علاج وسواس الطهارة والصلاه والصيام
.وسواس الطهارة و الصلاة و الصيام
مشكلة إنتقاض الطهارة بالبول أو الريح أو الإفرازات
.العلاج المعرفى :
عن سهل بن حنيف قال كنت ألقى من المذى شدة وعناء وكنت أكثر من الإغتسال فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنما يجزيك من ذلك الوضوء فقلت يارسول الله كيف بما يصيب ثوبى منه ؟ قال : يكفيك أن تأخذ كفا من ماء فتنضح به ثوبك حيث ترى أنه قد أصاب منه رواه أبو داود وإبن ماجة الترمذى وقال حديث حسن صحيح ورواه الأثرم ولفظه قال : كنت ألقى من المذى عناء فأتيت النبى صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال : يجزيك أن تأخذ حفنة من ماء فترش عليه .
ويفهم من لفظة فترش عليه أنه ليس للإنسان أن يأخذ بالأشد بل عليه أن يعلم أن التخفيف من مقاصد الشريعة .
وفى الحديث أن عباد بن بشر أصيب بسهم وهو يصلى فاستمر فى صلاته عند البخارى تعليقا وأبى داود وإبن خزيمة ولم ينقل أن النبى صلى الله عليه وسلم أخبره بأن صلاته قد بطلت والحديث يدل على أن خروج الدم لا ينقض الوضوء إذا لم يخرج من السبيلين أ هـ .
وإذا كانت الطهارة من الحدث شرط مطلقا سواء مع العلم أو الجهل أو التعمد أو السبق إلا أنه يُعفى عن ذلك فى حالة العجز مثل حالة المستحاضة ومن به سلس بول ومن يعجز عن منع الحدث بإستمرار ( كنقطة البول أو الريح أو الإفرازات ) فهذا كله يقاس على المستحاضة ( الشيخ ياسر برهامى ) وفى كتاب الموطأ – باب الرخصة فى ترك الوضوء من المذى روى الإمام مالك يرحمه الله عن يحيى بن سعيد بن المسيب أنه سمعه ورجل يسأله فقال إنى لأجد البلل وأنا أصلى ، أفأنصرف ؟ فقال له سعيد : لو سال على فخذى ما إنصرفت حتى أقضى صلاتى قال البغوى : يشبه أن يكون معنى الأثر المبالغة فى دفع الشك عن القلب ، وفى شرح الزرقانى (ج:1، ص:86) الرخصة فى ترك الوضوء من المذى لأن ما لا ينقطع لا وجه للوضوء منه لأن مذهب مالك أن البلل لا يبطل الوضوء فى الصلاة وإن قطر وسال وحمله مالك على سلس المذى قاله الباجى .
ومذهب مالك أن ما خرج من منى أو مذى أو بول على وجه السلس لا ينقض الطهارة وشكا إلى الإمام أحمد بعض أصحابه أنه يجد البلل بعد الوضوء فأمره أن ينضح فرجه إذا بال ، قال : ولا تجعل ذلك من همتك وإلهَ عنه .
ومن ذلك ما أفتى به عبد الله بن عمر وعطاء بن أبى رباح وسعيد بن المسيب ، وطاوس وسالم ومجاهد والشعبى وإبراهيم النخعى والزهرى ويحيى ابن سعيد الأنصارى والحكم والأوزاعى ، ومالك وإسحاق بن راهويه وأبو ثور ، والإمام أحمد فى أصح الروايتين وغيرهم : أن الرجل إذا رأى على بدنه أو ثوبه نجاسة بعد الصلاة لم يكن عالما بها أو كان يعلمها لكنه نسيها أو لم ينسها لكنه عجز عن إزالتها أن صلاته صحيحة ولا إعادة عليه .
قال البخارى : قال الحسن رحمه الله مازال المسلمون يصلون فى جرحاتهم قال : وعصر ابن عمر بثرة فخرج منها دم فلم يتوضأ . وبصق ابن أبى أوفى دماً ومضى فى صلاته . وصلى عمر بن الخطاب وجرحه يثعب دماً .
فمن ذلك أن من تيقن الطهارة وشك فى الحدث حكم ببقائه على الطهارة ولا فرق بين حصول هذا الشك فى نفس الصلاة وحصوله خارج الصلاة ( أثناء أو بعد الوضوء ) .
