عرض مشاركة واحدة
قديم 27-02-2003, 07:43 AM   #2
ابتسامة متفائل
عضـو شرف


الصورة الرمزية ابتسامة متفائل
ابتسامة متفائل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  01 2003
 أخر زيارة : 10-05-2010 (08:14 AM)
 المشاركات : 888 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


ثالثا : آثار الإعجاب بالنفس:

1 - الوقوع في شراك الغرور بل والتكبر :

ذلك أن المعجب بنفسه كثيرا ما يؤدي به الإعجاب إلى أن يهمل نفسه، ويلغيها من التفتيش والمحاسبة، وبمرور الزمن يستفحل الداء، ويتحول إلى احتقار واستصغار ما يصدر عن الآخرين، وذلك هو الغرور، أو يتحول إلى الترفع على الآخرين، واحتقارهم في ذواتهم وأشخاصهم، وذلك هو التكبر.


2- الحرمان من التوفيق الإلهي:

ذلك أن المعجب بنفسه كثيرا ما ينتهي به الإعجاب إلى أن يقف عند ذاته، ناسيا أو متناسيا خالقه، والمنعم عليه بسائر النّعم الظاهرة والباطنة.
ومثل هذا يكون مآله الخذلان، وعدم التوفيق ، لأن الحق -سبحانه -مضت سنَّتُه في خلقه: أنه لا يمنح التوفيق إلا لمن تجردوا من ذواتهم، واستخرجوا منها حظ الشيطان، بل ولجؤوا بكليتهم إليه، تبارك اسمه، وتعاظمت آلاؤه، وقضوا حياتهم في طاعته، وخدمته،كما قال في كتابه: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} (العنكبوت: 69)، وكما قال في الحديث القدسي: (وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشى بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه) .

3 - الانهيار في أوقات المحن، والشدائد :

ذلك أن المعجب بنفسه كثيرا ما يهمل نفسه من التزكية، والتزود بزاد الطريق، ومثل هذا ينهار ويضعف مع أول شدة أو محنة يتعرض لها، لأنه لم يتعرف على الله في الرخاء حتى يعرفه في الشدة، وصدق الله إذ يقول: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} (النحل: 128).
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ ينصح عبد الله بن عباس فيقول: (احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة) .

4 - النفور بل والكراهية من الآخرين :

ذلك أن المعجب بنفسه قد عرض نفسه لصنيعه هذا لبغض الله له ومن أبغضه الله أبغضه أهل السموات، وبالتالي يوضع له البغض في الأرض، فترى الناس ينفرون منه، ويكرهونه، جاء في الحديث: "إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحبُّ فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادى في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبُّه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فابغضه، قال: فيبغضه جبريل، ثم ينادى في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فابغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض" .

5 - العقاب أو الانتقام الإلهي عاجلا أو آجلا:

ذلك أن المعجب بنفسه قد عرض نفسه بهذا الخلق إلى العقاب والانتقام الإلهي عاجلا بأن يخسف به كما كان في الأمم الماضية، أو على الأقل يصاب بالقلق، والتمزق، والاضطراب النفسي، كما في هذه الأمة، أو آجلا بأن يعذب في النار مع المعذبين، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: "بينما رجل يمشي في حلّة تعجبه نفسه، مرجِّلُُ جُمَّته ، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة" .

رابعا : مظاهر الإعجاب بالنفس :

ويمكن اكتشاف هذا الداء من خلال المظاهر التالية:

1 - تزكية النفس :

إنما هو دوام التزكية للنفس والثناء عليها، والرفع من قيمتها، مع نسيان أو تناسي قول الله عز وجل: {فلا تزكُّوا نفسكم هو أعلم بمن اتقى} (النجم:32).

2 - الاستعصاء على النصيحة:

إنما هو الاستعصاء على النصيحة، بل والنفور منها، مع أنه لا خير في قوم لا يتناصحوا ولا يقبلون النصيحة.

3 - الفرح بسماع عيوب الآخرين لاسيما أقرانه:

قال الفضيل بن عياض رحمه الله: إن من علامة المنافق: أن يفرح إذا سمع بعيب أحد من أقرانه .

خامسا : الطريق لعلاج الإعجاب بالنفس :

1 - التذكير دائما بحقيقة النفس الإنسانية

2 - التذكير دائما بحقيقة الدنيا والآخرة

3 - التذكير بنعم الله

4 - التفكُّر في الموت

5 - دوام الاستماع أو النظر في كتاب الله عز وجل، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم

6 - دوام حضور مجالس العلم

7 - الاطلاع على أحوال المرضى، وأصحاب العاهات، بل والموتى

8 - وصية الأبوين أن يتحررا من داء الإعجاب بالنفس ونحوه و أن يكونا قدوه صالح للأبناء

9 - الانقطاع عن صحبة المعجبين بأنفسهم

10 - التوصية والتأكيد على ضرورة اتباع الآداب الشرعية في الثناء

11 - دوام النظر في سيرة السلف

- 12 - تعريض النفس بين الحين والحين لبعض المواقف التي تقتل كبرياءها

وتضعها في موضعها الصحيح، كأن يقوم صاحبها بخدمة إخوانه الذين هم أدنى منه في المرتبة .
فقد روى عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه لما قدم الشام عرضت له مخاضة، فنزل عن بعيره ونزع خفيه، وأمسكهما، وخاض الماء، ومعه بعيره، فقال له أبو عبيدة عامر بن الجرّاح: لقد صنعت اليوم صنعا عظيما عند أهل الأرض، فصك صدره وقال: أوه، لو غيرك يقول هذا يا أبا عبيدة، إنكم كنتم أذلَّ الناس وأحقر الناس، فأعزكم الله برسوله، فمهما تطلبوا العز بغيره يذلكم الله.


13 - متابعة الآخرين له

ووقوفهم بجانبه حتى يتمتهن من التخلص من هذه الآفة .

14 - محاسبة النفس أولا بأول

15 - إدراك العواقب والآثار المترتبة على الإعجاب بالنفس

16 - الاستعانة بالله عز وجل

وذلك بواسطة الدعاء والاستغاثة واللجوء إليه : أن يأخذ الله بيده، وأن يطهره من هذه الآفة، وأن يقيه شر الوقوع فيها مرة أخرى، إذ أن من استعان بالله أعانه الله، وهداه إلى صراطه المستقيم .

17 - التأكيد على المسؤولية الفردية

بغض النظر عن الأحساب والأنساب، فإن ذلك له دور كبير في علاج النفس، بل وحفظها من أن تقع مرة أخرى في آفة الإعجاب.



فاعملوا جاهدين على مداواة أنفسكم وتحريرها، بل والاحتراز والتوقِّي من آفـــة " الإعجاب بالنّفس"



ـــــــــــــــــــــــ

الأسوه الحســنه

ــــــــــــــــــــــ


 
التعديل الأخير تم بواسطة ابتسامة متفائل ; 27-02-2003 الساعة 07:50 AM

رد مع اقتباس