01-01-2011, 10:15 PM
|
#1
|
مستشار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 32511
|
تاريخ التسجيل : 12 2010
|
أخر زيارة : 11-02-2015 (02:59 AM)
|
المشاركات :
6,372 [
+
] |
التقييم : 75
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Darkcyan
|
|
الرضا بالقدر والنصيب
أخواني وأخواتي الأعزاء:
اليوم كتبت لكم مقال أعتقد أنه مهم جدا لكل من
يعاني من التعب النفسي، ويشعر بأنه مظلوم في حياته وأن الأقدار جارت عليه
أتمنى أن تجدوا فيه المتعة والفائدة.
الرضا بالقدر والنصيب
ان جزء كبير من الاستقرار النفسي والطمأنينة له علاقة
بنظرة الشخص لحاله ومقارنتها مع الآخرين والرغبة فيما تفتقده الذات
ويمتلكه الآخرين من أشياء جميلة ، وفي المقابل السخط على
الذات وعلى قدرها وسوء حظها لامتلاكها لأشياء غير جميلة
والرغبة في التخلص من هذه الأشياء كما فعل الآخرون.
ان المشكلة تبدأ بالمقارنة مع الآخر ،
أي عندما أقارن مالدي بما لدى الآخرين، ثم أكتشف ان لدى الأخرين
أشياء جميلة أنا أفتقدها، سواء كانت ممتلكات عينية
كالمنزل الكبير الفخم والسيارة الفارهة والذرية الكبيرة، أو ممتلكات مادية
كالرزق الوفير، أو ممتلكات بدنية كالخلقة الجميلة والجسم الرياضي،
أو ممتلكات نفسية كالنفس المطمئنة والبال الهادئ
والشخصية المتزنة الجذابة،
أو ممتلكات اجتماعية كالقبول الكبير لدى الناس
والحضور الاجتماعي المؤثر،
وغيرها الكثير من الأمور التي قد يراها الشخص في الآخرين
ويفتقدها في نفسه
فيبدأ المقارنة والشعور بالنقص عن الأخرين أو بظلم الأقدار أو سوء الحظ
وربما يلوم نفسه على هذه الأمور فيقول لو أني فعلت كذا وكذا
أو لو أني لم أتعجل فعل كذا وكذا، لو أني درست،
لو أني اهتميت بنفسي، لو أني سمعت النصيحة... الخ،
وقد يشعر بالغيرة القاتلة من الآخرين الذين لديهم ماليس لديه،
وربما يشعر بالحسد والغصة والضيق.
ونفس الشيء يمكن قوله اذا ماقارن نفسه مع الآخرين
فوجد لديها عيوب أو مشاكل أو نواقص هي ليست لدى الآخرين،
كأن يرى أن قدره أو سوء حظه جعله يعاني من مشكلة نفسية
بينما فلان من الناس من أقاربه أو أصدقائه لايعاني من هذه المشكلة،
وأن ترى المرأة مثلا أن سوء حظها أوقعها مع رجل فقير
بينما فلانة كان حظها طيب عندم تزوجت انسان ميسور الحال.
فالشخص هنا يقارن حاله السيء مع الناس العاديين
ويطلب أبسط الحقوق وهو أن يعيش حياة طبيعية،
على عكس المقارنة السابقة للأشياء الجميلة الزائدة التي يمتلكها الناس
ولا تمتلكها الذات والتي يقارن الشخص فيها نفسه
مع أناس محظوظين ساقت لهم الأقدار أشياء جميلة.
إن الرضا بالنصيب والقدر والقسمة هو متطلب رئيسي
من متطلبات النفس الهادئة المطمئنة، وهذا يتطلب عدم مقارنة
الذات بالآخرين، فالرزق مقسوم بمشيئة ومعرفة الهية،
والابتلاء له ثواب وليس عبث، والله إذا أحب عبده ابتلاه،
ثم ان الاحوال والظروف لا تستمر وانما تتقلب، وهذا يتطلب التفاؤل،
فمن هو فقير قد يغتني في يوم وليلة بقدرة الله،
ومن هو مريض قد يبرأ في يوم وليلة.
وإن لم يغتني ولم يبرأ فوالله لن يضيع صبره عند الله.
ان الظروف ليست مستمرة، والناس قد يمرون في أتعاب وضوائق
مؤقته يفرضها الواقع ولابد لها من الانفراج، ولا يتطلب التعامل معها أكثر
من الصبر والتفاؤل والرضا بالمقسوم والتفكير بعقلانية.
فالطالب المقدم على امتحانات
لايمكن أن نقول له بأن المرابطة على الكتب وقلة النوم والتوتر
ستستمر الى مالا نهاية، وانما هي ستنقضي بانقضاء الامتحانات
وستفرج بعد مرور الوقت.
فهو ان فكر بأن القلق والتوتر سيستمر فإنه سوف لن يهدأ باله
ولن يطمئن ولن يركز في دراسته وستأتي نتائجه سيئة.
وكذلك الزوجين اللذان يبدآن حياتهما ويمران في بدايتها
بمرحلة التأسيس والبناء للأسرة
فتجد الأب مرهقا في عمله وبعيدا عن زوجته وابنائه
والأم مشغولة مع أطفالها واحتياجاتهم
وكلاهما (الأب والأم) محرومان من التمتع بالسفر وربما
التنزه الداخلي خوفا على أطفالهم الرضع من تقلبات الجو
الا أن الي يفكر بعقلانية يعلم ان هذا الحال الطارئ لن يدوم
وسيأتي وقت وينفرج فيه الحال للأفضل
ان الشعور بالانفراج بعد وقت (طال أو قصر)
هو أهم شعور لمقاومة الظروف الصعبة سواء ظروف مادية أو معنوية
ونحن كمسلمين جعل الله لنا شعور جميل بالانفراج في الآخرة.
فإن فرجت ظروفنا المقسومة لنا في الدنيا ففضل
من الله وهي غالبا ستفرج لو صبرنا وتفائلنا وأطلنا الصبر ورضينا بالمقسوم
ولم نقارن انفسنا بغيرنا،
فذلك سيرزقنا طمأنينة تجعل الأغنياء وأصحاب القسمة
الكبيرة من الرزق يحسدوننا عليها.
وإن لم تفرج في الدنيا فهناك آخرة أبدية سننال فيها
أفضل وأجمل وأطول وأكمل فرج من الله ومكافئة وثواب أبدي.
اليس هذا كفيل بأن يهدئ من روعنا؟؟
بقلم أخوكم الدكتور رعد الغامدي
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة د.رعد الغامدي ; 02-01-2011 الساعة 12:41 AM
|