عرض مشاركة واحدة
قديم 22-12-2010, 12:41 AM   #2
بسمة الغد
نائب المشرف العام سابقا


الصورة الرمزية بسمة الغد
بسمة الغد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23323
 تاريخ التسجيل :  03 2008
 أخر زيارة : 21-11-2016 (11:29 PM)
 المشاركات : 5,253 [ + ]
 التقييم :  217
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Burlywood
المزاج والشخصية .. علاقة تنافر أم تناغم ؟



فالفرد الذي لديه استعداد للابتهاج أو يكون مبتهج حسب مزاجه يستجيب بطريقة قابلة أن يُتنبأ بها .
إن المزاج يبنى على ما لدى الفرد من الطاقة الانفعالية التي يتزود بها من بداية طفولته والتي تعد أساساً وراثياً ويمكن أن تلاحظ الحالة المزاجية للفرد في طباعه ، ومشاعره ونوع انفعالاته أو بطئها .
ولما كان المزاج يحدد سلوك الفرد فإن هذا السلوك هو الأداء الذي يعطينا ما نريد ،ويتغير نتيجة محاولته في أحداث التوافق أو التكيف في البيئة ومواجهة الظروف الجديدة .
إن المزاج الذي ولدنا به يترك في كل فرد حاجة يجب إن تتم إشباعها يوميا كما يترك أثره ، وبصماته على كل فعل من أفعالنا ويجعل هذه الأفعال مميزة لهذا الفرد دون غيره ويمكن ملاحظة هذه الأفعال في حياتنا اليومية واختلاف الأفراد فيها
ويرى فيلب فرنون Vernon أن المزاج يتأثر بعوامل بيئية كثيرة كمعاملة الوالدين ، ألا أنه لا توجد فروق واضحة في المزاج بين الأطفال ويذكر مورينو Moreno أن الطبيعة لن تمكن الطفل أن يأتي لهذا العالم دون مزاج ودون شكل بينما يرى بروفنس Provenc أن المزاج يتم تعزيزه لاشعوريا أثناء فترة الطفولة .
وحينما ترتبط الصفة بالوراثة ارتباطاً كثيراً كلما كانت أقل قابلية للتعديل والعوامل الأساسية للشخصية وهي الناحية الجسمية والذكاء والمزاج تتقرر بالوراثة ولا تتأثر ألا قليلاً بالظروف التي تلي الميلاد، ولكن الإنسان بنشاطه ليس بيولوجيا فحسب و إنما هناك نشاط آخر لا يقل أهمية عنه وهو النشاط النفسي وحينما ينظر الباحثون إلى الإنسان نظرة كلية شاملة ويعدونه وحدة واحدة لا يتجزأ بوصفه وحدة بيولوجية ونفسية واجتماعية فإن هذا التصور يحتم على من يدرس النشاط النفسي للإنسان وما يعتريه من حالات التغير والاتزان أن يأخذ بنظر الاعتبار هذا التصور ، والحقيقة حينما يتناول باحث الجانب البيولوجي ، والجانب النفسي في سلوك الإنسان لا يمكن أن يفصل بينهما في الواقع إذ إن ما هو بيولوجي يؤثر بما هو نفسي والعكس صحيح وإذا كان النشاط البيولوجي أمر لا مفر منه للإنسان فإن النشاط النفسي يعد أيضا كذلك .
إن أنماط سلوك الفرد وشخصيته يتحدد بيئته المادية والاجتماعية التي تؤثر فيها ويتأثر بها وهذا التفاعل الديناميكي يعود إلى عدة عوامل بعضها يرجع إلى مقومات حالته السلوكية وتعد شخصية الفرد المحصلة النهائية لهذا التفاعل ولذا تكون المصدر الرئيسي لجميع المظاهر النفسية .
لقد اعتقد فرويد Freud بوجهة نظر جبرية بما يتعلق بالإنسان فكل شيء تعلمه ويفكر فيه وحتى الأحلام كان مقرراً مسبقاً بواسطة قوى متعذر بلوغها ، وغير مرئية داخلنا فنحن دائما بقبضة غريزة الحياة وغريزة الموت ، وأن شخصيتنا في الكبر محددة كلياً بواسطة التفاعل الذي حدث قبل أن نصل إلى سن الخامسة في وقت كان لنا سيطرة محددة على حياتنا ويضيف فرويد أن ما يدفعنا بداخلنا غريزة الحب والحياة وأن الدوافع السامية عبارة عن نسخ من هذه الغريزة . كذلك يعتقد زملاؤه وتابعوه الفكرة نفسها ويؤمنون بالدوافع الواحدة .
إن نظرة أدلر Adler للمزاج والشخصية يتضح بنظرته لأسلوب الحياة إذ يرى تشكله كرد فعل لمشاعر النقص التي يحس بها ويتشكل خلال السنوات الخمسة الأولى وان الفرد يبحث عن القوة والتفوق ، ويضيف أن أبرز محددات السلوك ااجتماعية وليست غريزية وتتركز رغبة الإنسان في الانتماء والتفوق وفشل الإنسان في ذلك تثير لديه إحساساً بالنقص .
ويرى سوليفانSulivan أن العلاقات الشخصية تؤدي إلىالشخص الاجتماعي والعنيد ، والشاذ جنسياًوكل ذلك مرتبط بأساليب السلوك الاجتماعي.
وتعطي هورني Horny اهتماماً بالغاً بالمؤثرات الثقافية التي تشكل سلوك الفرد وتصرفاته ولا تهمل في الوقت نفسه العوامل البيولوجية.
ومما تقدم أن المزاج ما أسس عليه البدن والطبائع والأحوال الصحية أو المرضية و ما أسس عليه البدن من الأخلاط االأربعة التي تلقي بضلالها على الشخصية الإنسانية لذا تبقى العلاقة بين الشخصية علاقة تناغم أكثر من تنافر لكي يبقى المزاج ظاهرة مميزة لطبيعة الفرد في الجانب الانفعالي من شخصيته التي تضمن قابلية الاستثارة الانفعالية وقوة وسرعة استجابته بما يحقق حالة من التكيف الاجتماعي مع المحيط الذي حوله ويعزز شخصيته نحو الأفضل .


 

رد مع اقتباس