الدروس المستفادة :
1)..... المذى هو سائل أبيض شفاف يخرج ( من الذكر عند الرجل ومن المهبل عند المرأة ) عند الشعور بالشهوة أو التفكير فى الأمور الجنسية أو الملاعبة وهو يخرج بلا دفق ولا يعقبه فتور وربما لا يحس بخروجه ولا يجب الغسل منه وعليك رش مكانه بالماء ويكفى منه الوضوء .
لتقليل القلق من الشك فى الوضوء والخروج سريعاً منه ولتقليل تكرار غسيل الأعضاء أثناء الوضوء للشك أو للنسيان سوف نبدأ بالوضوء مرة واحدة فقط لكل عضو أسبوعين ويكون الوضوء أمام والدتك أو أختك ثم أسبوعين وحدك ثم أسبوعين مرتين مرتين ونعود للوضوء ثلاثاً ثلاثاً مع بداية الأسبوع السابع.
العلاج السلوكى :
أثناء ما سبق عليك تطبيق قاعدة الـ 15 دقيقة بمعنى أنه إذا ألحت عليك الأفكار الوسواسية بأن الوضوء قد إنتقض فعليك تأجيل الإستجابة لهذا الدافع الملح 15 دقيقة فى أسبوع ثم 30 دقيقة الأسبوع الثانى ثم 45 دقيقة الأسبوع الثالث ثم ... ثم ... ثم ... حتى يتم تأجيل الإستجابة لدافع تكرار الوضوء إلى الوضوء القادم للصلاة التالية فينتهى هذا الدافع نهائيا .
مما لا شك فيه أنك سوف تلاحظ إزدياد مستوى القلق طالما امتنعت أو أجلت الإستجابة للطقوس بتكرار الوضوء وسوف تشعر برغبة شديدة فى ذلك إلا أنه فى نهاية كل أسبوع سوف يتلاشى هذا القلق وسوف تذهب هذه الرغبة ولن تجد من نفسك أى مقاومة بل ربما يصبح هذا القلق غير موجود تماما .
العلاج المعرفى :
دليل جواز ذلك ... عن ابن عباس رضى الله عنهما قال توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة مرة . رواه الجماعة إلا مسلما ، والحديث دليل على أن الواجب من الوضوء مرة ، قال الشيخ محى الدين النووى وقد أجمع المسلمون على أن الواجب فى غسل الأعضاء مرة مرة وعلى أن الثلاث سنة ، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بالغسل مرة مرة ... ومرتين مرتين ... ثلاثاً ثلاثاً ، والإختلاف دليل على جواز ذلك كله .
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضى الله عنه قال جاء أعرابى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن الوضوء فأراه ثلاثاً ثلاثاً وقال : هذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم . رواه أحمد والنسائى وابن ماجة .
)..... أما من شك هل انتقض وضوءه أم لا ؟ قال الجمهور منهم الشافعى وأحمد وأبو حنيفة ومالك : إنه لا يجب عليه الوضوء وله أن يصلى بذلك الوضوء الذى تيقنه وشك فى انتقاضه كما لو شك هل أصاب ثوبه أو بدنه نجاسة فإنه لا يجب عليه غسله ( الإمام بن القيم – إغاثة اللهفان ) .
2)..... عند التفكير فى طهارة الملابس وتكرار تغيرها للإطمئنان على صلاحيتها للصلاة :
العلاج المعرفى :
قال زين العابدين يوما لإبنه : يا بنى اتخذ لى ثوباً ألبسه عند قضاء الحاجة . فإنى رأيت الذباب يسقط على الشىء ( البراز ) ثم يقع على الثوب ، ثم انتبه فقال : ما كان للنبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلا ثوباً واحداً ، فتركه .
وزاد النووى فى كتاب المجموع (3/170) قال الشافعى والأصحاب رحمهم الله تجوز الصلاة فى ثوب الحائض والثوب الذى تُجامع فيه إذا لم يتحقق فيهما نجاسة ولا كراهة فيه .
قال الإمام الشوكانى فى كتاب نيل الأوطار جـ2 أنه لا يجب العمل بمقتضى المظنة ونقل قول ابن رسلان فى شرح السنن : طهارة رطوبة فرج المرأة أ . هـ .
|