عرض مشاركة واحدة
قديم 27-02-2003, 07:39 AM   #1
ابتسامة متفائل
عضـو شرف


الصورة الرمزية ابتسامة متفائل
ابتسامة متفائل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  01 2003
 أخر زيارة : 10-05-2010 (08:14 AM)
 المشاركات : 888 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
اهتم برغباتك أولاً .. حتى يهتم بها الآخرون



نتوقع كثيراً ممن حولنا من الأصدقاء أن يبادلونا مشاعر الحزن أو السعادة ، كثيراً ما نفاجئ بمواقفهم السلبية من مشاعرنا ،


إما بالتجاهل أو عدم التأييد ، مما يوقعنا في الحزن والبؤس ، ولكن هل يا ترى تقع اللائمة عليهم دائماً ؟‍

في عدد اليوم نبين لك – عزيزي المربي – أننا نستبق الأحداث ، فلربما كان الآخرون لا يعلمون حقيقة مشاعرنا ، ولربما احتاج ذلك إلى تصريح أو تلميح منا نحن ، فعلينا إذاً أن نتوقع من الآخرين غير ما نتمناه أحياناً ، ولكن كيف ؟‍ تابع معنا .

? رغبة أخت
كنت أجلس في أحد الأيام مع قريبة لنا ونتحدث في أمور الحج ، وإذا بها تقول كنت أتمنى أن أذهب مع أختي عندما ذهبت إلى الحج ، وانتظرتها لتقول لي تعالي معي للحج ، ولكنها لم تقل ، وكنت أستطيع أن أذهب معها في ذلك العام أما الآن فلقد كبرت .

وهنا قلت لها وما دامت لك الرغبة في ذلك ، لماذا لم تتكلمي وتعبري عن رغبتك ، وإذا لم تستطيعي أن تقولي ذلك مباشرة ، كان يمكنك أن تلمحي ، ولكن لا تتركي رغباتك واحتياجاتك وتتوقعي من الناس أن يستجيبوا لها على الرغم من عدم معرفتهم بها .

? توقع آخر خاطئ
ومثال آخر.. إحدى المدرسات تعرضت لظروف عائلية صعبة للغاية وكانت تعاني وتتألم ، وتمنت أن يكلمها أحد ولكن زميلاتها في قسمها انشغلن عنها ، وقد سبب لها ذلك مزيداً من الألم .
وهنا نقول لها : كان عليك أن تخبريهن باحتياجك لهن وبطريقة لطيفة ، فلا تكلمي مثلاً إلا واحدة أو تحدثي لها بضيقك ، وستقوم هي بالتالي بتوصيل مشاعرك للأخريات .

قائلة لنفسها : لو كنا في هذه الظروف لوقفت معهن .
وفعلاً قد تكون هذه الأخت لها ميزات لا تتوفر في الأخريات فتشعر بمن أمامها ، لكن لا تتوقع أن الجميع مثلها يفهم دون كلام أو تلميح .

? أم المعرس
وأحياناً يمكن تحقيق ما نتوقع بأنفسنا ، ومثال ذلك : أم المعرس كانت مشغولة للغاية في عقد زواج ابنها وترتيبات هذا اليوم ، وبعد انتهاء العقد ذهبت إلى بيت أم العروسة لترى العروسة والزفة ، وعندما دخلت كان المكان مزدحماً ولم تجد أي اهتمام حتى أنها لم تجد كرسياً لتجلس عليه ، وهنا بدأت تشعر بالألم ، وأنها أصبحت مهملة بعد أن عقد ابنها زواجه وأصبح كل الاهتمام الآن موجهاً للعريس والعروسة ، ولكنها لم تترك نفسها للألم كثيراً ، بل فكرت وإذا بها تترك مكانها وتشارك العريس والعروسة فرحتهما ، ونسيت أنها لابد أن تنال اهتماماً خاصاً لأنها أم العريس ، وهنا انتبه الجميع لها ولفرحتها بابنها وعروسه .

? دقة للغاية
وهناك البعض ممن يرفض أن يغير من توقعه تجاه الآخرين ، ويصر على ما يتوقعه ، ومثل هؤلاء يعانون كثيراً من الضيق والألم أحياناً ومثال ذلك :

إحدى الأخوات منظمة للغاية ودقيقة جداً ، فتلتزم بمواعيدها بدقة متناهية فلا تتأخر عن مواعيدها ثانية واحدة ، وهذه خصلة جيدة ، ولكن المشكلة أنها تتوقع أن يلتزم من يواعدها بالدقة نفسها ، وبالطبع هذا لا يحدث ، فيسبب لها الآلام والضيق ، إضافة إلى ذلك فإن تلك الأخت لا تنسى الموقف بسهولة أو تتعامل معه ، بل يستمر ضيقها حتى بعد حضور من كانت تنتظرهم ، وتفسد يومها بهذا الضيق .

وعندما قلت لها ذات مرة : إنك تؤلمين نفسك .
فقالت : المفروض أن يتغير هؤلاء الأشخاص ويلتزموا بمواعيدهم .

فسألتها لقد مررت كثيراً بهذه المواقف ، فكم شخص تغير كما تتوقعين ، بالطبع لم يتغير أحد ، والأسهل أن تغيري أنت توقعاتك تجاه الآخرين .

? تقبل الواقع
هناك الكثير ممن يكرهون الانتظار ولا أخفي عليكم سراً أنني من هؤلاء ، فأنا لا أحب الانتظار في دور عند الطبيب أو إنهاء المعاملة ، فحتى بعد انتهاء حاجتي أجد معدتي تؤلمني وأعصابي متوترة من الانتظار ، ولهذا فكرت كيف أحل هذا الموقف ؟

لقد وجدت الحل في حمل القرآن الكريم أثناء انتظاري ، فإذا طال انتظاري وتأخر دوري لا أغضب ، لأن هذا معناه قراءة أكثر وكسب حسنات أكثر ، ولقد زال عن كاهلي كثير من التوتر الذي كنت أعاني منه .

? لا تدافع ولا تهاجم
وفي النهاية عزيزي المربي إن بإمكانك أن تريح نفسك وتعفيها من الضيق والتوتر ، وذلك بأن تراعي نفسك أولاً ، وإذا تمكنت من تغيير الواقع فغيره ، ولكن إن لم تستطع فعليك أن تغير من توقعك أنت تجاه الآخرين ، فهذا سيجعلك أكثر استرخاء وتقبلاً للواقع .

عبر عما بداخلك من رغبات وتوقعات ولا تنتظر أن يلبيها الآخرون لك دون إفصاحك عنها ، فالجميع لا يتمتع بتلك الخاصية ، وبإفصاحك أو حتى تلميحك عن توقعاتك تحافظ على علاقتك الطيبة مع الآخرين .

مهما كنت ترى نفسك مصيباً عندما ترى أخطاء الآخرين ، فلا تحاول الدفاع عن نفسك أو الهجوم على الآخرين ، وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .



ــــــــمنقولــــــــ
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس