خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
نسبها :
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ،
وكانت خديجة بنت خويلد قبل أن يتزوجها أحد قد ذكرت لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي فلم يقض بينهما نكاح فتزوجها أبو هالة .
وكان أبوها ذا شرف في قومه ونزل مكة وحالف بها بني عبد الدار بن قصي وكانت قريش تزوج حليفهم ، فولدت خديجة لأبي هالة رجلا يقال له هند وهالة رجل أيضا ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فولدت له جارية يقال لها هند .
عن بن عباس أن نساء أهل مكة احتفلن في عيد كان لهن في رجب فلم يتركن شيئا من إكبار ذلك العيد إلا أتينه فبينا هن عكوف عند وثن مثل لهن كرجل في هيئة رجل حتى صار منهن قريبا ثم نادى بأعلى صوته يا نساء تيماء أنه سيكون في بلدتكن نبي يقال له أحمد يبعث برسالة الله فأيما امرأة استطاعت أن تكون له زوجا فلتفعل فحصبته النساء وقبحهنه وأغلظن له وأغضت خديجة على قوله ولم تعترض له فيما عرض فيه النساء .
زواجها من رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم :
كانت خديجة ذات شرف ومال كثير وتجارة تبعث إلى الشام فيكون عيرها كعامة عير قريش وكانت تستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة وليس له اسم بمكة إلا الأمين أرسلت إليه خديجة بنت خويلد تسأله الخروج إلى الشام في تجارتها مع غلامها ميسرة وقالت أنا أعطيك ضعف ما أعطي لقومي ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج إلى سوق بصرى فباع سلعته التي أخرج واشترى غيرها وقدم بها فربحت ضعف ما كانت تربح فأضعفت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضعف ما سمت له
قالت نفيسة فأرسلتني إليه دسيسا أعرض عليه نكاحها ففعل وأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد بن عبد العزى بن قصي فحضر ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمومته فزوجه أحدهم وقال عمرو بن أسد في هذا البضع لا يقرع أنفه فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من الشام وهو بن خمس وعشرين سنة فولدت القاسم وعبد الله وهو الطاهر والطيب سمي بذلك لأنه ولد في الإسلام وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة .
قال حكيم بن حزام تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة وهي ابنة أربعين سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بن خمس وعشرين سنة .
إسلامها ووفاتها :
عن عائشة قالت إن أول من اسلم خديجة .
قال حكيم بن حزام توفيت خديجة بنت خويلد في شهر رمضان سنة عشر من النبوة وهي يومئذ بنت خمس وستين سنة فخرجن بها من منزلها حتى دفناها بالحجون ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرتها ولم تكن يومئذ سنة الجنازة الصلاة عليها قيل ومتى ذلك يا أبا خالد قال قبل الهجرة بسنوات ثلاث أو نحوها وبعد خروج بني هاشم من الشعب بيسير.
فضلها :
وقال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة.
قال: أتى جبرائيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام - أو طعام أو شراب - فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى عليها بأحسن الثناء.
قالت: فغرت يوماً فقلت: ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدقين، قد أبدلك الله خيراً منها.
قال: ((ما أبدلني الله خيراً منها، وقد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبنني، وآستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء)).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا ثلاث: مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)).
|