|
مأساة لا داعي لنشرها في الصحف !
لقد نشرت صحيفتي الرياض والجزيرة ( هذا ما رأيته ) خبرا عن رجل مريض نفسي قتل زوجته وأخاه ، وهذه لا شك مأساة تحز في النفس ، وتكدر الخاطر ، ولكن ما ذا جنت الصحيفتين من نشر هذا الخبر ؟
إنني أرى أنها تسيء إلى الشخص ذاته ، وخصوصا أنه مريض نفسيا ، ثم تسيء إلى أسرته ، فهو تشهير بذيء لا مبرر له ، ولو لم يذكر اسمه ، لأن الناس سيعرفونه بسبب النشر .
ثم بعد ذلك ألا يستوجب أن يتكلم الأساتذة المختصون في علم النفس وأن يظهروا أنه ليس كل مريض نفسي سيكون هذا مآله ، وهذا مما يسيئه الإعلام إلى علم النفس ، فالإعلام الآن وكأنه بنشره لهذا الخبر يسيئون إلى الطبيب النفسي ، ويظهرون خطورته ، مما يجعل الناس تنفر من الطبيب النفسي .
أقول أخيرا لا أجد من نشر مثل هذا الأخبار المحزنة إلا كل ضرر لكل طبيب أو مريض نفسي ، وخصوصا أنه لا ردود إيجابية لمعالجة مثل هذه القضايا ، وإعطائها الأهمية للحد من تفاقمها وتكرراها ، بل يتسابق الصحفيون لنقل الأخبار دون إدراك للمصلحة العامة ، بل لإدراك المصلحة الشخصية ، أو مصلحة الصحيفة ، إذ قد يجد ناقل مثل هذا الخبر خطاب شكر وتقدير من رئيس التحرير ، مما يجعل الأمر خطيرا في فكر المؤسسة الصحفية .
اتقوا الله أيها الصحفيون ، ولا تنقلوا إلا ما فيه خير وصلاح وإرشاد ، أما الأخبار الشخصية فهي أمور انتهت ، بل إن ذكرها يفتح عيونا ، ويؤلب بغضاء ، ويحزن قلوبا ، ونحن نتفرج ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
|