لم أصادف شخصية صلبة تحب الفضفضة

حتى للأصدقاء وللأخصائيين

نعم هي قد تفضفض ولكن في النادر

وكزلة لسان

لكنها في حقيقتها تكره الفضفضة

وتحب الغوص في اعماق ذاتها لاكتشاف الخلل

وهذا لا يمنع ان تفضفض لذاتها

كالكتابة على ورق ومن ثم تمزيقه

أو اختلاق حوار فكري داخلي

بحيث تحاور وتفضفض لنفسها بنفسها


المشكلة ياأختي الفاضلة هي لمن نفضفض؟

ونفضفض بماذا؟ وإلى متى؟

لاحظي بأني لا أقصد جلسات الاستشارة

التي يكون أحد أطرافها متحدثا بالفائدة

والآخر يستمع بإصغاء وشغف واطمئنان

ولا جلسات الأصدقاء التي يروي فيها أحد الأطراف

معاناة ما وينتظر من الآخر أن يساعده بشيء

فهذه في نظري ليست جلسات فضفضة

فإنا أفهم الفضفضة بأنها المشاركة الوجداني التي

يكون أحد أطرافها متحدثا والطرف الآخر مستمعا

دونما تعليق بنصح أو استشارة

أنا في نظري لايمكن ان اكتشف قوة ذاتي

في وضع كهذا

ولكن من الممكن أن أجد حكمة في كلام يحوي

تجربة أو خبرة لدى شخص ما

فأحاول أن أستفيد منها لنفسي

وانا حينئذ لم أفضفض وانما استفدت من

فضفضة الآخرين واخذت منها حكمة أو عبرة

والسبب في ذلك اعتدادي بذاتي وقدرتها على إيجاد الحل

إضافة الى

الكبرياء والشموخ اللذان يغلفان الانهيار بداخلي

ويحميانه من التكشف والظهور

ويمنعاني من الفضفضة


إن هذا كله حصل معي في معاناتي في

بداية تعبي النفسي

ولكن المسألة تغيرت بعد ان استعدت توازني

وبنيت نفسي من جديد على انقاض الانهيار الذي

حصل لي

وأصبحت لا أبالي في اطلاع الناس على دواخلي

ولم يعد الكبرياء والشموخ يتستران على أي انهيار

وأصبحت لا أفضفض بقدر ما أني أسعى لإفادة

الناس من تجربتي

وأصبحت كالكتاب المفتوح أمام كل من أراد أن يقرأ

ولا مانع لدي من الاستماع الى كل حكمة وتجربة

حتى لو كانت مكررة

فلعلها تذكرة أو تدعيم لتجارب نادرة

ولا أحب ان استمع لكلام يكون مجرد

فضفضة وإضاعة وقت دونما هدف الخروج بفائدة

لي أو لجليسي أو لكلينا معا