من هم الأشخاص المعرضون للاصابة بمرض العشق
لابد أن أذكر بمسألة في البداية ضرورية ألا وهي التفريق بين الحب وبين العشق
فمن الطبيعي أن يحب الرجل المرأة والعكس وأن يوجه هذه العاطفة إالى الزواج والسكينة والمودة والرحمة
إلا أن المشكلة تكمن في العشق الذي هو مرض حيث يفقد الانسان توازنه وسيطرته على نفسه
من أكثر الأسباب الأساسية للوقوع في هذا المرض هو سوء التنشئة الاجتماعية
في مرحلة الطفولة والخلل في طريقة التربية سواء في الشدة والقسوة في التربية والحرمان العاطفي أو التدليل الزائد
فالطفل الذي يتعرض إلى حرمان عاطفي أو قسوة في التربية بشكل مستمر مرشح لأن يكون فيما بعد مريضاً بداء العشق
والطفل المدلل الذي تعود أن يحصل على كل ما يريد سيصبح عاجز عن تأجيل رغباته ومعرض للاصابة بداء العشق
والأشخاص الذين يتعرضون لحوادث كادوا أن يفقدوا فيها حياتهم معرضون للاصابة بداء العشق كتعبير منهم عن حبهم للحياة في اللاشعور
بالاضافة إلى فرضية أن العشق هو نوع من أنواع الوسواس القهري tocفإن الوسواس القهري سببه خلل في المنطقة المسؤولة عن التفكير المنطقي في الدماغ
أما خلل الدماغ عند كل العاشقين فهو نقص الموصلات العصبية تحديدا السيروتونين والدوبامين
والمطلوب في كل الأحوال التدخل الطبي برفع مادة السيروتونين في الدماغ عن طريق الأدوية المثبطة لامتصاص الخلايا لهذه الموصلات التي هي عبارة عن مواد كيميائية داخل الدماغ أو الأدوية القديمة المعروفة بثلاثية الحلقات إلا أن المثبطات أنفع ومن أهم الأدوية ولا يجوز تناولها إلا بعد استشارة ووصفة الطبيب البروزاك والسيروكزات وهي ليس مهدئات إنما أدوية معالجة لحالة الدماغ
والمطلوب العلاج المعرفي والسلوكي القائم على تبصير المريض بحالته وهذا يحتاج إلى أخصائيين نفسيين
ويعتبر العلاج السلوكي المستخدم في علاج الوسواس القهري علاجاً نافعاً في علاج العشق والذي من أهم أسسه أن يعرف المريض حقيقة أحاسيسه ويفهم سبب هذه الأفكار التي تتسلط على ذهنه وتتحكم بمشاعره ومعتقداته وسنوسع إنشاء الله تعالى في تفاصيل هذه التقنية التي تقوم على أربعة أركان
ومن التقنيات أيضاً ما يقوم به بعض الأطباء أو المعالجين النفسيين من تنويم مغناطيسي وله تقنيات معينة يجعل الانسان في حالة استرخاء عميق كأنه في أول لحظاة استيقاظه فكأنه بين المستيقظ والنائم وهنا يتدخل المعالج بعرض حالة العشق عليه في هذه الحالة ونتيجة لاسترخائه فإنه لن يشعر بألم العشق فينفك الارتباط الأشراط الكلاسيكي بين فكرة وصورة المعشوق وبين ألم العشق
لذلك وبعد أن استعرضنا أسباب الوقوع في العشق علينا بالوقاية وأن نعطي أولادنا كثيراً من الحب والتقدير واحترام ذواتهم وقليلاً من التدليل بمعنى ألا نمكنهم من الحصول على كل ما يرغبون به لنعلمهم تحمل صدمات الدنيا
بقلم الشيخ عبدالرزاق الأسمر
أخصائي بالارشاد النفسي
|