السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا هو علاج الأفكار المزعجه وهي على نوعين :
أفكار المزعجة المتعلقة بالعقيدة .
الثاني : الأفكار المزعجة الأخرى وهي شاملة لجميع الأفكار المزعجة وبعض الحالات الأخرى كالرهاب ونوبات الخوف والهلع ( فوبيا ) .
والآن نبدأ العلاج على بركة الله تعالى :
النوع الأول من أنواع الأفكار المزعجة
الأفكار المتعلقة بالعقيدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل .. أختي الفاضلة ،،
سأحدثكم عن أمر قد يفاجئكم قليلا وهو أن الوسواس العقدي هو أول وسواس شيطاني أزعج الإنسان المسلم منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وإلى وقتنا هذا .
حيث أنه قديم جدا وقلما يخلوا منه مسلم مهما زاد إيمانه أو نقص ولكن تختلف درجته من شخص إلى آخر فمنهم من يمر عليه سريعا ويزول ومنهم من يشقيه هذا الداء سنوات عدة ويسبب له المتاعب والمصاعب حتى يبدأ بالانهيار ومن ثم التفكير بالانتحار .
ومنهم بين ذلك ليس بالشديد ولا بالخفيف بل هو بينهما وهو المتوسط .
وكل موسوس في هذه الدنيا مر أولا بوسواس العقيدة قبل كل شيء ثم بدأت الأعراض الأخرى تأتيه واحد تلو الآخر .
كيف تستطيع التخلص من هذا المرض ؟
في كتاب إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان للعلامة ابن القيم .
الشيخ رحمه الله تكلم فيه وأفاد ثم ذكر أن هذا الأمر قد اشتكى الصحابة منه للنبي صلى الله عليه وسلم حيث
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال : وقد وجدتموه قالوا : نعم قال : ذاك صريح الإيمان .
وجاء في أحاديث أخرى أن رجلا قال : إني أجد في نفسي شيئا لأن أخر من السماء أحب إلى من أن أتكلم به ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ذاك صريح الإيمان .
وفي رواية أخرى : ( إنا نجد في أنفسنا شيئا ما يسرنا نتكلم به وإن لنا ما طلعت عليه الشمس قال : أوجدتم ذلك ، قالوا : نعم ، قال : ذاك صريح الإيمان) .
فا نظروا لهذه الشكوى فهم يشتكون من وسواس يحدثهم بأمور يتعاظمون من ذكرها وبعضهم يتمنى أن يسقط من السماء أحب إليه من يتكلم بها وبعضهم يقول : أنني لو أعطيت كل ما طلعت عليه الشمس من أجل أن أتكلم بما في نفسي لم أفعل من خطورته وشدته !
فا نظروا إلى هذا الشيء العظيم الذي أرقهم وأزعجهم وجعل الواحد منهم لا يهنأ بعيش ولا حياة بل بعضهم تمنى الموت وهذا الشيء هو ما تشعرون به أنتم الآن بل قد يكون أشد مما تشعرون به .
فيا ترى كيف كانت إجابة النبي صلى الله عليه وسلم وهو طبيب القلوب بأبي هو وأمي قال : ( ذاك صريح الإيمان ) .
نعم هذا هو دليل الإيمان حيث أن الصحابة رضوان الله عليهم عندما شعروا بذلك أصابهم الهم والغم وذهبوا يشكون ذلك لمن لديه علم بطب العقول والنفوس وهو النبي صلى الله عليه وسلم .
وأنتم يا من اشتكيتم من ذلك فعلتم نفس هذا الفعل حيث أصابكم الهم والغم وفكرتم بالانتحار أكثر من مرة ثم ذهبتم تشكون ما تجدون لمن وثقتم بعلمه بطوب النفوس وهو هذا ????? النفسي بارك الله فيه .
فلا تحزنوا ولا تبالوا بهذه الوساوس واعلموا أنكم غير آثمين بها بل بغضكم لها وحزنكم منها دليل على إيمانكم .
يتبع ،،