الادوية النفسية
((آآآه ليتني طرقت باب الدكتور النفسي افضل من العذاب الذي مررت به )) احد المرضى
((يعتقد بعض الناس ان الادوية النفسية ماهي الا نوع من المخدرات ولذا فإن في ظنهم انها تؤدي الى الادمان
ولذلك فانه بمجرد مايعلم بعض الناس ان قريب او صديق يتناول الادوية النفسية حتى يبدأ بتخويفه ويسرد عليه قصص لأناس تناولوا الأدوية النفسية ولم يستطيعوا الخلاص منها )) الدكتور طارق الحبيب
ان المفهوم السابق منتشر لدينا وخاصة في المملكة العربية السعودية بشكل مخصوص وهو التحذير من الذهاب الى الطبيب النفسي لانك بذلك اما انك مجنون او انك نفسية على قولهم !! الغريب ان من يدعي ذلك تجد انه هو من يعاني من نقص في ادراكه وثقافته وحتى في شخصيته !!
يقول الدكتور طارق الحبيب : ( انه كما توجد امراض عضوية مزمنة تستدعي علاجا مستديما مثل السكر والضغط , فان هناك امراض نفسية مزمنة وتحتاج الى علاج مستديم , وفي حين ايقاف ادوية السكر والضغط خطر جدا وقد يؤدي الى اضرار خطيرة قد تصل الى الموت فان ايقاف الدواء النفسي لا يؤدي الى ذلك )
فيما سبق سردت بعض المقولات من هنا وهناك لزيادة وعي المريض النفسي .. ليكون واثق بان الدواء النفسي تطور في الآونة الأخيرة وأصبح في غاية التقنين
وكثير ممن تعالجوا تحسنت حياتهم كثيراً حتى إن بعضهم تشافوا كلياً وتركوا العلاج تدريجياً بمتابعة الطبيب حتى أصبحوا أشخاص طبيعيين وسليمين نفسياً
جانب من حياتي : عند بداية اصابتي بالمرض النفسي ظللت عدة شهور وانا ابحث هنا وهناك عن علاج فكنت ازور الدكاترة في كل التخصصات .. وعملت اكثر من 100 تحليل .. ولا اخفيكم اني اصبت بالاحباط لان اغلب التحاليل تشير الى اني سليم.. عدا عن بعضها حملت في طيها مشاكل بسيطة لا تذكر
ذهبت الى الرقاة .. الى اهل الخير والصلاح .. كنت ارتاح قليلا لكن سرعان ماترجع لي جميع الاعراض من ضيقة وكان جبال فوق صدري والام في المعدة والقولون لدرجة ان وزني انخفض 10 كيلو ولم اعد استطيع الاكل ولا حتى الحراك من غرفتي
الا ان قررت الذهاب الى طبيب نفسي .. لا اخفيكم باني وجدت الراحة ولله الحمد من اول اسبوع صرف لي فيه الدواء .. وارتحت كثيراً عليه حتى بدأت الاعراض تختفي واحدة تلو الاخرى
مررت بتغيرات كثيرة وقد قررت تحويل الدواء اكثر من مرة ولا بأس في ذلك فالادوية النفسية مرنة جداً ويوجد اكثر من خيار فيها .. فان لم يعد الدواء فعال معك فإن بامكان الطبيب زيادة جرعة الدواء او التغيير الى دواء اخر .
احذر : مفهوم خاطئ !!
((الادوية النفسية ماهي إلا مجرد منومات ومهدئات ))
يرد على ذلك الدكتور طارق الحبيب ويقول :
إن هذا الاعتقاد قد جاء نتيجة لما اعتاده الناس من الاستجابة السريعة عند استخدام بعض الادوية (غير النفسية) فعند شعور الشخص بصداع ماعليه إلا أن يأخذ حبتين بندول ويختفي في ساعات أو دقائق
ولاكن الحال يختلف عند استخدام الأدوية النفسية
فلذلك وجب التنويه على:
1) الأثر الفعال لأغلب الأدوية النفسية لا يظهر إلا بعد مدة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع .
2) إن تحسن المريض وشفائه ليس مبرراً لإيقاف الدواء قبل مضي الفترة التي يقررها الطبيب .. بل يجب على المريض الاستمرار في تناول الدواء حتى يقرر الطبيب إيقافه تدريجيا .. وليس معنى ذلك أن المريض أصبح مدمناً ولاكن هكذا هي طبيعة الأمراض النفسية وأدويتها (( أحسنت يادكتور طارق )) !!
3) إن شفاء المريض ليس معناه انه ليس عرضة للتفاعلات النفسية التي تعتري أي احد من البشر بوصفها جزء من طبيعة الإنسان وتفاعله مع ظروف الحياة المختلفة .
4) أن الأمراض النفسية كغيرها من الأمراض الأخرى , قد يصاب بها الإنسان مرة في حياته , وربما انتابه المرض مرة أخرى أو مرات عديدة كما الحال مع نزلات البرد (( كلام كبيير يادكتور ربنا يفتح عليك ))
5)قد يصاب الإنسان بمرض نفسي فيمن الله عليه بالشفاء فيصاب بمرض نفسي اخر ’ فليس هنالك مايمنع ذلك كما هوا الحال في الأمراض الأخرى , فقد يصاب إنسان بالتهاب رئوي ثم يشفى منه , ثم يصاب بالتهاب الزائدة الدودية !! فليس هنالك علاقة بالضرورة بين المرضين .
6) إن الأمراض النفسية كغيرها من الأمراض العضوية ’ فمن المرضى من يستجيب للعلاج استجابة كاملة , ومنهم من لايستجيب للعلاج مطلقاً ومنهم من يستجيب جزئياً .
7) إن من الأمراض النفسية ماتتحكم فيه الأدوية النفسية فقط دون أن يشفى منها المريض تماماً , كما هو الحال في بعض الأمراض العضوية المزمنة كالضغط والسكري , ولذلك إذا أراد المريض أن تبقى حياته مستقرة فيجب عليه الاستمرار في العلاج .
اتمنى ان تكونوا استفدتوا ولو بعبارة مما ذكرت .. في المحور القادم سأستعرض لكم تجاربي مع الأدوية النفسية وما أفضله شخصيًا وعن تجربة للمصابين بمرض الهلع .. انتظروني غداً بإذن الله