريحى على ماأشوف الولد..

جلستُ حيثُ اشار لى وعيناى تتابعه وهو يوقع الكشف على ابنى؛ ويشخص

الحاله بالتهاب أسنان ؛ الم بأحد أضراسه الصغيره؛؛ وسبب له هذا التورم والألم..

طمأننى الرجل قائلاً :

= ماتتخضيش يامدام ؛ دى حاجه بسيطه ؛ وإن شاء الله تزول ..

قال ذلك وهو ينحنى على أحد ادراج مكتبه ؛ ويخرج منه علبة دواء

من تلك التى تهدى للاطباء من الشركات للدعايه ؛ وأعطانى اياها بعدما

أوصانى بإعطاء المريض قرص كل ثمان ساعات ..

ثم ؛ وضع يده فى جيبه؛ واخرج من حافظة نقوده ورقة من فئة العشرين

جنيها ومد يده بها الى قائلاً :

= اتفضلى؛؛ مشى نفسك على ماتفرج ؛ الناس لبعضها ...

وهنا..

لم اتمالك نفسى ؛ فقد فاضت عيناى بسيل من البكاء ..

بكاء فرح بنجاة ابنى..

وبكاء تأثر بشهامة الرجل ونبل اخلاقه ؛ ومروءته..

وبكاء أسى للحال التى أوقفتنى هذا الموقف بسبب تأخر الراتب ..

رددت يده بكل زوق وأدب قائله:

= متشكره يادكتور ؛؛ جميلك دا سيبقى فى عنقى ماحييت؛ وتأكد أننى سأمر

عليك يوم الأحد لدفع الفيزيتا وثمن الدواء..

= ماتقوليش كدا يامدام ؛؛ لسا الدنيا بخير ...

خرجت من عنده ؛ تتردد فى جنبات نفسى: فعلاُ

لسا الدنيا بخير !!!!!!!!



وهنا قطع أحد الزملاء جو الشجن هذا وسال الزميله الحاكيه ضاحكاً :

= وروحتى يوم الحد؟ والا ( إنا اسفأناكم ) هههههههههههههه

وضحكنا جميعا ..

فنحن شعب صحيح يعشق النكد..

بس مالوش طولة بال عليه

هههههههههههههههه






لكم تحياتى ...



 

رد مع اقتباس