26-02-2003, 05:50 PM
|
#1
|
عضو فعال
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 657
|
تاريخ التسجيل : 09 2001
|
أخر زيارة : 17-10-2004 (02:14 PM)
|
المشاركات :
30 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
( اعرف نفسك )
كثيراً ما نقرأ أحاديث تدعوا للفضيلة وتربي الأخلاق وتدعو للخير والإحسان ، أحاديث فيها متعة وفيها تسلية ، ولكن قل ما قرأنا حديث يدعوا إلي التعرف على النفس .
وجاء في كتاب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله _صور وخواطر - أنه كان مكتوباً على باب معبد أثينة كلمة سقراط : ( أيها الإنسان اعرف نفسك ) ومن يوم سقراط إلى هذه الأيام ، لم يوجد في الناس ( إلا الأقل منهم ) من عرف نفسه !
ومتى تعرف نفسك يا أخي وأنت من حين تصبح إلى حين تنام مشغول عنها بحديث الأصحاب وعمل الصباح وسمر المساء . ومتى تعرف نفسك وأنت لا تحاول أن تخلو بها ساعة كل يوم تفكر فيها ، لا يشغلك عنها تجارة ولا علم ولا متاع ؟ ومتى ..وأنت تفكر في الناس كلهم إلا نفسك .. وتحدثهم جميعاً إلا هي ؟
أيها الإنسان أعلم أن نفسك عالم عجيب ، تتبدل كل لحظة وتتغير كل يوم ، ولا تستقر على حال ، إن النفس يا أخي كالنهر الجاري ، لا تثبت قطرة منه في مكانها ولا تبقى لحظة على حالها ، تذهب وتجيء غيرها ، تدفعها التي هي وراءها ، وتدفع هي التي أمامها . .. وفي كل لحظة يموت واحد ويولد واحد ، ابتغ لنفسك أخي الكريم التميز ، واصعد بها إلى الأعالي ، ولا تقل لشيء ( لا أستطيع ) فإنك لاتزال كالغصن الطري ، لأن النفس لا تيبس أبداً ولا تجمد على حال .
أخي الكريم .. اعرف نفسك .. واخلوا بها ، وغص في أسرارها .وتساءل : ما النفس ؟ ومال العقل ؟ وما الحياة ؟ وما العمر ؟ وإلى أين المسير؟
ولا تنس أن من عرف نفسه عرف ربه ، وعرف الحياة وعرف اللذة الحق التي لا تعدلها لذة ، وان أكبر عقاب عاقب به الله من نسوا الله أنه أنساهم أنفسهم !
على كل واحد منا أن يقف مع نفسه وقفة قصيرة محاسباً لها ماذا استفادت في الأعوام والأيام المنصرمة ، فإن يكن خيراً ازداد منه ، وإن يكن غير ذلك أقلع وأناب ،حاسبوا أنفسكم وأعرفوا
ماهيتها ووظيفتها فأنتم اليوم أقدر على العلاج منكم غداً .. وما تدرون ماذا يأتيكم به الغد ؟
ويقول عز وجل ( أولا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة او مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون)
ويروى عن رسول الله – صلى الله عيله وسلم – خطب فقال في خطبته : ( أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم ، وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم ، وإن المؤمن بين مخافتين : أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه ، وأجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه فليأخذ العبرة من نفسه لنفسه ، ومن دنياه لآخرته ، ومن الشبيبة قبل الهرم ومن الحياة قبل الممات )
|
|
|