عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-2010, 04:00 PM   #15
reeema
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية reeema
reeema غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30932
 تاريخ التسجيل :  06 2010
 أخر زيارة : 06-09-2012 (03:57 AM)
 المشاركات : 1,384 [ + ]
 التقييم :  43
لوني المفضل : Cadetblue


اداب الدعاء..


وكما أن للدعاء أسباباً وأوقاتاً للإجابة فإن هناك آداب ينبغي للداعي أن يتحلى بها ومنها:


تحين أوقات الإجابة.


يستحب الوضوء قبل الدعاء إن تيسر.


استقبال القبلة إن أمكن فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فدعا واستسقى واستقبل القبلة.


رفع اليدين أثناء الدعاء للحديث:
"إن ربكم حَيِـيٌّ كريم؛ يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفراً خائبتين"


حضور القلب في الدعاء والإيقان بالإجابة فيكون الداعي حاضر القلب مستشعراً عظمة من يدعوه ، قال صلى الله عليه وسلم: " واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب لاهٍ "


إظهار الفاقة والضراعة إلى الله جل شأنه وخفض الصوت بين المخافتة والجهر وعدم الاعتداء في الدعاء، قال الله تعالى: "‌وَ لاَتَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَ لاَتُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً" وقال سبحانه: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"


ومن أهم آداب الدعاء- بعد افتقارك وخشوعك إلى الله- أن تقدم بين يدي دعائك الحمد لله والثناء عليه وتمجيده. ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك تسأل.

وفي سورة الفاتحة بيانٌ للأدب الذي ينبغي أن يكون عليه الداعي حيث يرشدنا الله تبارك وتعالى أن نسأله الهداية إلى الصراط المستقيم في قول الله تعالى:
"اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ"

لكنه جل سبحانه قبل أن يرشدنا إلى سؤاله الهداية دلَّنا على الأدب الذي ينبغي أن نكون عليه في سؤالنا لربنا، فافتتح سبحانه السورة بالحمد، ثم بالثناء عليه ثم بتمجيده، ثم بعد ذلك أتى بالدعاء، قال صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين؛ فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل؛ فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال العبد: الرحمن الرحيم: قال الله:أثنى عليَّ عبدي، فإذا قال العبد: مالك يوم الدين، قال الله: مجّدني عبدي"

حمدني، أثنى علي، مجدني، كل هذا الحمد والثناء والتمجيد يأتي بين يدي الدعاء، فقولك "الْحًمْدُ للهِ" : حمدٌ لله، "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" : ثناءٌ على الله، وتوسع في الثناء على الله، وتوسل إلى الله بإسمين من أسمائه "مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ" : تمجيد لله، فأنت في ثناء ومبالغة في حمد الله وتعظيمه بين يدي دعائك، وتعترف بالعبودية له: " إِيـَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيّـَاكَ نَسْتَعِينُ" فهذه كلها وسائل بين يدي دعائك، فأنت تتوسل إلى الله عز وجل بأسمائه وصفاته، وتتوسل بعبوديتك له، وذُلِّك بين يديه، وافتقارك التام إليه، ثم يأتي بعد ذلك الدعاء: "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ"

وفي هذا بيانٌ لمقام الدعاء، وبيانٌ للأدب الذي ينبغي أن يكون عليه الداعي. فيبدأ الداعي دعائه بحمد الله على النعم العظيمة التي لا نحصي لها عدا "وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمًةَ اللهِ لاَ تُـحْصُوهًا" وإن أعظم النعم التي يُحمد الله عليها هي نعمة الهداية إلى الإسلام "الْحًمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهتَدِيَ لَوْلآ أَنْ هَدَانَا اللهُ" فتحمد ربك على نعمة الإسلام، تحمده على نعمة الأمن، تحمده على نعمة الستر، تحمده على نعمة البصر والسمع "وَمَا بِكُم مِّن نِّـعْمَةً فَمِنَ اللهِ" ثم تصلي على النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم كما تصلي عليه في صلاتك، ثم تدعو واثقاً من الإجابة.


وينبغي للداعي أن يحرص على الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنها خير الدعاء وأجمعه وأنفعه منها: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"

وفي سنن ابن ماجه:
أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الدعاء أفضل؟ قال: سل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ثم أتاه في اليوم الثاني والثالث فسأله هذا السؤال، وأجيب بذلك الجواب. ثم قال صلى الله عليه وسلم: "فإذا أعطيت العفو والعافية في الدنيا والآخرة فقد أفلحت" وفيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من: "اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة".

