عرض مشاركة واحدة
قديم 22-02-2003, 07:20 PM   #2
mirror
عـضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية mirror
mirror غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1463
 تاريخ التسجيل :  04 2002
 أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
 المشاركات : 1,406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


موضوع رائع و مهم
تحية للكاتب
- -
هناك فرق بين التذكير بأمور لا خلاف عليها لكن البعض يتهاون بها ، كالصلاة و غض البصر و صلة الرحم الخ ، و بين طرح جديد يهدف لتغيير أمر ما أو إصلاح شأن ما أو التنبيه لشيء ما حوله خلاف .

في الحالة الأولى الناس تستثقل الكلام و النصيحة لأنها ليست جاهلة بها و انما متهاونة و مفرطة بها .

و في الحالة الثانية الناس حتى لو اقتنعت بأهمية التغيير تظل تختلف حول الطريقة الأجدى للتغيير و تظل تخاف ، ليس التغيير بحد ذاته ما تخافه و انما المرحلة الانتقالية هي التي تخافها ، و بالتالي ترضى بالواقع المؤلم لأنه في نظرها أقل وجعاً من المرحلة الانتقالية ، و تنسى او تتناسى الحكمة المعروفة وجع ساعة و لا وجع دايم ، إنها مثل شخص يحتمل ألم ضرسه و يفضل المسكنات على الذهاب لطبيب الأسنان .

المرحلة الانتقالية تحتاج جرأة تحتاج شجاعة و إقدام تحتاج حذر و حسن تدبير و حزم و بأس و كلها امور نعرف أننا نفتقر اليها لذا نرضى بالواقع و ندمن المسكنات و نظل نهاب المرحلة الانتقالية و نورث هذه الهيبة لأولادنا من بعدنا مغلفينها بحجج واهية لتبرير ضعفنا و لحفظ ماء وجهنا امامهم .

- -

( إنك لا تهدي من أحببت )

بالفعل ..
لكن هذا لن يمنع أي مسلم من أن يقوم بواجب النصيحة ملتزماً آدابها ، ليظل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر قائماً في المجتمع .
و كذلك لن يمنعه من طرح جديد لتناول قضايا مهمة في مجتمعه تختلف حولها الآراء و تتباين وجهات النظر .

ففي الحالة الأولى الهدف من النصيحة التذكير ( وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) و لذلك فهي قد تكون موجهة لفرد بذاته أو لمجموعة عامة لا على التعيين ، مثلاً قد تلاحظ أثناء صلاتك في المسجد خطأ وقع فيه أحد المصلين فتنبهه لذلك بعد التسليم من الصلاة ، و قد تكتب مطوية تنبه لمخالفات الصلاة و توزعها على زملاء العمل مثلاً .

و في أغلب الأحوال لن يسبب لك تقاعسهم عن اتباع النصيحة الا غضباً من أجلهم لا عليهم .

أما في الحالة الثانية فأنت تطرح وجهة نظر لتناقش قضية ما تختلف حولها الآراء ، وجهة نظرك قد تصيب و قد تخطىء لكن حتى الآن للأسف الشديد فالأمران سيان ، فالتفكير المسموع الذي يتبعه إرساء قرارات في المجتمع على ضوء نتائج ذلك التفكير ، هو محصور في زاوية معينة لا يخرج عنها ..

و لهذا السبب ( تصاب بالحنق و الغضب المبطن بالياس و بذور التعصب )

والله أعلم .


 

رد مع اقتباس