01-02-2003, 08:20 PM
|
#1
|
عضـو شرف
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 3417
|
تاريخ التسجيل : 01 2003
|
أخر زيارة : 10-05-2010 (08:14 AM)
|
المشاركات :
888 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
*0* الفـــــراسة *0*
** القرآن الكريم وذكره لعلم الفراسة **
القرآن الكريم هو مرجع المسلمين الأول لمعرفة أمور دينهم ودنياهم ولقد حث القرآن الكريم على العلم والتعلم، يقول تعالى:
"ن والقلم وما يسطرون" سورة القلم.
وكذلك طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمته السعى وراء العلم حتى ولو كان فى الصين.
ومن العلوم التى اهتم بها القرآن الكريم علم "الفراسة" إلا أن اللفظ لم يرد فيه بالتحديد ولكن هناك كلمات دالة عليه ومنها:
"سيماهم- سنسمه- للمتوسمين"، ولفظ "سيماهم" ورد فى العديد من الآيات منها:
1- فى سورة البقرة الآية 273 قوله تعالى: ".. تعرفهم بسيماهم..".
2- فى سورة محمد الآية 30 قوله تعالى: "ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم فى لحن القول..". والله سبحانه وتعالى أعطانا وسيلة للمعرفة وهى الفراسة فى الأقوال والأعمال، فقد يكون القول وسيلة لمعرفة سمات وصفات بعض الأشخاص، وهناك أشخاص آخرون تظهر الصفات المميزة لشخصيتهم على وجوههم.
3- فى سورة الفتح الآية 29 قوله تعالى: "سيماهم فى وجوههم من أثر السجود.."، ومعنى الآية هنا ليس علامة الصلاة ولكنها تعنى تعبيرات الوجه التى تظهر مدى الهدوء والسكينة والصلاح الذى يتميزون به والذى لا ينبع إلا من نفس راضية قانعة نتيجة لما تتمتع به من قوة الإيمان الذى يعمر القلب وكل شئ فى بدن الإنسان.
4- سورة الرحمن الآية 41 قوله تعالى: "يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصى والأقدام"، والمجرمون هنا هم المذنبون الذين يظهر مدى ما ارتكبوا من ذنوب على وجوههم حيث ترى وجوههم مظلمة وقبيحة.
ومن أحاديث الحكماء والعلماء فى علم الفراسة:
يقول الشيخ إسماعيل نور الدين: إن للفراسة تأثيراً على القلب وتكون على حسب قوة الإيمان فمن كان قوى الإيمان كانت فراسته عالية بحيث يتعرف على الأشخاص من خلال سماتهم وأفعالهم.
وهناك قول أبى سعيد عن الفراسة: "من نظر بنور الفراسة نظر بنور الحق"،ونور الحق من وجهة نظر أبى سعيد هو الذى يخص الله به عباده الطائعين المؤمنين.
ويؤكد الشيخ إسماعيل على وجود علم الفراسة فى القرآن الكريم وذلك فى قوله تعالى فى سورة الحجر: "إن فى ذلك لآيات للمتوسمين".
وروى عن الإمام الشافعى ومحمد بن الحسن أنهما كانا عند فناء الكعبة ووجدا رجلاً فقال أحدهما إنى أراه نجاراً وقال الآخر حداداً، وعندما سألاه قال: كنت فى الماضى نجاراً واليوم أعمل حداداً.
وروى عن عثمان بن عفان رضى الله عنه أن أنس بن مالك دخل عليه وكان قد مر بالسوق فنظر إلى امرأة، فقال عثمان: يدخل أحدكم علىَ وفى عينيه أثر الزنا، فقال له أنس: أوحياً بعد رسول الله؟! فقال : لا.. ولكن برهانى فراسة وصدق.
وروى عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله"، والمؤمن هنا كالمرآة التى تظهر فيها المعلومات كما هى.
وقال: من غض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات وعمر باطنه بالمراقبة وتعود أكل الحلال لم تخطئ فراسته أبداً.
ونحن كما نجد صاحب القلب المضئ والوجه المضئ، وصاحب الوجه العابس والقلب المظلم نجد كذلك أن صاحب الوجه المضئ ينطق بأحسن الأقوال والأحاديث لما يتمتع به من صفاء القلب والعكس صحيح أيضاً.
ولقد ذكر القرآن فى سورتى القيامة والمطففين ما يبرهن على ذلك: قال تعالى: "وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة".
ويقول تعالى: "إن الأبرار لفى نعيم، على الأرائك ينظرون، تعرف فى وجوههم نظرة النعيم".
ويقول الإمام على رضى الله عنه: "ما أضمر أحد الأشياء إلا ظهرت فى فلتات لسانه وصفحات وجهه".
وكل هذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن المؤمن هو صاحب الوجه المضئ واللسان النظيف الذى يظهر عليه ما يتمتع به قلبه من صفاء ونقاء وطهارة.
إذن علم الفراسة كان معروفاً قديماً أيام الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يكن معروفاً كما عرفناه فى العصر الحديث، حيث أصبح عملية تحرٍ يتدرب عليها أناس للوصول إلى اكتشاف الجرائم ومعرفة اللصوص أو العثور على أشياء مفقودة، وقد تشمل دراسة تفاصيل الوجه للاستدلال على النسب بين الأفراد.
وعلمنا أن الفراسة هي التعرف على الخلق الباطن في الشكل الظاهر للإنسان، ولاشك أن الفراسة من العلوم العقلية المنتمية إلى المنطق.
والمنطق هو القواعد العقلية التي يعول عليها في إصدار الأحكام بشكل سليم والتي تعد من أهم موضوعات الاستدلال، أي التعرف على المجهول من خلال الدلائل المعلومة.
انتظروا الحلقات القادمة..
|
|
|