أمرّ هذهِ الفتـرة بتقلّباتٍ عاطفيّـةٍ مجنونة .. تحـاول الجمع بين كل المشـاعر و الأحاسيس في عاطفةٍ واحدةٍ فريدة .. أعتقد أنّ هذهِ الفترة من أعقد الفترات التي مرت عليّ من ناحية تكوين عاطفتي و تفاصيل ملامـحـهـا ..
آخر خـواطري تتحدث عن هذا .. سـأضعهـا لَـكـمْ //
أعـَـتـــرفْ . عــاطفتي مجنونةٌ متمرّدة .. تقف على هوايةٍ تفصل بين الجنونِ و العبقريّـة .. أراني إلى الجنون أقرب .. تغمرهــا رغـبـةٌ لا متنـاهيـةٌ باللـيـل .. تنتـابهـا أرواح فلاسفة أثـيــنــا .. و مشـائخ الأزهــر .. و بـُهـلولُ بغداد .. مـزيجٌ خالصٌ من الكراهية و التبلّد و اللامبـالة .. و قبلةٌ لشفـاه الموت عميقة .. تعجّ بـأنفـاس محترقّةٍ متكسّرة .. كلّ ما اختلجتِ الموتَ أكثر كلّ ما طلبتْ عمرًا أكثر رغبةً بالحياة .. عاطفتي .. تُـحـاولُ أن تسرق كل شعاعٍ لطهر نقاءٍ من كل ضياء .. لا أدري أهيَ عقدةُ نقصٍ تتبدّى كل ما رأينـا من يفضلُ عنّـا .. أم هو نـهـمـي المشبوقَ للحصول على أكثرِ و أكبرِ قدرٍ من كلّ عاطفة !!
عـاطفتي تهربُ مـنـكم إليـهـا .. تـنـزوي و الصمتْ .. و بـهـدوءٍ يعجّ بالـثـقّة .. تــخــلعُ كلّ ابتسـامـاتِ النفـاق التي أبديتُ لكم .. كلّ الـمشـاعـر الـمـزيّـفة التي قابلتكم بهـا .. كلّ الـمـجـاملاتِ السـاذجة التي تبادلنـاها .. و تتجرّد من كل شيءٍ إلا كـنـهـهـا و سـرّهـا و ياقوتِـهـا .. و أعـمـاقِـهـا التي لم تُبح لأحدٍ منكم تغييرهـا .. بقيت هكذا على خلقةِ الله على فطرتهـا .. يـاااه .. أشعر الآن بغفوةٍ تحملني إلى أبعـد نقطةٍ في السمـاء .. أشعر بالروحانية .. أشعر بإيـمـاني الكبير بالفردِ الصمدْ .. بالوجود .. بالحياة .. بالطبيعة .. بالملكوت الـهـائل الذي يجمعنـا .. أشعر بكم .. بصدق أفراحكم .. و بعمق أتراحكم .. أشعر واللهِ بنفسي .. و أنفـاسي .. و روحي .. و ذاتي ..
يا الله .. من يصدّقُ أنني في أكثر مـراحـل عاطفتي إتزانــًا !! أول مــرّةٍ أغــمــرُ نفسي إلى هذا الحدّ !! إلى حدّ توحّـد الجسد و الروح و العاطفة !!
همسة / لن تجدوا أحمقــًا يعترف بكلّ هذا !!