ومن هذه الأدعية أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: "سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أَبُوءُ لك بنعمتك عليَّ، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة"

وهنا نبينا صلى الله عليه وسلم يعلمنا أدب الدعاء:
فهو يرشدنا صلى الله عليه وعلىآله وسلمأن نبدأ في دعائنا بالتوسل بربوبية الله لنا، وأنه المربي بالنعم، وأنه وحده الخالق، وهذا ثناء على الله.
ثم التوسل إلى الله بتعبُّدنا له في قوله:
"وأنا عبدك"واعترافنا بنعم الله علينا، واعترافنا بذنوبنا في قوله: "أبوء" أي أعترف. ثم بعد ذلك نسأل ربنا المغفرة؛ "فاغفر لي"

من الأحاديث التي تعلمنا أدب الدعاء قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، ربَّ كل شيء ومَليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه"

فقد بدأ صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء بتمجيد الله وتعظيمه بأنه هو خالق السماوات والأرض، وأنه عالم السر والعلانية، وأنه مالك كل شيء، فلما توسل إلى الله بذلك سأل ربه الاستعاذة من شر النفس وشر الشيطان وشركه.


ومن الأدب العظيم في الدعاء أن تتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته: كأن تقول: " اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العُلى أن تغفر لي" مثلاً.

ومن توسله صلى الله عليه وسلم بأسماء الله وصفاته قوله: "ما أصاب أحدا - قط- هَمٌ ولا حَزَن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أَمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنـزلته في كتابك، أو علَّمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القـرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله - عز وجل- همه وأبدله مكان حزنه فرحا".

وكأن تقول: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن ترحمني؛ فإنك قد سألت ربك أن يرحمك متوسلاً إليه برحمته، والرحمة من صفات الله - عز وجل- أو تقول: اللهم يا ذا الجلال والإكرام أسألك أن تكرمني بالجنة؛ فقد سألت الله أن يكرمك بالجنة متوسلاً بصفة الإكرام، والإكرام من صفات الله عز وجل


ومن الأدب أن تدعو بالإسم المناسب لمطلوبك:
فمن دعائه صلى الله عليه وسلم:
"اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعفو عني" ففي هذا الدعاء سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه العفو، ولكنه قبل سؤاله العفو توسل إلى ربه بإسم مناسب لطلبه بقوله: "اللهم إنك عفو" و "العفو" اسم من أسماء الله، كما أنه توسل إلى الله بصفة مناسبة لطلبه؛ في قوله: "تحب العفو" فمن صفات ربنا أنه يحب العفو.

ومن دعائه صلى الله عليه وسلم: "رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم" وهنا سؤال من النبي صلى الله وعليه وسلم المغفرة والتوبة، متوسلاً إلى الله باسمين من أسمائه - عز وجل- هما: " التواب، الرحيم " مناسبين لطلبه.

ومن دعائه صلى الله عليه وسلم: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث؛ أصلح لي شأني كله، ولا تكِلْني إلى نفسي طَرفة عين"
وفي هذا الحديث توسلٌ إلى الله باسمين من أسمائه هما: " الحي، القيوم " وفيه التوسل بصفة الرحمة في قوله: "برحمتك أستغيث"

وعن عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلى رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلم وجعاً يجده في جسده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل: "بسم الله" ثلاثاً، وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أَجِدُ وأُحَاذِر" قال: ففعلت فأذهب الله ما كان بي.
ففي قوله صلى الله عليه وسلم:
"قل بسم الله" توسلٌ إلى الله واستعانة، وفي قوله: "أعوذ بعزة الله وقدرته" التوسل إلى الله بصفتين من صفاته؛ هما: "العزة، والقدرة"

وفي الحديث دخل رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلمالمسجد فإذا هو برجل يقول: اللهم إني أسألك يا ألله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم، فقال صلي الله عليه وعلي آله وسلم "قد غُفر له، قد غُفر له"

ومن الآداب أيضاً..

الإلحاح في الدعاء وتكراره ثلاثًا. فعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو ثلاثًا ويستغفر ثلاثًا.

عدم استعجال الإجابة.

الدعاء في الرخاء والشدة.

عدم الدعاء على الأهل والمال والولد وعدم الدعاء بإثم أو قطيعة رحم.

عدم تكلف السجع في الدعاء وعدم الأعتداء فيه.

أن يختم بحمد الله تعالى والثناء عليه ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم



فاحرص على هذه الآداب في دعائك..



يتبع،،


 

رد مع اقتباس