بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم و سلم و بارك على سيد الاولين و الاخرين,خير خلقك و حبيبك المصطفى المختار الامين

قبل الدخول في الموضوع لابد من التعريج هاهنا و قراءة بعض المعلومات التي قد تساعدكم على فهم المرض


احمرار الوجه,نفسي او عضوي ؟
السؤال الابدي الدي لطالما طرحته على نفسي و على من ظننت اني ساجد عندهم الجواب,هو هل المرض نفسي يحتاج الى دعم نفسي و تقوية و تعزيز الثقة بالنفس او اللجوء الى الادوية النفسية ... ام انه مرض عضوي و يتطلب تدخل جراحي او دوائي.
سأبدأ بهدا السؤال الدي قد يلخص الموضوع و هو كاالتالي,هل سمعتم من قبل عن مرض نفسي يعالج بعملية جراحية؟؟ انا عني لم اسمع بهدا ,لدا اتوجه اليكم بالسؤال,لم اسمع الا عن مرض يجزم كل الاطباء النفسيون انه مرض نفسي 100% و انه من الهبل الاقدام على عملية جراحية للتخلص منه,العملية التي خلصت المئات بل الالاف من جحيم المرض في العالم باسره,كيف يفسرون ادن هدا النجاح و ما حجتهم على ما يقولون.

قد تكون اسباب تطور المرض نفسية لكن اصله ليس كدلك حسبما اظن,الخوف او الرهبة من الناس,و ضربات القلب المرتفة,التلعثم,العرق,...الى ما لا نهاية له من الاعراض المصاحبة للاحمرار كلها تطورت مع مرور الوقت و كثرة المواقف وبسبب التوتر الشديد و اليومي,والسبب و الاصل هو الاحمرار الدي لولاه لما عرفنا هده الاعراض,ساتحدث هنا عن نفسي و تجربتي مع المشكل,ففي بداياته لم اكن اعاني الا من الاحمرار و كانت كل تلك الاعراض المصاحبة منعدمة او قليلة الظهور,لم اعرفها او لم اكن اعيرها اهتماما لانها لم تكن مؤثرة حينها بالقدر الدي وصلت اليه اليوم و الخطورة التي اصبحت تشكلها,ولكم ان تتخيلوا الموقف عندما يجتمع عليك الاحمرار فلا تستطيع اخفائه و يرتفع نبض قلبك فتتبعتر افكارك,وترتعش اطرافك و فمك فيستحيل الكلام و يأتي التعرق ليظفي جمالية على الموقف هههه.

ادن فالاصل هو الاحمرار و ان تخلصنا من الاصل نكون بدلك قد تخلصنا ايضا من الفروع,و يمكن تشبيه الاحمرار بالشجرة,ان نحن اجتثثناها من اصلها فموت الفروع و الاغصان لن يكون الا تحصيل حاصل.

سؤال اخر,لمادا يحمر وجهي عندما يفزيعني شئ ما او عندما اضحك مثلا,حتى عندما ترتفع الحرارة قليلا او عند شربي لكوب بارد من الماء في ليلة من ليالي الصيف الحارة....الخ
حسب رأيي فهدا يشير الى وجود خلل في عمل العصب السمبثاوي.

انا بهدا لا ابحث عن تفسير اخر عن ما هو متفق عليه,لمجرد اني لا اريد من ينعتني بالمريض النفسي,فلا عيب و لا عار في ان تكون كدلك,بل هو شئ عادي بالنسبة لي ,فهو ابتلاء كباقي الابتلائات قبل ان يكون مرضا وفيه اجر و خير كبيرين ان انت صبرت و رضيت بقضاء الله و قدره
كل ما ابحث عنه هو فهم للمرض حتى يسهل العلاج ويتحقق المراد


الرهاب الاجتماعي و احمرار الوجه
الاكيد ان هناك تشابها كبيرا بينهما و الفرق بينهما بسيط و ما يحدد دلك هو بعض التفاصيل الصغيرة والشيطان، كما يقول الفرنسيون، يختفي دائما في التفاصيل !! وبين تفاصيل التفاصيل.
و لتفصيل الموضوع سأقسمه الى ثلاثة اقسام او ثلاثة انواع:
1-العديد من الاشخاص يعانون من الرهاب الاجتماعي لكن لا تحمر وجوههم,مشكلهم الاساسي هو الخوف من الناس و من آرائهم,يهابون الاخرين و لا يستطيعون مواجهتهم و التحدث اليهم,و اغلبهم يرجع دلك الى التنشئة العائلية القاسية ,العنف و الضرب او الاهانة و التحقير امام الاخرين او الاستهزاء منهم و من ارائهم ...الخ
2-و هناك من لم يظهر الاحمرار عنده الا بعد تجاوزه +/-20 من عمره,وهؤلاء يؤكدون ايضا انهم و حتى عندما لم تكن تحمر وجوههم كانوا يخافون مواجهة الاخرين.
3-لنأتي الان الى الصنف الدي أنتمي اليه و اعرفه حق المعرفة,فاسمحوا لي ان اتحدث نيابة عن الاخرين ,اولا عرفت الاحمرار في صغري و مند نعومة اظافري,احمر وجهي في بعض المواقف في المدرسة لكن دلك كان نادرا و المواقف كانت حينها جد محرجة,لكن التحول الجدري لم يكن الا بعد بلوغي 16 ,قد يكون اقل عند البعض,و اقصد بالتحول اني اصبحت احمر بدون سبب و لاسباب تافهة...كنت كثير الكلام و المرح في طفولتي ,لم تكن لي اية مشاكل عائلية او اجتماعية,و الاحمرار هو فقط من يقف حاجزا بين و بين المجتمع و الاخرين.

العلاج يختلف من نوع لاخر و لابد من ان يحلل الواحد منا مرضه جيدا قبل الاقدام على اية خطوة قد يندم عليها طوال حياته,فاجراء العملية مثلا و المشكل في الاساس نفسي ,قد يزيل الاحمرار لكنه لن يزيل الخوف و الرهبة من الاخرين....ولكم واسع النظر

حسب ما اراه و ما استنتجته من تجربتي البسيطة و معاناتي الكبيرة مع المرض ...فهما اي الاحمرار و الرهاب يلتقيان في الجانب النفسي ويفترقان عند الجانب العضوي او الفيزيولوجي ,والا فكيف تفسرون مرة اخرى الاحمرار بسبب شرب الماء (ويكون دلك في الصيف بشكل كبير) او عندما يفزعني شئ ما مثلا ...لعل قائلا يقول انه امر عادي لكنه ليس كدلك و اغلب الناس لا يظهر دلك على وجوههم الا قلة قليلة .

هدا فقط تحليل بسيط لهدا المرض المعقد, قد اكون خاطئا,فمادا تنظرون,وما رايكم؟