عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2003, 12:29 AM   #1
mirror
عـضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية mirror
mirror غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1463
 تاريخ التسجيل :  04 2002
 أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
 المشاركات : 1,406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
تحت أي راية نعمل..؟!



تحت أي راية نعمل..؟!


ما أكثر الباكين على ما آلت إليه أحوال الأمة من الضعف والهوان.. وما أقل العاملين!!

إن يقين المؤمن الصادق بأنه {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ ولا فِي أَنفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا..} ليدفعه إلى أن يصل الليل بالنهار عملاً ودأباً، فنجاحه في ميدانه أياً كان جزء من نهضة الأمة وأخذها بأسباب النصر، وإن ما أصاب الأمة من بلاء لن يرفع عنها بأحلام يقظة، أو صيحات في واد تذهب أدراج الرياح!

ولنا في قصص القرآن عبرة وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد: فعندما أُوتي "ذو القرنين" من كل شيء سبباً، حتى تمكَّن - بما آتاه الله - من بلوغ المشارق والمغارب {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا}..

لم يقل "ذو القرنين" ساعتها: سأجعل لكم سداً بقوتي الخارقة! كما أنه لم يتعهد لهم بأنهم سيجدونه مشيداً أمامهم في طرفة عين.

بل تجرَّد من حوله وقوته ونسب الفضل لله تعالى أولاً {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ..}. ثم أعلمهم أنَّ التغلب على المحن ومواجهة الكروب والخطوب يكون ـ بعد التوكل على القوي العزيز ـ بالجد في العمل والأخذ بالأسباب والتشمير عن السواعد: (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا}.

وهكذا استطاع قوم {لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً} أن يصنعوا سداً منيعاً، تحت راية التوكل على الله، والعمل بالأسباب التي أتاحها لهم!!

إنَّ تداعي الأمم على أمتنا قبل أن يكون لتجبرهم واستنادهم إلى آلتهم العسكرية وقوتهم الاقتصادية.. إنما يرجع في الأصل إلى وهننا نحن المفضي إلى الغثائية..

ولم تهبط أمة الإسلام من علياء المجد إلى حضيض المهانة إلا عندما فرطت في أسباب النصر والتمكين التي يأمر بها رب العالمين القائل في محكم التنزيل: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ..}.

ومهما بلغ القنوط مبلغه من نفوس الراضين بالدونية، والمستسلمين لليأس، تبقى طائفة قائمة بأمر الله، تتدبر كتابها فتعلم.. وتعمل بما علمت، وتدعو إلى ما عملت، وتنصر وتؤازر بما تستطيع وتملك من جهد ونصرة؛ حتى يأتي أمر الله بإحدى الحسنيين!

فيما يقبع آخرون في الظل، ويلوذون بالسكون والخمول!

و"كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"..!







0 0 0

المصدر :

رأي لها أون لاين

0 0 0
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس