مفهوم الذات / نظرياته/ تكوينه
- نظرية سينج وكومبزSnygg & Combs:
" استخدمت هذه النظرية مصطلح المجال الظاهري ليشير إلى البيئة السيكولوجية، وأن سلوك الشخص إنما يتحدد بالمجال الظاهري للكائن الحي نفسه، والمجال الظاهري عندهم ليس شيئا ثابتاً، بل يعتبر من الحاجات المتغيرة للفرد، وينقسم المجال الظاهري إلى قسمين فرعيين: الذات الظاهرية، ومفهوم الذات الذي يتكون من أجزاء للمجال الظاهري التي تتميز عن طريق الفرد كخصائص محدودة وثابتة لذاته، أي أن المجال الظاهري هو الذي يحدد السلوك. ومن هذا المجال تتحدد الذات الظاهرية، وفي النهاية يتميز مفهوم الذات على أنه الجانب الأكثر أهمية والأكثر تحديداُ للمجال الظاهري وللذات الظاهرية في تحديد الكيفية التي يتصرف بها الفرد" .
ويرى إبراهيم أبو زيد أن كلاً من سبنج وكومبز يعتقدان " أنه على علم النفس قبول فكرة أن الوعي سبب السلوك وأن ما يعتقده المرء وما يشعر به يحدد ما سوف يفعله. ويؤكد على أنه ثمة حاجة إنسانية أساسية واحدة نستطيع بموجبها أن نفهم السلوك الإنساني وأن نتنبأ به. وهذه الحاجة هي المحافظة على الذات الظاهرية وتأكيدها ورفع قيمتها" .
" وبما أن الإدراك الشخصي يحدد السلوك فإن السلوك دائماً معقول وهادف، وأن الفرد يختار طريقة السلوك الأكثر فاعلية حسب تفسيره لخبراته. فكل سلوك إنما يحدد المجال الإدراكي" .
ويشير دالاس إلى رأي كومبز القائل : " إن النفس تتكون من إدراك يتعلق بالفرد، وهذا النظام الإدراكي بدوره له آثار حيوية وهامة على سلوك الفرد " .
من خلال ما سبق نلاحظ أن هناك تشابه كبير بين هذه النظرية ونظرية روجرز من حيث استخدامها للمجال الظاهري .
ويشير مصطفى فهمي إلى " أنه قد يوجد اختلاف بين النظريتين فسينج وكومبز لا يدخلان العوامل الاستنباطية في المجال الظاهري. التي قد يلجأ إليها الشخص الملاحظ عن الشخص موضوع الملاحظة. كذلك لا يعتقدان بأن المجال الظاهري ومفهوم الذات هما فقط مصادر السلوك. بل إنهما يعتقدان بأن هناك عوامل بيولوجية وحيوية قد لا تتدخل في مفهوم الذات ومع ذلك بالإمكان الضغط على السلوك وتوجيهه. كما أنهما يعتقدان أن السلوك يتسبب نتيجة للعالم الخاص بالفرد" .
نظرية الذات عند جورج ميد G.Mead:
يعتبر جورج ميد الذات " باعتبارها موضوعا للوعي أو ما أسماه الوعي أو الشعور بالذات أن الوعي أو الشعور استجابة لخبرات مؤكدة مثل الألم والسرور ، والتفكير ، أي أنها مجموعة العمليات السيكولوجية . أما الوعي بالذات فهو إدراك الذات كموضوع ، بمعنى اتجاهات الشخص ومشاعره نحو نفسه ، أي إدراكه لنفسه وتقيمه لها أو هي فكرة الشخص عن نفسه " .
" وتقول ( فاطمة الكتاني ) أن ميد يرى الذات بأنها تتضمن جانبين منفصلين ولكن متزامنين : ألانا المتكلم ، ومفهوم الذات أو الذات الاجتماعية ، ويرى أن للفرد عدة مفاهيم للذات ، مفهوم الذات الجسمي ومفهوم الذات حسب الدور الذي يمارسه الفرد : (كأب ، كطفل ، كطالب ، كصديق) ، والذات الاجتماعية تتضمن عدة ادوار ، وجميع الصفات التي يراها الفرد في ذاته عندما يتفاعل مع الأخر ، والصفات التي يمكن ملاحظتها ووصفها ، وأي شي تراه عندما تنظر إليه فهو مفهوم ذاتي " .
|