20-12-2010, 09:35 PM
|
#1
|
عضو فعال
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 32540
|
تاريخ التسجيل : 12 2010
|
أخر زيارة : 12-11-2013 (02:20 PM)
|
المشاركات :
39 [
+
] |
التقييم : 20
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
ذلة للتابـع وفتنة للمتبــوع
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله .
حب الثناء والإطراء مما جبلت عليه نفوس البشر وتسكن إليه إلا أن الناس يتفاوتون تفاوتا متباينا في التأثر بالمدح والثناء,فمنهم من يحمله المدح على الغرور والإعجاب بالنفس . إعجاب بالمظهر. وإعجاب بالقول . وإعجاب بالرأي .
بل من الناس من يحمله مدح الناس له على مدح نفسه .ومنهم من لا يغتر بالمديح والثناء ولا ينتظر التملق والإطراء, ويزن الأمور بميزان الشرع مخلصا لله لا يزيده تزلف إلا إخلاصاوتأديبا وزجرا لنفسه عن الغرور .
وتسليطا للضوء على ذلك أقف معكم على بعض ما تيسر جمعه في النقاط التالية :
* وقفــــة مع النفس .
* المدح نــــوعان .
* نماذج ينبغي الوقوف عليها .
الوقفة الأولى وقفة مع النفس : إن زمانا أكون فيه فقيها لزمان سوء
قالها من هو أفضل مني وأعرف مني . قالها إبراهيم النخعي رحمه الله فما جئت معلما ولا متقمصا دورهم وإنما جئت متطفلا على موائد من سبق من الأخيار جامعا من موائدهم ما عسى أن ينفع نفسي في معرفة ماهيتها وحدها ويزجرها عن غرورها وإعجابها . فأسأل الله أن يغفر لي مالا تعلمون . لكل منا أن ينفرد بنفسه فيسألها الأسئلة الآتية فيقول لها يا نفس
* هل أنت تحبين المدح والإطراء على أي وجه كان .
* هل أنت تشعرين بالزيادة والرفعة لمدح مادح .
* هل تشعرين بالنقص والهزيمة لترك مد ح الناس وثنائهم .
* هل تعجبين بكثرة الأصدقاء والمعجبين .
* هل أنت تمتنعين من تقديم ما عندك من خير مخافة جحد الناس لك .
والجواب في كل نفس بحسب ما فيها وكل أدرى بنفسه.
حكى الأصمعي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان إذا مدح قال :
" اللهم أنت أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بنفسي منهم ، اللهم اجعلني خيرا مما يحسبون واغفر لي ما لا يعلمون ، ولا تؤاخذني بما يقولون " [1]
الوقفة الثانية المدح نوعان :
أولهما: مدح محمود وهو مكافئة صانع المعروف والإعتراف بالجميل لأهله .
وإنزال الناس منازلهم من غير تزلف .
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ،
ويحمده الناس عليه ؟ قال " تلك عاجل بشرى المؤمن " .
وفي رواية : ويحبه الناس عليه .
وفي رواية : ويحمده الناس . رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : " من أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أن قد كافأتموه " رواه أبو داود وصححه الألباني,
و قال عليه الصلاة والسلام :" من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء "
وقال عليه الصلاة والسلام : " لا يشكر الله من لا يشكر الناس " رواه أحمد
وقال عليه الصلاة والسلام : " من صنع إليه معروف فوجده فليجز به
فإن من أثنى فقد شكره ومن كتم فقد كفره "
ومن هنا كان عليه الصلاة والسلام شديد الوفاء لمن أحسن إليه , فكان يثيب على الهدية ويذكر المعروف ويجازي عليه أهله بل كان يحسن من أجل الإحسان لغيره , فقد أعتق ابنة حاتم الطائي لإحسان أبيها وفضائله على الناس ,وألبس رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول قميصه لمعروفه في إعطائه قميصه لعمه العباس يوم أسر في بدر , بل كان يوصى بالإحسان إلى الناس ويشجعهم على ذلك , فأوصى بالإحسان إلى الأنصار والتجاوز عن عثراتهم مقابل ما بذلوه
في نصرة الدين والإحسان إلى المهاجرين , وأوصى بأهل مصر خيرا لنسبه ومصاهرته لهم إلى غير ذلك من مآثره صلى الله عليه وسلم .
ثانيهما : مدح مذموم وهو التزلف الممقوت . سلعة الحفاة , ومكسب الجوعى من ذئاب البشر يقرع الرجل أبواب الأغنياء والوجهاء فيغدق في المديح ويطرب السامع ويأتي بما فيه وما ليس فيه , أنت أنس المجالس وبهجتها . أنت صاحب العصر والزمان . أنت الخير والخير أنت . أنت نحن ونحن أنت حتى إذا شبع بعض النوكى من هذا المديح أضحى ضحية كذب الكاذبين, وتملق العابثين, وصناعة المتصنعين, فاغتر وتبختر, وصال وجال وطغى وتكبر,فطلب شرف الدنيا والرفعة فيها , وأعجب بمديح الناس له ,وعتا في الأرض فسادا فطلب أن يمدح على كل فعل يفعله ويثنى عليه به , وتتسبب في أذى من لا يجيبه إلى ذلك وعادى من لا يحابيه عليه , وأرغم المحتاج على إظهار حاجته إليه وذله في طلبها منه , فكان فعل الأول إلى الذم أقرب منه إلى المدح.
* أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم : فقال " ويحك ! قطعت عنق صاحبك قطعت عنق صاحبك مرارا إذا كان أحدكم مادحا صاحبه لا محالة ، فليقل : أحسب فلانا . والله حسيبه . ولا أزكي على الله أحدا . أحسبه ، إن كان يعلم ذاك ، كذا وكذا " [2]
* وسمع عليه الصلاة والسلام رجلا يثني على رجل ويطريه في مدحه فقال : " أهلكتم ، أو قطعتم ظهر الرجل" [3]
* قام رجل يمدح عثمان رضي الله عنه : فعمد المقداد فجثا على ركبتيه وكان رجلا ضخما فجعل يحثوا في وجهه الحصباء فقال له عثمان ما شأنك؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب" .[4]
* عن حمزة الكناني رحمه الله قال : "خرّجت حديثا واحدا عن النبي صلى الله عليه وسلم من مائتي طريق أو (من نحو مائتي طريق شك الراوي) قال: فداخلني من ذلك من الفرح غير قليل، وأعجبت بذلك، قال :فرأيت ليلة من الليالي يحيى بن معين في المنام، فقلت له يا أبا زكريا ! خرّجتُ حديثا واحدا عن النبي صلى الله عليه وسلم من مائتي طريق، قال : فسكت عني ساعة ثم قال: أخشى أن يدخل هذا تحت قوله تعالى : (ألهاكم التكاثر) [5]
* وقال عليه الصلاة والسلام : " ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأ فسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه" [6]
* أوحى الله إلى داود يا داود إن العبد ليأتي بالحسنة يوم القيامة كمثل جيفة اجتمعت عليها الكلاب يجرونها أ فتحب أن تكون كلبا منهم فتجر معهم "يا داود طيب الكلام ولين اللباس والصيت في الناس وفي الآخرة لا يجتمع أبدا"[7]
ومن الحكم والأمثال الجميلة في ذلك :
"حب المدح رأس الضياع"
"حب الثناء من الناس يعمي ويصم"
" من رضي أن يمدح بما ليس فيه فقد مكن الساخر منه "
"لا يجتمع الإخلاص و حب المدح فى قلب المؤمن"
"خفق النعال خلف الأحمق قل ما يُبقّي من دينه "
يتبــــــــــع
|
|
|